حلف الناتو واستراتيجية الخروج الآمن.. أفغانستان نموذجا

  • 8/18/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أحداث‭ ‬متسارعة‭ ‬شهدتها‭ ‬أفغانستان‭ ‬منذ‭ ‬إعلان‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الغربية‭ ‬منها‭. ‬الجميع‭ ‬يعرف‭ ‬التفاصيل‭ ‬أولاً‭ ‬بأول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التغطية‭ ‬الإعلامية‭ ‬لكافة‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جلّ‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬هو‭ ‬تفسير‭ ‬قرار‭ ‬الانسحاب‭ ‬الغربي‭ ‬عموماً‭ ‬وحلف‭ ‬الناتو‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص،‭ ‬وهل‭ ‬بالفعل‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬قراراً‭ ‬مفاجئًا؟‭ ‬ومحاولة‭ ‬تفسير‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجية‭ ‬تدخل‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬والانسحاب‭ ‬منها‭.‬ القصة‭ ‬معروفة‭ ‬للجميع‭.. ‬فبعد‭ ‬أحداث‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001‭ ‬واجه‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬انتقاداً‭ ‬شديداً‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬لعدم‭ ‬تقديم‭ ‬الحلف‭ ‬الدعم‭ ‬الفوري‭ ‬لها‭ ‬لتفعيل‭ ‬المادة‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الحلف‭ ‬والتي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬يعد‭ ‬اعتداءً‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬ككل‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬الرد‭ ‬الجماعي،‭ ‬ففي‭ ‬أول‭ ‬قمة‭ ‬للحلف‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬قال‭ ‬دونالد‭ ‬رامسفيلد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي‭ ‬آنذاك‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الحلف‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬يموت‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬رامسفيلد‭: ‬‮«‬إن‭ ‬المهمة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬طبيعة‭ ‬التحالف‭ ‬وليس‭ ‬العكس‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬الامتعاض‭ ‬الأمريكي‭ ‬واضحاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لنظرائها‭ ‬في‭ ‬الحلف،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬بول‭ ‬وولفويتز‭ ‬نائب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬للحلف‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2001‭ ‬إذ‭ ‬قال‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تتصلوا‭ ‬بنا‭ ‬بل‭ ‬نحن‭ ‬الذين‭ ‬سنتصل‭ ‬بكم‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬تمثلت‭ ‬معضلة‭ ‬الحلف‭ ‬تجاه‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬أمرين،‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬الاعتداء‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬دولة،‭ ‬ولكن‭ ‬جماعة‭ ‬دون‭ ‬الدولة،‭ ‬والثاني‭: ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬للحلف‭ ‬للتدخل‭ ‬عسكرياً‭ ‬خارج‭ ‬الأراضي‭ ‬الأوروبية،‭ ‬ولم‭ ‬تعلن‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬منظمة‭ ‬أخرى‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بالمهمة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬الحلف‭ ‬التدخل‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬سمي‮«‬بعثة‭ ‬إيساف‮»‬‭ ‬وفقاً‭ ‬لقرارات‭ ‬أممية‭ ‬ومهام،‭ ‬منها‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬وتدريب‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الأفغانية‭.‬ كانت‭ ‬أفغانستان‭ ‬إحدى‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬باهتمام‭ ‬مناقشات‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التابعة‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو،‭ ‬وكانت‭ ‬نتيجة‭ ‬تلك‭ ‬المناقشات‭ ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬لا‭ ‬يتدخل‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬توافر‭ ‬ثلاثة‭ ‬شروط،‭ ‬الأول‭: ‬وجود‭ ‬قرارات‭ ‬أممية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تثار‭ ‬مسألة‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الشرعية‭ ‬والمشروعية،‭ ‬والثاني‭: ‬وجود‭ ‬إجماع‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬الـ29‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬ما‭ ‬تمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬لمصالح‭ ‬الحلف،‭ ‬والثالث‭: ‬طلب‭ ‬الدولة‭ ‬المعنية،‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تدخلات‭ ‬الحلف‭ ‬سارت‭ ‬على‭ ‬وتيرة‭ ‬واحدة،‭ ‬فلكل‭ ‬حالة‭ ‬خصوصيتها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬اللافت‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬كافة‭ ‬مسؤولي‭ ‬الحلف‭ ‬أن‭ ‬الناتو‭ ‬لا‭ ‬يتدخل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ما‭ ‬ليبقى‭ ‬للأبد،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬الحلف‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لديه‭ ‬استراتيجية‭ ‬للخروج‭ ‬الآمن،‭ ‬وربما‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬أفغانستان‭ ‬بالتوافق‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬الحلف‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الانسحاب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬يعيد‭ ‬تأكيد‭ ‬أمر‭ ‬مهم،‭ ‬وهو‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬المنظمات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬فهي‭ ‬تمتد‭ ‬لسنوات،‭ ‬وربما‭ ‬تختلف‭ ‬آليات‭ ‬تنفيذها،‭ ‬ولكن‭ ‬بها‭ ‬ثوابت‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بتوجهات‭ ‬نخبة‭ ‬معينة؛‭ ‬لارتباطها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بالمصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتلك‭ ‬الدول،‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬قرار‭ ‬اتخذه‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬وفق‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬مايو‭ ‬2021‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬أرجأ‭ ‬الموعد‭ ‬بعد‭ ‬فوزه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إلغاء‭ ‬قرار‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابقة‭.