التعليم العسكري والتدريب فــي استــراتيجيـات حـلـف «النــاتـــو».. دول الخليــج نمــــوذجـــا

  • 6/21/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تضمن‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2020م‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ومبادرة‭ ‬استانبول‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬2017م‭ ‬استضاف‭ ‬حوالي‭ ‬1000‭ ‬مشارك‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬خبير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬خلال‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬متنوعة،‭ ‬والتي‭ ‬اشتملت‭ ‬على‭ ‬مجالات‭ ‬الأمن‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والتخطيط‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬المدنية‭-‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬ذلك‭ ‬المركز‭-‬،‭ ‬ووفقاً‭ ‬للتقرير‭ ‬ذاته‭ ‬لدى‭ ‬الناتو‭ ‬33‭ ‬مركز‭ ‬تدريب‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬والدول‭ ‬الشريكة‭ ‬وخلال‭ ‬تلك‭ ‬المراكز‭ ‬نفذ‭ ‬الناتو‭ ‬700‭ ‬برنامج‭ ‬تدريبي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬50000‭ ‬شخص،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬محتويات‭ ‬التقرير‭ ‬ككل‭ ‬فقد‭ ‬استرعى‭ ‬انتباهي‭ ‬أمران‭ ‬الأول‭: ‬تطور‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الحلف‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬منظمة‭ ‬دفاعية‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬ليكون‭ ‬بمثابة‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬تقدم‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬‮«‬بالأمن‭ ‬الناعم‮»‬‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬والتدريب‭ ‬والاستشارات،‭ ‬والثاني‭: ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬النشاط‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬تطوراً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬ضمن‭ ‬شراكة‭ ‬الحلف‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أعضاء‭ ‬مبادرة‭ ‬استانبول‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الحلف‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تطويرها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مركز‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬الكويت‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬النشاط‭ ‬يعد‭ ‬تطوراً‭ ‬مهماً‭ ‬ضمن‭ ‬علاقة‭ ‬الحلف‭ ‬بالشركاء‭ ‬عموماً‭ ‬فإنه‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الجديد‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحلف‭ ‬فهو‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬هيكلية‭ ‬مؤسساته‭ ‬ذاته‭ ‬ومنها‭ ‬كلية‭ ‬الدفاع‭ ‬التابعة‭ ‬للحلف‭ ‬بروما‭ ‬والتي‭ ‬تقدم‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬متنوعة‭ ‬لأفراد‭ ‬من‭ ‬جيوش‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬والشركاء‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬تتنوع‭ ‬موضوعاتها‭ ‬ومددها‭ ‬الزمنية‭ ‬بهدف‭ ‬التوصل‭ ‬لفهم‭ ‬أفضل‭ ‬للتحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬استراتيجي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كلية‭ ‬الناتو‭ ‬للتعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬بألمانيا‭.‬ وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مضامين‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ - ‬وهي‭ ‬عديدة‭ - ‬بعضها‭ ‬دائم‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬يتم‭ ‬استحداثه،‭ ‬فإنها‭ ‬تثير‭ ‬خمس‭ ‬ملاحظات‭  ‬الأولى‭: ‬أنها‭ ‬ترتبط‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬بسياسات‭ ‬الحلف،‭ ‬لأن‭ ‬الدول‭ ‬الشريكة‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬البيئة‭  ‬الأمنية‭ ‬العالمية‭ ‬للحلف‭ ‬وبالتالي‭ ‬يرى‭ ‬صانعو‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الحلف‭ ‬أنه‭ ‬قبيل‭ ‬إقرار‭ ‬سياساته‭  ‬فإنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتسم‭ ‬بالواقعية‭ ‬وأخذ‭ ‬مصالح‭ ‬الشركاء‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وجد‭ ‬سبيله‭ ‬نحو‭ ‬التطبيق‭ ‬الفعلي‭ ‬خلال‭ ‬صياغة‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للحلف‭ ‬كل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬والثانية‭: ‬أنها‭ ‬تضم‭ ‬العنصرين‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ ‬معاً‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدارسين‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الموجهين‭ ‬الأكاديميين‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬تكامل‭ ‬الخبرات‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬الناتو‭ ‬والشركاء،‭ ‬والثالثة‭: ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬بجوانب‭ ‬معرفية‭ ‬نظرية‭ ‬وإنما‭ ‬تقديم‭ ‬خبرات‭ ‬للحلف‭ ‬ومناقشتها‭ ‬بهدف‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬والنجاح‭ ‬لإمكانية‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬والرابعة‭: ‬تطور‭ ‬تلك‭ ‬الدورات‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬مردودها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركين‭ ‬الذين‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬حق‭ ‬تقييمها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آلية‭ ‬محددة‭ ‬لذلك‭ ‬وعما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تلبي‭ ‬تطلعاتهم،‭ ‬والخامسة‭: ‬إيلاء‭ ‬التمرينات‭ ‬الافتراضية‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بأزمات‭ ‬متوقعة‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬الحلف‭ ‬طرفاً‭ ‬فيها،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬التمرينات‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬دراسة‭ ‬الأزمات‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭ ‬يمكن‭ ‬تحديد‭ ‬الأدوار‭ ‬والموارد‭ ‬وكذلك‭ ‬التحديات‭ ‬وجميعها‭ ‬عناصر‭ ‬مهمة‭ ‬لإدارة‭ ‬الأزمات‭.