عوني عبدالرحيم يبحث في الهند عن السكون

  • 10/8/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

«ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً» (سورة الإسراء 85 - القرآن الكريم). هو سر الخلق والخليقة، تشاركت جميع الأديان السماوية واللاسماوية في الوقوف عاجزة عن فهمه. عوني عبدالرحيم في تجربته الأولى في عالم الكتابة الروائية قدم مثلاً حياً لحيرة الإنسان وعجزه أمام عظمة الخلق. رحلته بدأت في عام 1985 عند زيارته الأولى للهند بحثاً عن السلام الداخلي، في محاولة لتطهير النفس من سموم الأنا، الطمع والجهل والغضب. ثم عبر زيارات عدة في عوالم الهند والنـــيبال عايش الكاتب، الفلسفة التي اختلطت بالواقع الموروث والرياضات الروحية التي تتسم بالسلمية والتصالح مع الذات. حاول فهم الديانة الهندوسية والبوذية متتبعاً رهبانها علّه يجد جواباً للقلق الداخلي الذي يعيشه الكثيرون منا ويعجزون معه عن الوصول إلى بر الأمان. هي رواية البحث عن جواب لسؤال واحد ولغز واحد Full Moon Guru هو سؤال البشرية جمعاء في مختلف معتقداتها وأيديولوجياتها. هذا السؤال عايشه بطل الرواية الصبي «بهارات» عند فقده صديق طفولته في حادث في نهر الغانج المقدس وخلال طقس من طقوس تطهير النفس عند البراهما وبعض الجماعات الدينية في الهند في صباح يوم من أيام تموز (يوليو) عام 1977. هي ليلة البدر المكتمل حيث تقام الاحتفالات سنوياً تكريماً للمعلم «غورو» لنشره النور ودفع الظلمة. ليلة ستحمل لصبي في الخامسة عشرة من العمر، تجربة تطول عشر سنوات في التنقل بين دور العبادة والرهبان والمعلمين والكتب. رحلة البحث عن جواب لمسألة أساسها الإيمان بحقيقة غير محسوسة. حقيقة لن يعرفها الإنسان الحي ولا يعرف ما إذا كان الموت هو الحقيقة والجواب عن السؤال الأزلي: «ماذا بعد الموت؟». يقول مقدّم الكتاب، جورج طرّاب أن هذا الكتاب هو الترياق أو اللقاح ضد التعصب الديني والأيديولوجي وما يحمل من الفرقة وعدم التسامح. رحلة الشك للبحث عن اليقين. هي رحلة بهارات، جسدها الكاتب عبدالرحيم في حوارات ومشاهد إنسانية تنقلنا إلى عوالم الروحانيات والصفاء الداخلي في أحيان وتثير فينا التساؤل عن مسلمّات لا نجرؤ على البحث فيها معظم الأحيان. الرواية كتبت أساساً سيناريو لفيلم سينمائي، وهي باللغة الإنكليزية بأسلوب سهل وبسيط. وصدرت حديثاً، عن دار نلسن في لبنان. هي العمل الروائي الأول لعوني عبدالرحيم وهو مخرج سينمائي لبناني، درس في «كلية لندن للسينما» وكتب وأخرج برامج تلفزيونية، إضافة إلى إدارته مركز «المنتدى» الثقافي في بيروت. قام بزيارات عدة للهند بحثاً عن السلام الداخلي وبهدف التعمق بالفلسفة البوذية، وتدرب لسنوات على يد راهب بوذي من التيبت. الرواية مستوحاة من تجربته الشخصية مع «بهارات» رئيس الكهنة في معبد شــيفا في مدينة دلهي، حيث ارتبط عبدالرحيم بصداقة مع هذا الراهب الهندوسي الذي كان يجاهر بعـــدم جدوى الطـــقوس الدينية ويرفض تسمية «الغورو» أو المعلم فهو لا يتبع أحداً ولا يريد أن يتبعه أحد على رغم العدد الكبير لمريديه. وهو يضيف ويكرر أنّ ليس لديه رسالة يوصلها مؤكداً «ليس لدي سلعة أبيعها». الكتاب هو فسحة تأمل وهدوء ونافذة للانفتاح على الآخر. وفي حضور سفــيرة الهند في لبنان أنيــــتا نيار، يوقع المؤلف كتابه في غـاليري «أورنينا» - الصيفي فيلادج، السادسة من مساء اليوم الخميس.

مشاركة :