حذر مسئولون فلسطينيون اليوم (الثلاثاء)، من تداعيات "تصعيد خطير" في حي الشيخ جراح في شرق القدس، محملين إسرائيل المسئولية عن ذلك. وتتواصل احتجاجات وصدامات بين المتظاهرين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية منذ أسابيع احتجاجا على خطط إخلاء أربع عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح الجمعيات اليهودية. وأدى التوتر في شرق القدس الشهر الماضي إلى موجة تصعيد عسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة استمرت 11 يوما فضلا عن مواجهات غير مسبوقة منذ سنوات في الضفة الغربية. وقال وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية فادي الهدمي إن "انفلات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين على الفلسطينيين العزل في حي الشيخ جراح يزيد من وتيرة التصعيد في المدينة". وحذر الهدمي في بيان صحفي من الازدياد الملحوظ في "اعتداءات المستوطنين بمشاركة عناصر من الشرطة الذين يفرضون حصارا مشددا على السكان في الحي". وأكد أن الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده "لن يقبل بأي حال أن يكون وقودا لصراعات اليمين داخل الحكومة الإسرائيلية وخارجها". واعتبر الهدمي، أن ما يجري في الشيخ جراح "جريمة تهدف إلى اقتلاع السكان بالقوة والبطش من منازلهم"، مطالبا المجتمع الدولي، بسرعة وقف العدوان فورا، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني". يأتي ذلك فيما دخل ظهر اليوم عشرات المستوطنين بينهم أعضاء كنيست (برلمان) إسرائيلي إلى حي الشيخ جراح المهدد بإخلاء عائلات فلسطينية تقطن فيه لصالح جمعيات استيطانية. وأفاد شهود عيان، بأن المستوطنين حاولوا دخول 3 منازل في الحي وسط استفزاز السكان، وهددوهم بإخلائهم من منازلهم خلال شهر ما تسبب باندلاع اشتباكات بالأيدي مع السكان. وتعليقا على ذلك قال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي للصحفيين في رام الله، إن "الاعتداءات الإسرائيلية على أهالي الشيخ جراح تكشف حقيقة خطط ترحيل السكان الفلسطينيين وطردهم من بيوتهم". واعتبر الرويضي، أن إجراءات إسرائيل في الشيخ جراح "تطهير عرقي وتهجير قسري ضمن برنامج سياسي هدفه إقامة عشرات الوحدات الاستيطانية بدل المنازل المهددة بالإخلاء لحصار البلدة القديمة في القدس من الجهة الشمالية". وحذر من أن القدس مقبلة على "مرحلة صعبة تحتاج إلى وقفة وعمل أكثر من قبل الجانب الفلسطيني بدعم وإسناد من الدول العربية والإسلامية"، مشددا على صمود وثبات الفلسطينيين في مواجهة الأهداف الإسرائيلية. وكانت مصادر فلسطينية قالت في وقت سابق اليوم، إن الشرطة اقتحمت بلدة سلوان وحي الشيخ جراح في شرق وداهمت عددا من المنازل في المنطقتين قبل أن تعتقل 12 شخصا، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا). من جهتها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم عن اعتقال أربعة فلسطينيين على خلفية صدامات وقعت في حي الشيخ جراح شرق القدس الليلة الماضية، مشيرة إلى أن المعتقلين متهمين بافتعال اضطرابات عنيفة في حي الشيخ جراح، وتم تحويلهم إلى الجهات المختصة للتحقيق. وقال بيان صادر عن الشرطة تلقت (شينخوا)، إنه "منذ ساعات المساء والليل أمس اندلع شجار وأطلقت الألعاب النارية على قوات الشرطة ومنازل السكان، وألقيت عدة زجاجات حارقة ورشق الحجارة ما أسفر عن إصابة سيدة في ظهرها بحجر، وهي بحاجة إلى عناية طبية". وبحسب الشرطة، اندلعت عدة حرائق نتيجة إطلاق القنابل النارية وتم التعامل معها من قبل الإطفاء الذين تم استدعاؤهم إلى مكان الحادث، واضطرت قوات الشرطة إلى استخدام وسائل مختلفة لتفريق المشاغبين حتى استعادة النظام. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس إنه تعامل مع 20 إصابة خلال الصدامات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية الليلة الماضية. وفي السياق ذاته، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية، أن ما يجري في الشيخ جراح "جزء لا يتجزأ من مخططات الاحتلال الرامية لاستكمال عمليات تهويد القدس وتفريغها من أصحابها الشرعيين". وقال بيان صادر عن الوزارة تلقت (شينخوا) نسخة منه، إنها "تتابع التصعيد في الشيخ جراح وترفع تقارير دورية عن مستجداته لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، من خلال بعثة دولة فلسطين في جنيف". وأضاف أن الوزارة تتابع الملف أيضا مع المحكمة الجنائية الدولية، وتواصل إرسال الرسائل المتطابقة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئاسة مجلس الأمن، ورئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
مشاركة :