ضمن سلسلة فعالياته العلمية المتنوعة، نظم «تريندز للبحوث والاستشارات» أمس الأول محاضرة «عن بُعد» بعنوان: «مستقبل الأمن الصحي في ضوء أزمة كوفيد-19»، شارك فيها كل من الدكتور ديفيد إل هيمان، أستاذ وبائيات الأمراض المعدية بمدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، والدكتورة بدرية الحرمي استشارية الصحة العامة، نائبة رئيس جمعية الإمارات للصحة العامة بدولة الإمارات، وأدارها فهد عيسى المهري مدير إدارة الباروميتر العالمي بـ«تريندز». وفي تقديمه للمحاضرة، أكد فهد المهري أن موضوع مستقبل الأمن الصحي في ضوء أزمة «كوفيد-19» في غاية الأهمية، ويشغل بال العالم اليوم، مشيراً إلى أن جائحة «كوفيد-19» وما أحدثته من تحولات وتداعيات كبيرة على العالم كله شرقاً وغرباً، وما تسببت به من خسائر بشرية، طرحت تساؤلاً مهماً حول مستقبل الأمن الصحي، وكيفية التصدي لمثل هذه الأوبئة العالمية الخطيرة مستقبلاً، باعتبار أنها تشكل التهديد الأكبر للبشرية. وأكدت الدكتورة بدرية الحرمي أن جائحة كورونا أظهرت حاجة أكبر للالتزام العالمي والتعاون في سبيل الصحة العامة، لما تشكله الأمراض والجوائح وحالات الطوارئ الصحية الأخرى من قلق متزايد لصانعي السياسات العالمية والحكومات بسبب مخاطرها على صحة السكان وتداعياتها على الحياة الاجتماعية وإعاقة النشاط الاقتصادي وبقية قطاعات التنمية. وذكرت أن مرحلة ما بعد القضاء على جائحة (كوفيد-19) ستشهد اهتماماً كبيراً بدعم القطاع الطبي الذي يعاني بالفعل نقص الكوادر والإمكانيات اللازمة لتطويره في الكثير من الدول، وهو ما أسهم في تفشي هذه الجائحة وسقوط الملايين كضحايا لها، ما بين وفيات ومصابين، كما ستشهد هذه المرحلة عملاً مكثفاً من قبل الدول المختلفة على تحصين أمنها الوطني في مواجهة خطر الحروب البيولوجية. وشددت على الحاجة الماسة لكي يدشن العالم آليات فاعلة لتعاون شامل في المجال الصحي. بدوره، قال الدكتور ديفيد إل هيمان: إن «الأنظمة الصحية القوية والمتينة هي الكفيلة بأن تجعلنا قادرين على التغلب على أي وباء أو مرض معدي في المستقبل»، مشيراً إلى أن في السابق كان يحاصر الأوبئة والأمراض بغلق الحدود، لكنه بسبب بعض الأوبئة أدرك أن إغلاق الحدود ليس هو الحل لوقف انتشار الأوبئة والأمراض المستشرية أو المعدية، ما دفع الدول عام 2005 إلى إنشاء أنظمة وهيئات ترصد الأمراض المعدية وتحجيم انتشارها. وحول دور جائحة «كوفيد-19» في التأكيد على أهمية الأمن الصحي، أوضح أستاذ وبائيات الأمراض المعدية بمدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، أن الجائحة أوجدت العديد من المعطيات الجديدة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بعد أن انهارت أنظمة الرعاية الصحية في عدد كبير من دول العالم، خصوصاً الدول الصناعية، ما رفع نسب الوفيات نتيجة عدم تمكن المرضى من الوصول إلى المستشفيات، خصوصاً في أميركا، وبريطانيا، وإيطاليا. وطالب إل هيمان بضرورة أن تعمل جميع المجتمعات حول العالم مع بعضها بعضاً لمجابهة فيروس كورونا، واتباع أنماط صحية سليمة. وفي ختام الندوة، تقدم الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لـ«تريندزللبحوث والاستشارات» بالشكر والتقدير للمشاركين بالمحاضرة، مشيراً إلى أنها تأتي ضمن الأولوية التي يوليها «تريندز» لمتابعة هذه الجائحة واستقراء آثارها المختلفة، وتسليط الضوء على التجارب الإقليمية والدولية في التعامل معها، والدروس المستفادة منها.
مشاركة :