‬ لقد‭ ‬كان‭ ‬التعليم‭  ‬العسكري‭ ‬جزءا‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬شراكة‭ ‬الناتو‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرتي‭ ‬الحوار‭ ‬المتوسطي‭ ‬1994‭ (‬بين‭ ‬الحلف‭ ‬و7‭ ‬دول‭ ‬متوسطية‭) ‬واستانبول‭ ‬2004‭ (‬التي‭ ‬أنضمت‭ ‬إليها‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭)‬،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لإحدى‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬أعدها‭ ‬باحث‭ ‬عمل‭ ‬لدى‭ ‬منظمة‭ ‬الناتو‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬فقد‭ ‬التحق‭ ‬بالدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬بكلية‭ ‬الدفاع‭ ‬حوالي‭ ‬600‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬حتى‭ ‬مايو‭ ‬2020م،‭ ‬وقد‭ ‬تضمن‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬لقمة‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬بروكسيل‭ ‬14‭ ‬يونيو‭ ‬2021‭ ‬أن‭ ‬الناتو‭ ‬يولي‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬لمركز‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬وأن‭ ‬الحلف‭ ‬لديه‭ ‬استعداد‭ ‬لفتح‭ ‬مراكز‭ ‬تدريب‭ ‬جديدة‭  ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ذلك‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬اهتمام‭ ‬بخبرات‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬ لم‭ ‬يقتصر‭ ‬اهتمام‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬على‭ ‬مسألة‭ ‬التعليم‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬للتدريب‭ ‬العسكري‭ ‬نصيب‭ ‬من‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الحلف‭ ‬ابتداءً‭ ‬بتدريب‭ ‬الناتو‭ ‬لقوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬ومروراً‭ ‬ببناء‭ ‬قدرات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بتدريب‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬العراقية،‭ ‬ويلاحظ‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬تضمنت‭ ‬مراحل‭ ‬تمت‭ ‬خلالها‭ ‬زيادة‭ ‬المستهدفين‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬مرحلة،‭ ‬ولقد‭ ‬استهدف‭ ‬الحلف‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬تأسيس‭ ‬مفاهيم‭ ‬عملياتية‭ ‬مشتركة‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬جيوشه‭ ‬وجيوش‭ ‬الدول‭ ‬الشريكة،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭  ‬مبادرة‭ ‬خاصة‭ ‬بشأن‭ ‬التدريب‭  ‬أعلنها‭ ‬الحلف‭ ‬خلال‭ ‬قمة‭ ‬ريجا‭ ‬عام‭ ‬2006م‭ ‬والتي‭ ‬استهدفت‭ ‬تدريب‭ ‬أفراد‭ ‬الجيوش‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬وكذلك‭ ‬التعامل‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬التدريب‭ ‬تعد‭ ‬أحد‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬مبادرة‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬قد‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الناتو‭ ‬بشأن‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬صعد،‭ ‬الأول‭: ‬قرار‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬تأسيس‭ ‬كليات‭ ‬للدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مثيلتها‭ ‬التابعة‭ ‬للناتو‭ ‬تعد‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تقديم‭ ‬مناهج‭ ‬عسكرية‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬أساليب‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬مثالاً‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬وطني،‭ ‬وقد‭ ‬لوحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المحاضرات‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناورات‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬أهمية‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬ضمن‭ ‬العمليات‭ ‬الميدانية،‭ ‬والثاني‭: ‬إن‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬وتسارع‭ ‬وتيرتها‭ ‬قد‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭- ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ - ‬إيلاء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتخصيص‭ ‬مناهج‭ ‬دراسية‭ ‬لقضايا‭ ‬مثل‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬وهي‭ ‬أكثر‭ ‬شمولاً‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬العسكرية‭ ‬لتطال‭ ‬أيضاً‭ ‬قضايا‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬بكافة‭ ‬فروعه‭ ‬وجميعها‭ ‬مجالات‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬لعمل‭ ‬الجيوش‭ ‬وربما‭ ‬يتم‭ ‬تضمين‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬ضمن‭ ‬المرحلة‭ ‬التالية‭ ‬لعمل‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬للحلف‭ ‬ومبادرة‭ ‬استانبول‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت،‭ ‬والثالث‭: ‬الاستفادة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬الموضوعات‭ ‬بل‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬عمل‭ ‬قوات‭ ‬الحلف‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭.‬ وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬التدريب‭ ‬والتعليم‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ويشهد‭ ‬تطوراً‭ ‬مستمراً‭ ‬تتجاوز‭ ‬أهميته‭ ‬دعم‭ ‬قدرات‭ ‬الشركاء‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬أو‭ ‬المدنيين‭ ‬بل‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬توجهات‭ ‬منظمة‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬التي‭ ‬أضحى‭ ‬لديها‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ربع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وفق‭ ‬صيغ‭ ‬مختلفة‭.‬ ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مسارين‭ ‬متوازيين‭ ‬الأول‭: ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬الحلف‭ ‬التدريبية‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬تحديات‭ ‬أمنية‭ ‬راهنة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والسيبراني‭ ‬وإدارة‭ ‬الكوارث‭ ‬البحرية‭ ‬و‭ ‬للحلف‭ ‬خبرات‭ ‬ممتدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬والثاني‭: ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬دوراتها‭ ‬وبرامجها‭ ‬الخاصة‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬آلية‭ ‬عمل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الناتو‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأمنية‭ ‬لكل‭ ‬دولة،‭ ‬وأتصور‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬الناتو‭ ‬بالكويت‭ ‬يعد‭ ‬الآلية‭ ‬التي‭ ‬يلتقي‭ ‬عندها‭ ‬المساران‭.‬ } مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

مشاركة :