اختبار للدم يكشف عودة سرطان الثدي للمتعافيات منه

  • 10/8/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في كل عائلة، هناك ذكرى حزينة لمرأة غادرت أهلها إلى الأبد بعد إصابتها بسرطان الثدي، الكابوس الذي يخطف أرواح مئات الآلاف من النساء سنوياً بعد انتشاره واسعاً في الآونة الأخيرة، ليجلب البؤس والألم للمرضة وأسرتها. ومن تُشفى من هذا المرض بعد شهور وأيام من العلاج الطويل والمضني، فكأنها كتبت لها حياة، لكن السرور يتبدل إلى حزن عندما يعاود المرض مهاجمة المريضة من دون سابق إنذار. ولتفادي هذه الحالة، طور علماء بريطانيون اختبار بسيط وغير مكلف للدم من شأنه أن يغير علاج سرطان الثدي فعبر أربعة ملاعق صغيرة من الدم، يمكن إعلام المريضات اللواتي أصبن بسرطان الثدي ما إذا كان المرض سيعود مجدداً لأجسادهن. وباستطاعة هذا الاختبار كشف السرطان الذي لم تتم معالجته قبل ثمانية أشهر من شعور المريضة بوجود كتلة في صدرها وحتى قبل أن يظهر الورم في جهاز المسح الضوئي. ويأمل الأطباء في أن يساهم هذا الوقت الإضافي في تأخير أو حتى منع عودة مرض السرطان للنساء، مما سيساعد في تحسين صحتهن وسيحافظ على حياتهن. الحمض النووي وقال الخبراء إن اختبار الحمض النووي، الذي انتشر بشكل واسع في السنوات الخمس الماضية سيساعد الأطباء على أن يسبقوا سرطان الثدي وحتى التغلب عليه. ويعتقد الأطباء أنه يمكن استخدام هذا الفحص لأنواع أخرى من السرطانات بما يتضمن سرطان البروستاتا والأمعاء و الرئة. سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في بريطانياً و تتم تشخيص إصابة واحدة من بين ثمانية نساء بالمرض. وسنويا، يتم تشخيص حوالي 50000 إصابة بالمرض ووفاة 12000 سيدة سنوياً. معظم الوفيات تحدث عندما يعود مرض السرطان الذي تم علاجه سابقاً لمهاجمة أجزاء أخرى من الجسم. وأخيراً، تحسنت طرق علاج هذا النوع من سرطان الثدي، ما يعني أن المصابات بالمرض ينعمن بحياة أطول وأفضل لكن الحقيقة المؤلمة هي أن المرض عضال ويصعب الشفاء منه. ويعطي اختبار الدم هذا الأطباء والمريضات أملاً في علاج سرطان الثدي النقيلي، أو السرطان المنشر في الجسم إذا تم اكتشافه في وقت مبكر بما فيه الكفاية. انتكاس درس الباحثون في مستشفى رويال مارسدن ومعهد أبحاث السرطان في لندن عينات دم من 55 امرأة ، عولجن من مرض سرطان الثدي في مرحلته المبكرة. وأجرت السيدات جراحة وتعرضن لعلاج كيميائي لاقتلاع الأورام وقتل أي خلايا متبقية تحمل المرض. هذه الإجراءات الطبية قد تكون علاجاً شافياً للمريضات لكن تشبث وتبقي بعض الخلايا المصابة في الجسم ربما يؤدي إلى انتكاس المريضة. وعانت بعض النساء من وجود سرطان الحمض النووي في الدم مباشرة بعد العلاج، مما يعني أن المرض كان لا يزال في مكان آخر في الجسم فيما تم الكشف عن الحمض النووي مع مرور الوقت في حالات أخرى. وإجمالاً، فإن النساء اللواتي احتوت دماؤهن على مادة وراثية من سرطان الثدي هن عرضة بمعدل 12 مرة للانتكاسة مقارنة بالسيدات اللواتي كانت نتائج فحص دمهن سلبية. وبحسب ما ذكر سينس ترانزليشنل ميديسن، توقعت الفحوص حدوث انتكاسات قبل ثمانية أشهر من اكتشاف الورم الجديد سواء عن طريق المريضة أو جهاز الاختبار . هذا وأظهرت اختبارات الدم المتتابعة كيفية تغير الحمض النووي في السرطانات التي تصيب النساء مع مرور الوقت. ويمكن استخدام هذه المعلومات لإعطاء المرأة الدواء الذي يتوافق مع السرطان المصابة به، مما يعزز من احتمال نجاتها من المرض. فرق وقال رئيس فريق البحث الدكتور نيكولاس تيرنر: هذه المعلومات قد تحدث فرقا حقيقياً وكبيراً لمريضات سرطان الثدي. وأضاف: بوسع اختبار بسيط للدم أن يتوقع بدقة أي المريضات ستعاود الإصابة بمرض سرطان الثدي في وقت مبكر من انتكاساتها. كما استخدمنا اختبار الدم لتكوين صورة حول كيفية تطور سرطان الثدي على مرور الوقت، مما يجعل هذه المعلومات لا تقدر بثمن إذ أنها تساعد الأطباء لاختيار الدواء الصحيح لمعالجة السرطان. من جهته، قال كاثرين وودز الذي يعمل في جمعية سرطان الثدي الخيرية : إذا تضافرت جميع الجهود وبدأنا التنفيذ العملي، لن تموت أي امرأة من سرطان الثدي بحلول عام 2025. نحتاج لمزيد من التجارب السريرية لاختبار المعلومات التي نملكها، وفي هذه الأثناء نرحب بأي بحث مشابه سيجعلنا أقرب إلى هدفنا.

مشاركة :