شمسة سيف (أبوظبي) سهام الرشيدي ليست مجرد بطلة سطرت أجمل الإنجازات، رفعت علم الدولة في أهم البطولات، ولكن وراءها قصة كفاح تستحق أن تروى؛ لأنها جمعت ما بين الإرادة والتحدي والحماس والطموح، فتجاوزت بكل أصعب المحطات، وقفزت فوق المستحيل، وعانقت المجد في ميادين الانتصار. قدر لها بأن تصاب بشلل الأطفال في عمر الـ 4 أشهر، بعد ارتفاع درجة حرارتها نتيجة عدم تلقيها اللقاح المضاد، فاستقر بها الحال إلى شلل نصفي في الجهة اليسرى من جسدها، لم تقف أسرتها مكتوفة الأيدي، وتحركت في كل الاتجاهات وبعد عمليات جراحية عدة تمكنت من المشي على أقدامها. هي نموذج رياضي مشرف، وبطلة من بطلات ذوي الإرادة، مثلت الإمارات في العديد من المناسبات خير تمثيل في رياضة ألعاب القوى (رمي القرص - رمي الرمح - دفع الجلة)، لتدخل السجل الذهبي للعبة وتكتب اسمها بأحرف مضيئة في الإنجازات والميداليات، الرشيدي أكدت من خلال حوارها مع «الاتحاد» أن سعيها في تحقيق حلمها بأن تصبح بطلة أولمبية عالمية لن يقف أمامه أي شيء. وترى الرشيدي أن الإعاقة التي تعانيها ليست حاجزاً أمام تحقيق أهدافها على الصعيد الرياضي وفي مختلف البطولات التي تشارك بها، بل على العكس تماماً قائلة: «الإعاقة التي أعانيها سبب رئيس في تحقيق دوافعي وأهدافي في المجال الرياضي الذي انخرطت به منذ بداية عام 2004، وكوني أعاني شللاً نصفياً، هذا لا يعني أن أقف مكتوفة الأيدي تجاه الإعاقة، بل عزمت على بذل كل الجهود التي من شأنها أن تجعل مني بطلة وصاحبة إنجازات أسوة بالأسوياء». وأضافت: «عملت على هذا الهدف منذ بداية التحاقي بنادي دبي للمعاقين، الذي كان أحد أهم الأسباب من بعد والدي اللذين شجعاني على ممارسة الرياضة أن أكون إحدى بطلات فرسان الإرادة في ألعاب القوى لذوي الإعاقة وبالتحديد في رمي القرص والرمح ودفع الجلة». وشددت الرشيدي على أهمية دمج فئة ذوي الاحتياجات مع الأسوياء سواء في المدارس أو الجامعات، مؤكدة أن الدمج يعمل على محو الحاجز والنظرة القاصرة التي ينظر بها أفراد المجتمع تجاه هذه الفئة، بحيث يتقبل السوي المعاق، دون التقليل منه أو النظرة إليه بنظرة تختلف عن نظرته تجاه السوي، فالإعاقة في النهاية قدر محتوم، وليست باختيار الفرد. ... المزيد
مشاركة :