سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم الثلاثاء الضوء على الوضع الصحي في دول أمريكا الجنوبية، مؤكدة أنها باتت الآن بقعة ساخنة لفيروس كورونا حيث بلغ معدل الوفيات في هذه المنطقة، ثمانية أضعاف المعدل العالمي. وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني إنه بينما ينحسر فيروس كوفيد -19 في كثير من أنحاء العالم، ينتشر الوباء في أمريكا الجنوبية، التي تضم 5٪ فقط من سكان العالم ولكنها الآن مسؤولة عن ربع عدد القتلى في العالم. وأرجعت الصحيفة الأسباب إلى عدة عوامل وهي تباطؤ معدلات التطعيم، وانتشار متحولات جديدة للفيروس، واكتظاظ المدن، وضعف النظم الصحية، وارتفاع معدلات السمنة مقارنة بأفريقيا وآسيا، وفي بعض الحالات، حكومات تخلت عن محاولات السيطرة على الفيروس. ونقلت الصحيفة عن دينيس جاريت، عالم في الأوبئة وعمل لصالح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لأكثر من 20 عاما :" بينما تتناقص الإصابات والوفيات الناجمة عن كورونا في الولايات المتحدة ودول أخرى، تحولت أمريكا الجنوبية إلى بؤرة للوباء الآن أو نقطة ساخنة، مع ثمانية أضعاف معدل الوفيات في العالم." وأضاف أن البرازيل ودول أخرى اعتمدت بشكل كبير على لقاح كورونافاك من شركة سينوفاك الصينية ، والتي تظهر بعض الدراسات أن تأثيرها ضئيل بعد الجرعة الأولى بينما ساعدت المدن المكتظة بالسكان في المنطقة في انتقال العدوى، كما جعلت مشكلة السمنة المتزايدة مواطنيها أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، والذي أظهرت الأبحاث أنه مميت بشكل خاص لأولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع. وارجحت الصحيفة أن يتردد صدى هزات الوباء في أمريكا الجنوبية في السنوات المقبلة خاصة أن الجائحة دفعت بالملايين مرة أخرى إلى براثن الفقر وضربت الاقتصادات، وتركت بعض الأطفال الأكثر احتياجًا خارج المدرسة لأكثر من عام، كما اضطرت بعض المستشفيات المكتظة بوقف الرعاية الوقائية لحالات مثل السرطان، مما سيؤدي إلى انفجار مشاكل صحية أخرى. وأشارت إلى أنه مع تنامي الغضب من تعامل الحكومات مع الأزمة، تتضاعف بوادر الاضطرابات السياسية، وقد اندلعت بالفعل احتجاجات عنيفة في كولومبيا بينما يواجه رئيس البرازيل، تدقيقًا بشأن طريقة تعامله مع الوباء حيث اكتسبت المظاهرات المناهضة للحكومة زخمًا خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي بيرو، اختار الناخبون رئيس حزب ماركسي كرئيس. وحثت مديرة منظمة الصحة للبلدان الأمريكية كاريسا إف إيتيان قادة مجموعة السبع على تسريع تسليم مليار لقاح تعهدوا بالتبرع بها للدول النامية بحلول نهاية عام 2022 كما أعلن البيت الأبيض مؤخرًا عن تبرع بـ 500 مليون لقاح من شركة فايزر إلى 92 دولة، لكن فقط بوليفيا وغيانا من أمريكا الجنوبية ضمن القائمة.
مشاركة :