الجيش السوري يبدأ عملية برية واسعة بدعم جوّي روسي

  • 10/8/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ الجيش السوري أمس الأربعاء (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) عملية برية واسعة في وسط البلاد مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوّي من الطائرات الروسية، تزامناً مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن قواته ستساند بفعالية هذه الهجمات. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو والرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع بثه التلفزيون أمس إن أربع سفن حربية روسية في بحر قزوين أطلقت 26 صاروخاً على تنظيم الدولة الإسلامية في سورية وإنها أصابت أهدافها. وفي موقف لافت، أبدت موسكو استعدادها لإجراء اتصالات مع «الجيش السوري الحر» في إشارة إلى الفصائل المصنفة بـ «المعتدلة»، رغم تكرار مسئولين روس في الأيام الأخيرة أنهم ينتظرون شرحاً من الدول الغربية لمفهوم «المعارضة المعتدلة». وأكد بوتين أن من السابق لأوانه الحديث عن نتائج العمليات الروسية في سورية وأصدر توجيهات لشويجو بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وإيران والعراق بشأن سورية. بيروت - أ ف ب بدأ الجيش السوري أمس الأربعاء (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) عملية برية واسعة في وسط البلاد مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، تزامناً مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن قواته ستساند بفعالية هذه الهجمات. وفي موقف لافت، أبدت موسكو الأربعاء استعدادها لإجراء اتصالات مع «الجيش السوري الحر» في إشارة إلى الفصائل المصنفة بـ «المعتدلة»، رغم تكرار مسئولين روس في الأيام الأخيرة أنهم ينتظرون شرحاً من الدول الغربية لمفهوم «المعارضة المعتدلة». وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» أمس «بدأ الجيش السوري والقوات الرديفة عملية برية على محور ريف حماة الشمالي (...) تحت غطاء ناري لسلاح الجو الروسي»، تستهدف «اطراف بلدة لطمين غرب مورك (حماة)، تمهيداً للتوجه نحو بلدة كفرزيتا» التي تتعرض منذ أيام لضربات روسية جوية. ويواجه الجيش السوري في تلك المنطقة وفق المصدر، «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سورية)، بالإضافة إلى فصائل أخرى مقاتلة بعضها إسلامية كـ «صقور الغاب وتجمع العزة». وأكد مصدر عسكري في ريف حماة لـ «فرانس برس»: «إن الجيش السوري يعمل في عملياته الأخيرة على فصل ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب) عن ريف حماة الشمالي». ويسيطر «جيش الفتح» المكون من فصائل إسلامية عدة بينها «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام» على محافظة إدلب. وتنتشر هذه الفصائل بالإضافة إلى مجموعات أخرى مقاتلة في مناطق عدة في ريف حماة الشمالي. ويسعى الجيش، وفق المصدر، إلى «تأمين طريق دمشق حلب الدولي» الذي يمر عبر حماة و»المغلق حالياً بسبب العمليات العسكرية». وتزامن بدء هذه العملية مع إعلان بوتين الأربعاء أن العمليات الروسية المقبلة «ستكون متزامنة مع العمليات البرية للجيش السوري» مضيفاً أن «سلاح الجو سيساند بشكل فعال هجوم الجيش السوري». وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو إنه «منذ 30 سبتمبر/ أيلول وحتى الآن أصابت الضربات 112 هدفاً. وكثافة الضربات تتزايد»، مشيراً إلى أن «أربع سفن من إسطول بحر قزوين شاركت في العملية العسكرية». ويظهر شريط فيديو ورسوم بيانية نشرتها وزارة الدفاع الروسية إطلاق الصواريخ من سفن حربية في بحر قزوين لتعبر الأجواء الإيرانية ومن ثم العراق وصولاً إلى سورية. وبعد مقارنة الرسوم البيانية لأهداف الصواريخ مع خريطة المناطق السورية، يمكن التقدير أن إحدى هذه الصواريخ سقطت في المنطقة التي تتواجد فيها مدينة الباب في حلب، فيما تظهر الصواريخ الأخرى متجهة نحو أهداف في محافظة إدلب. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت طائرات روسية منذ ليل الثلثاء الأربعاء 23 غارة على الأقل على ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى 14 غارة استهدفت محافظة إدلب. وتحدث التلفزيون الرسمي السوري عن «ضربات دقيقة على أوكار تنظيم (داعش) في مناطق عدة من حلب وريفها». من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس (الأربعاء) أنه «وفقاً للموقف الذي عبر عنه الرئيس بوتين فإن روسيا مستعدة للمساهمة في توحيد جهود الجيش السوري والجيش السوري الحر لمحاربة تنظيم «داعش» ومجموعات إرهابية أخرى بما في ذلك التنسيق مع طلعات الطيران الروسي». وأبدت في بيان استعدادها لإجراء اتصالات مع «قادة هذه البنية لبحث إمكانية مشاركتها في العمل لوضع عملية تسوية سياسية للأزمة السورية، عبر محادثات بين الحكومة والمعارضة الوطنية». وأكد بوتين الأربعاء أن نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند اقترح عليه الجمعة في باريس «توحيد جهود» قوات الأسد والجيش السوري الحر، لكن مصادر مقربة من هولاند أعلنت أمس أن الأخير لم يقترح هذه الفكرة لكنه ذكر بوتين «بضرورة وجود المعارضة السورية في أي مفاوضات محتملة». وقال هولاند الأربعاء «يجب أن نبني في سورية مع كل الذين يمكنهم المساهمة، مستقبلاً سياسياً يعطي الشعب السوري بديلاً غير بشار الأسد أو داعش». وتأتي الضربات الروسية في وقت يشن الائتلاف الدولي بقيادة أميركية غارات جوية تستهدف منذ سبتمبر 2014 تنظيم «داعش»، من دون أن يتمكن من القضاء عليه أو الحد من توسعه بعد سيطرته على نصف مساحة سورية تقريباً. وتجري موسكو وواشنطن منذ أيام اتصالات تهدف إلى إيجاد سبل تفادي أي احتكاك يمكن أن يحصل بين الطرفين في المجال الجوي السوري. وبعد ساعات من إعلان متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن وزارته «درست عن كثب الاقتراحات الأميركية حول تنسيق العمليات، قال وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر «لم نتفق على التعاون مع روسيا طالما أنهم مستمرون باستراتيجية خاطئة»، تتمثل «بضرب أهداف لا تعود إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)». وفي سياق متصل، أعلن لواء «صقور الجبل»، وهو فصيل سوري مقاتل يتلقى دعماً أميركياً، أن غارات روسية دمرت أمس الأول مستودعات أسلحته الرئيسية في ريف حلب الغربي (شمال).

مشاركة :