تشهد المقتنيات والتحف والمخطوطات والطوابع اهتماماً لافتاً من محبي التراث، وأضحت هذه الهواية هاجساً حوّلها من مجرد هواية جمع واقتناء، إلى مشاريع لمتاحف شخصية تضم هذه المقتنيات تحت سقف واحد، حيث حول البعض منازلهم إلى متاحف للزيارة، وحرصوا على حضور المزادات التي تقام في مختلف مدن العالم للحصول على فرصة اقتناء قطع أو تحف أو شيء قد يشكل جزءاً من اهتمامهم وشغفهم بالاهتمام، سواء كانت هذه القطعة محلية تحمل جانباً تراثياً يعكس تاريخ المنطقة ويذكر بحقبة معينة، أو عالمياً يشهد على تغير الحضارات المختلفة ونموها وتطورها.. وبالحديث عن التراث المحلي، طرحت «البيان» سؤالاً حول المتاحف الشخصية، عبر موقعها الإلكتروني وحسابها على موقع «تويتر»، مفاده: هل تسهم المتاحف الشخصية في إغناء جهود ومبادرات حفظ التراث؟ فجاءت الإجابات متباينة، حيث رأى 82 % من رواد الموقع الإلكتروني للصحيفة أنها تسهم في ذلك، وخالفهم 18 %، بينما رأى 60 % من المستطلعين على «تويتر» أن المتاحف الشخصية تسهم بشكل كبير في حفظ التراث، وخالفهم 40 %. في السياق، يؤكد جامع المقتنيات محمد المهيري، أن بعض المتاحف الشخصية تفوقت على المتاحف المعروفة، خاصة بامتلاكها نوادر لا تملكها المتاحف العامة، وذكر أن لديه العديد من الأصدقاء لو جمعت مقتنياتهم لشكلت متحفاً من الصعب منافسته من قبل أي متحف آخر، نظراً لما يوجد لديهم من نوادر، حيث خصص عدد منهم جزءاً كبيراً من بيته للمتحف، مع استمرارهم في هوايتهم في جمع كل ما هو أثري وتاريخي متعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة. وأضاف أنه بعد زيارته للعديد من هذه المتاحف الشخصية لاحظ أن أصحابها يفتقدون للدعم المادي، فهم ينفقون من مالهم الخاص ويتحملون نفقات المتحف ومقتنياته والتي تكلف مبالغ كبيرة، يدفعهم لذلك حبهم للماضي وتعلقهم بالتراث، كل ذلك لإبراز الجانب الجميل من التراث الإماراتي. وبسبب حبه للرياضة أنجز المهيري متحفاً رياضياً خاصاً ركز فيه على الإنجازات التاريخية التي حققتها دولة الإمارات على الصعيد الرياضي في كرة القدم وغيرها من الألعاب الأخرى، في متحف رياضي خاص به يوثق التاريخ الرياضي للإمارات. من جهتها، تؤكد غاية عبدالله آل صالح، هاوية جمع المقتنيات المغناطيسية، أهمية المتاحف الشخصية ودورها في تعزيز الجهود والمبادرات الساعية لحفظ التراث، فجدها يمتلك متحفاً شخصياً يضم مختلف المقتنيات كالعملات ونماذج مختلفة للجوازات ما قبل الاتحاد، إضافة إلى مقتنيات أخرى كالملاعق وغيرها، حيث كانت المقتنيات شاهداً على الحياة ما قبل الاتحاد، وساهمت في خلق حوار شيق مع جدها حول الحياة فيما مضى، وعرفتها بطبيعة الحياة التي عاشها الأجداد في حقبة من الحقبات السابقة، وتأثيرها في حياتهم، وشجعها وجود متحف جدها الخاص على البدء في هوايتها وهي اقتناء مقتنيات مختلفة من الأماكن والبلدان التي تزورها. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :