علّقت السلطات الجزائرية، اليوم (الاثنين)، لمدّة أسبوع، بثّ تلفزيون خاص بسبب عرضه برنامجاً أثار جدلاً حادّاً في البلاد حول شخصية الأمير عبد القادر، بطل أول حملة لمقاومة الاستعمار الفرنسي. وأفادت «سلطة ضبط السمعي البصري» في بيان أنّها قرّرت تعليق بثّ جميع برامج تلفزيون «الحياة» لمدة أسبوع اعتباراً من الأربعاء، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأرفقت السلطة قرارها بإنذار وجّهته للقناة التلفزيونية، وذلك إثر بثّها الجمعة برنامجاً وصف خلاله نائب سابق الأمير عبد القادر بأنه «خائن»، في وقت تحظى فيه هذه الشخصية التاريخية بتقدير كبير في البلاد. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة سخطاً إزاء تصريحات نور الدين آيت حمودة، نجل العقيد عميروش آيت حمودة، أحد قادة حرب الاستقلال عن فرنسا. كما اتّهم آيت حمودة خلال نفس البرنامج الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، والقيادي الوطني مصالي الحاج بالخيانة. من جهتها، لوّحت وزارة المجاهدين، في بيان، الاثنين، برفع دعاوى قضائية ضدّ «كلّ من يتجرّأ على رموز تاريخنا الوطني». وفي ظلّ هذا الجدل، أكّد مقدّم البرنامج ومدير تلفزيون «الحياة» هابت حناشي أنّ تصريحات النائب السابق لا تمثّل وجهة نظر المؤسّسة. بدورها، أعلنت وزارة الاتصال تعليق اعتماد «الحياة» لمدّة أسبوع اعتباراً من الأربعاء. وأكّدت «سلطة ضبط السمعي البصري» في بيانها أنّها تحتفظ بحقّها في «اتخاذ كامل التدابير والإجراءات القانونية المناسبة حال تكرار مثل هذه التجاوزات والسقطات المهنية». وأنهى قانون صدر عام 2012 احتكار الدولة للإعلام السمعي البصري الذي امتدّ نحو 5 عقود. وتأسّست مذاك أكثر من 50 قناة تلفزيونية، لكنّ بعضها، وبينها «الحياة»، حصلت فقط على اعتماد مؤقت لفتح تمثيليات في الجزائر. وتعزم السلطات وضع حدّ لنشاط قنوات التلفزة غير المقيمة، على غرار «الحياة»، ما سيجعلها قنوات أجنبية.
مشاركة :