أعلن حلف شمال الأطسي "ناتو" عن استعداده لإرسال قوات لحماية مواقع الحلف في تركيا إذا لزم الأمر، وذلك على خلفية التدخل الروسي في الصراع السوري. وصرح الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرج اليوم الخميس خلال لقاء وزراء دفاع دول الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل: "تركيا شريك قوي للغاية، ولكن حلف الناتو مستعد دائما بطبيعة الحال لزيادة قوتها ودعمها." وأضاف ستولتنبيرج أن قوة التدخل السريع مهيأة للتوجه إلى المنطقة الجنوبية من الحلف وكذلك إلى تركيا، إذا كان ذلك ضروريا. وكانت طائرات قتالية روسية قادمة من سورية اقتحمت المجال الجوي التركي مؤخرا دون إذن من السلطات التركية. وناشد وزير الدفاع التركي وجدي جونول المجتمعين في بروكسل بتعزيز تواجد الحلف بصورة أكبر ودعم الدفاعات الجوية التركية. ومع ذلك تعتزم ألمانيا سحب منظومة صواريخ "باتريوت" للدفاع الجوي التابعة لها من الأراضي التركية والتي تتمركز على بعد 100 كيلومتر من الحدود السورية التركية. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين: "السؤال المطروح هنا هو ما هو الخطر الذي يمكن دفعه بهذه المنظومة ، وفي هذا السياق يكون قرار ألمانيا صحيحا". وبدأت روسيا الأسبوع الماضي توجيه ضربات استهدفت مواقع تنظيم داعش في سورية، بحسب الرواية الروسية، لدعم الرئيس الاسد، ودمرت المقاتلات الروسية اليوم الخميس مواقع للمتمردين أيضا في شمال غرب البلاد. ووصف ستولتنبيرج التدخل الروسي بأنه مثير للقلق، وقال: "سندرس (...) ما تعنيه التطورات الأخيرة بالنسبة لأمن الحلف". وطالب ستولتنبيرج روسيا بوقف دعمها لنظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، مبينا أن هذا الأمر لا يعد إسهاما بناء في إيجاد حل سلمي ودائم للصراع السوري. وقال وزير الدفاع البريطاني: مايكل فالون: "روسيا تجعل من الموقف الخطير للغاية في سورية موقفا أشد خطورة". ومن المقرر إيقاف منظومة "باتريوت" الألمانية عن العمل الأسبوع المقبل، كما أن القسم الأكبر من الجنود الألمان المتواجدين في تركيا والبالغ عددهم 240 جنديا سيعودون إلى ألمانيا قبل حلول فترة أعياد الميلاد. وكانت الولايات المتحدة أوقفت بالفعل بطاريات "باتريوت" الخاصة بها عن العمل في تركيا، ولم يتضح بعد حتى الآن ما إذا كانت بدائل أخرى ستحل محلها أم لا. وأفادت دوائر في حلف الناتو أن هناك مباحثات أجريت مؤخرا بهذا الشأن مع كل من إيطاليا وفرنسا. كان الجيش الألماني أرسل قبل ما يناهز ثلاثة أعوام منصات "باتريوت" إلى تركيا لحماية الحليف التركي من هجمات قد تأتي من الأراضي السورية. وكانت الحكومة الألمانية قررت في آب/أغسطس الماضي سحب الصواريخ بحلول نهاية كانون ثان/يناير 2016، مبررة ذلك بتضاؤل المخاطر القائمة.
مشاركة :