قال الخبير المالي والوكيل الضريبي، محمد حلمي، إن دولة الإمارات وضعت نهجاً مميزاً في إدارة الأزمات تعتمد عليه لحماية اقتصادها ومقدراتها. وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أنه في كثير من الأحيان، يكون الإبداع هو السبيل الوحيد لمواجهة الأزمات بمختلف أشكالها؛ إذ يلجأ المسؤولون في مختلف القطاعات عند حدوث أزمة كبيرة، إلى العصف الذهني على مستوى الجماعة، للخروج بحلول إبداعية تُساعد في التخلص من الأزمة وتجاوزها. 5 مراحل وأكد حلمي أن دولة الإمارات خلال أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، على سبيل المثال، درست وخططت وطورت ووضعت الخطط والحلول الاستراتيجية والسيناريوهات، واستثمرت الوقت بالتفكير، وايجاد منفذ للخروج من الجائحة، ولم تقف مكبلة عما يدور حولها، مشيراً إلى أن الدولة تعاملت باحترافية مع الأزمة، وتفوقت على كيانات دولية كبرى، وحولت الأزمات إلى فرص ونجاحات. وأوضح حلمي أن المراحل الخمس التي اعتمدت عليها دولة الإمارات في إدارة الأزمة تمثلت في: «اكتشاف إشارات الإنذار»، وتعني تشخيص المؤشرات والأعراض التي تنبئ بوقوع أزمة ما، و«الاستعداد والوقاية»، وتعني التحضيرات المسبقة للتعامل مع الأزمة المتوقعة بقصد منع وقوعها أو تقليل آثارها، ثم «احتواء الأضرار»، وتعني تنفيذ ما خطط له في مرحلة الاستعداد والوقاية، والحيلولة دون تفاقم الأزمة وانتشارها. وأشار إلى أن المرحلة الرابعة تمثلت في «استعادة النشاط»، وهي العمليات التي يقوم بها الجهاز الإداري لغرض استعادة مقدرته على ممارسة أعماله الاعتيادية كما كان من قبل، فيما تمثلت المرحلة الخامسة في «التعلم»، وهي بلورة ووضع الضوابط لمنع تكرار الأزمة، وبناء خبرات من الدروس السابقة، لضمان مستوى عالٍ من الجاهزية في المستقبل. عنصر الإبداع وأضاف حلمي أنه لا يُمكن إدارة أي أزمة سوى بالإبداع، ذلك أنه الخيار الأمثل، إذ تُعد الأزمات فرصة حقيقية قادرة على تغيير كل مجريات الأمور، وتحويلها إلى الأفضل. وتابع: «عادة ما تكون الفرصة متخفّية على شكل أزمة، فلو أمعنا النظر في بعض المجالات المختلفة، الطبية والاقتصادية والجهات الحكومية والخدمات المدنية، فإننا نجد أن هذه الجهات تلجأ دائماً إلى الأساليب الإبداعية وقت الأزمات، لاسيما أنها تعتمد في الأساس على تدريب الموارد البشرية، لوضعها على أُهبة الاستعداد لمواجهة الأزمات». وأضاف: «تعتبر الأزمات التحدي الأكبر الذي يواجه الشركات أو المؤسسات التجارية، فإما أن تفضي في النهاية إلى فشلها وانضمامها إلى قائمة الشركات والمؤسسات التي انتهت رحلتها بالفشل، أو إلى نجاحات أكبر وأعظم مما كانت»، لافتاً إلى أن كلمة السر التي تكون عادة الوحيدة وقت الأزمات هي: «الإبداع»، فلا مجال لاستخدام الطرق التقليدية للتعامل مع الأزمة؛ لأن نتائجها ستؤدي حتماً إلى الفشل والمصير المجهول، لذا يُمكننا القول إن كلاً من الإبداع، والتفكير الجماعي، والجهد الاستثنائي يحقق المعجزات. التفكير المستقبلي ورأى حلمي أن التفكير المستقبلي هو أحد أهم مقومات شخصية القرن الـ21، ففي الوقت الراهن وفي ظل الأزمة التي يعيشها العالم خلال هذه الفترة بعد تفشي الجائحة، تواصل الجهات البحثية والمعامل المركزية الليل بالنهار، للخروج بحلول إبداعية تُساعد في التخلص من هذه الأزمة، ذلك أن مثل هذه الأزمات تحتم على جميع القطاعات والمؤسسات أن توجه اهتماماتها إلى تعزيز ثقافة الإبداع بين الأفراد وفرق العمل والموظفين. وأكد أن الإبداع يُمكّن الفرد من رؤية ما لا يراه الآخرون، مبيناً أن الإبداع يختلف من شخص إلى آخر، ولكل شخص نقطة يبتكر فيها. وقال: «من الضروري أن يصل الإنسان إلى نقطة إبداعه، فالشخص المبدع دائماً يفتح الكثير من الآفاق للنجاح؛ حيث يُسهم بشكل كبير في توفير الكثير من المنتجات الجديدة في الأسواق، ويُمكن القول إن الإبداع من أهم العوامل المؤثرة في تقدم وتطور الشركات أو المؤسسات التجارية، وكذلك المجتمع ورفعة شأنه، في وقت لا يقتصر فيه الإبداع على مجال بعينه، فجميع المجالات تحتاج إليه». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :