إمام المسجد النبوي: تجاوز الحدود بين زينة الرجال والنساء يهدم الأخلاق

  • 6/18/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالباري بن عواض الثبيتي – في خطبة الجمعة - : هذب الإسلام مفهوم الزينة وأزال الغبش عما يعتري مدلولها ورسم حدودها وأبرز معالمها لتحقق الزينة الزينة، وتلائم دور المسلم ورسالته في الحياة، ولتظهر الزينة في إطار الفضيلة محصنة من الميوعة والخلاعة، ويظهر الجمال دون خدش سمات الرجولة والكمال ومن أن يقع المتزين في محظور يغضب الرب أو مفهوم مغلوط يفسد الخلق أو لبس في لبس، وبينت النصوص الشرعية أن تجاوز الحدود الفاصلة بين زينة الرجال والنساء يمقته الدين ويهدم بنيان الأخلاق ويهز قيم الفضائل ويضعف سمو الأمة وطهر المجتمع وله تبعاته المهلكة ونتائجه المدمرة، قال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال ". وأضاف : المسلم يتزين لكل مقام بما يناسبه ولكل موطن بما يلائمه ولا يخالج مسلما شك أن أولى البقاع بالتزين لها بيوت الله تبارك وتعالى التي هي أجمل المواطن وأحبها عند الله، قال تعالى : " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد "، وكان الحسن بن علي رضي الله عنه إذا قام للمسجد لبس أحسن ثيابه وأجملها وسئل عن ذلك فقال : إن الله جميل يحب الجمال وإني أتجمل لربي وهو يقول : " خذوا زينتكم عن كل مسجد "، والمسلم يتزين بما ينسجم مع مقامه ومكانته وحاله وأحواله. وتابع : أرشدنا منبع الجمال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن التزين يشمل الظاهر مع إكرام الجسد والأعضاء، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا شعثا رأسه قد تفرق شعره فقال : " أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره "، ورأى رجلا وعليه ثياب متسخة فقال : " أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه "، وقال عليه الصلاة والسلام : " من كان له شعر فليكرمه "، وأتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " غيروا هذا بشيء "، أي البياض بشيء أي من الخضاب، واجتنبوا السواد، وللتزين في الأسرة نصيب وافر وحظ ظاهر لأثره البالغ في توثيق عرى الحياة الزوجية وتقوية أواصر العشرة بين الزوجين، قال تعالى : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ".

مشاركة :