‬ ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬انسحاب‭ ‬الناتو‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬قد‭ ‬أثار‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬ثلاث‭ ‬قضايا‭ ‬مهمة،‭ ‬القضية‭ ‬الأولى‭: ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الحلف‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬تسهم‭ ‬بحوالي‭ ‬75‭%‬‭ ‬من‭ ‬الميزانية‭ ‬العسكرية‭ ‬للحلف،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬الحلف‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬مستقل‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ففي‭ ‬حالة‭ ‬أفغانستان‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كان‭ ‬الجهد‭ ‬العسكري‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬هو‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬وكذلك‭ ‬خلال‭ ‬التدخل‭ ‬الأطلسي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬كان‭ ‬الدعم‭ ‬الجوي‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬التدخل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬مهد‭ ‬السبيل‭ ‬لتدخل‭ ‬الحلف،‭ ‬أما‭ ‬القضية‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬تأثير‭ ‬أحداث‭ ‬أفغانستان‭ ‬على‭ ‬شراكات‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬التدخل‭ ‬ولكن‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬الحلف‭ ‬ضمن‭ ‬عملية‭ ‬إيساف‭ ‬بناء‭ ‬قدرات‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الأفغانية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬والبرامج‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود‭ ‬بما‭ ‬يثير‭ ‬التساؤل‭ ‬حول‭ ‬معوقات‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭.. ‬هل‭ ‬بسبب‭ ‬التمويل‭ ‬أم‭ ‬طبيعة‭ ‬البرامج‭ ‬ذاتها؟‭ ‬وهي‭ ‬قضية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحليل‭ ‬رصين،‭ ‬أما‭ ‬القضية‭ ‬الثالثة‭ ‬فهي‭ ‬دور‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬خلال‭ ‬الصراعات،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭: ‬هل‭ ‬اقتصر‭ ‬دور‭ ‬الحلف‭ ‬على‭ ‬العمليات‭ ‬الإنسانية‭ ‬ودعم‭ ‬قدرات‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬أم‭ ‬إنه‭ ‬لعب‭ ‬دوراً‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية؟‭ ‬وتلك‭ ‬قضية‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬الأفغانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عمل‭ ‬تقييم‭ ‬استراتيجي‭ ‬شامل‭ ‬لتجربة‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬ويتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مراجع‭ ‬ومصادر‭ ‬موثوقة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬سياسات‭ ‬الحلف‭ ‬من‭ ‬أقصى‭ ‬اليمين‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬اليسار‭.‬ وبغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬ستؤول‭ ‬إليه‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬حالة‭ ‬تثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬عديدة‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬استراتيجية‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية،‭ ‬وهي‭ ‬تأثير‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬العالمي‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭: ‬هل‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬مسارات‭ ‬دولية‭ ‬مستقبلية‭ ‬محددة‭ ‬بشأن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية؟‭ ‬أم‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬ومآلاتها‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬يحدد‭ ‬طبيعة‭ ‬التحالفات‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬أقطاب‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬دولاً‭ ‬أم‭ ‬منظمات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬حلف‭ ‬الناتو؟‭ ‬ويقود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬التساؤل‭ ‬الثاني‭ ‬ومفاده‭: ‬أين‭ ‬ينتهي‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬تجاه‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية؟‭ ‬ومتى‭ ‬يبدأ‭ ‬دور‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإسهام‭ ‬الكبير‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬الحلف؟‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬الصراعات‭ ‬الممتدة‭ ‬داخل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬حدود‭ ‬متعددة‭ ‬مع‭ ‬الجيران‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عموماً‭ ‬وخاصة‭ ‬مسألة‭ ‬النازحين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفرض‭ ‬أعباءً‭ ‬إضافية‭ ‬على‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬مهام‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬ وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تثار‭ ‬الآن‭ ‬هي‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي‭.. ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إننا‭ ‬سنكون‭ ‬إزاء‭ ‬انحسار‭ ‬دولي‭ ‬عن‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات؟‭ ‬وهل‭ ‬سيسهم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تهدئة‭ ‬الصراعات‭ ‬أم‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التأجيج؟‭ ‬وهل‭ ‬يجوز‭ ‬صياغة‭ ‬تصورات‭ ‬عامة‭ ‬لكافة‭ ‬الصراعات‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الحكم‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬أم‭ ‬إنه‭ ‬لكل‭ ‬حالة‭ ‬خصوصيتها؟ في‭ ‬اعتقادي‭ ‬أن‭ ‬حالات‭ ‬تدخل‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تقييم‭ ‬ومقارنات‭ ‬لدراسة‭ ‬أسباب‭ ‬ونتائج‭ ‬التدخل،‭ ‬وكذلك‭ ‬فكرة‭ ‬الخروج‭ ‬الآمن‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حالة‭ ‬أفغانستان‭ ‬تطبيقاً‭ ‬لها‭. ‬   {‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

مشاركة :