لقد أنعم الله على العلماء بصفات عديدة بمكانتهم الرفيعة والمنزلةٍ العالية والتحلي بمكارم الأخلاق, قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (المجادلة:11), فقد انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري الخميس الماضي الموافق 29 - 10 - 1442هـ بعد معاناة مع المرض -رحمه الله وادخله فسيح جناته- فقد نشأ -يرحمه الله- في أسرة علمية ووالده العلامة المعروف الشيخ عبدالعزيز الشثري وقد تتلمذ على يديه العلوم الدينية والنحو والفرائض, فالخُلق وطلب العلم ورجاحة العقل والبذل والعطاء والمروءة والكرم... خصال اكتسبها الشيخ ناصر من والده - عبد العزيز أبوحبيب الشثري -رحمهما الله- الذي اكتسب المحبة واشتهر لدى الناس في حسن تعامله ومساعدته لهم حتى أنهم أطلقوا عليه هذا اللقب (بأبي حبيب)، والشيخ ناصر كان له منزلة كبيرة لدى ملوك هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله -رحمهم الله-، ثم الملك سلمان -حفظه الله ورعاه- لما منحه الله له من حكمة وتواضع وحسن رأي ومشورة في حل الكثير من القضايا المحلية والاجتماعية والقبلية, وكان منزله عامراً يستقبل الناس ويكرمهم وفي شهر رمضان يقدم مائدتان للإفطار في بيته لمن يزوره من الأحبة والمحتاجين والمائدة الأخرى في مزرعته, ولا يمل من استقبالهم ويبذل قصارى جهده لقضاء حاجاتهم أو طلب خدمة أو شفاعة حتى من يعاني الكرب والهم يذهب اليه وبتوفيق من الله تعالى يتم الفرج على يديه, فهو متواضع بتعامله مع الناس وقربه لهم بالسؤال عن الحال والأهل ولا يخلو مجلسه من فوائد علمية وتاريخية واجتماعية. رحم الله معالي المستشار الشيخ ناصر بن عبد العزيز أبو حبيب الشثري وعظم الله أجرنا جميعاً في وفاة هذا الشيخ الجليل الذي خدم دينه ووطنه وولاة أمره طوال حياته، اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
مشاركة :