الوطن يجمع بين جامعة الملك فيصل ونادي الأحساء الأدبي في أمسية للاحتفاء بيوم الوطن الذي يعاود اطلالته كل عام حين تلتفت الأنظار الوفية والقلوب المخلصة لتتأمل مسيرة حافلة من التطوير والتحديث والتنمية التي وضعت البلاد في مصاف الدول المتقدمة بالعالم في فترة وجيزة من عمر تقدم الشعوب ونهضتها وازدهارها، فباتت تقوم بواجبها العظيم نحو أطهر بقاع الأرض وأشرفها، وتكون قِبلة وملاذاً للمسلمين، وتمد يديها بسخاء لنصرة المظلوم وإغاثة الملهوف في كل أنحاء العالم. أدار الأمسية الدكتور خالد الجريان نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي الذي بدأ قائلا: إن يوم الوطن الغالي هو يوم شكر لله تعالى ويوم ثناء عليه أن مكّن لهذه القيادة المؤمنة أن تحكم بشريعة الله وحده، وتكون حرزاً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتنشر في العالم بأسره مبادئه السمحة. وجاءت كلمة رئيس مجلس إدارة النادي عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور ظافر الشهري مبرزة جوانب عديدة قام بها الملك المؤسس عبد العزيز -رحمه الله- مطوفا بلمحة تاريخية على جهوده في توحيد البلاد وأضاف: إن الوطن تجاوز بحنكة وحكمة قياداته المتعاقبة آفاقًا مشهودة في مجالات ترسيخ دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، كما حافظت هذه القيادة المباركة على الثوابت الإسلامية، ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية، فتحقق لشعبها الوفي تنمية شاملة في جميع مجالات الحياة وبخاصة في المجالات العلمية والثقافية والصحية. ودعا الله أن يرفع ما نزل بإخواننا في سوريا، وأن ينصر جنودنا البواسل على حدودنا الجنوبية لتظل المملكة واحة للأمن والأمان. بدورها أكدت تهاني الصبيح عضو مجلس إدارة النادي على أهمية الاحتفال بهذا اليوم سائلة الله أن يحفظ لنا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وحكومتنا الرشيدة، والشعب السعودي الوفي، وكل من يقيم على هذه الأرض الطيبة. كما أكدت الدكتورة أحلام الوصيفر عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية أن الوطن سيظل شامخا، شمسه تشرق في ربوع العالم بعطاء لا ينفد، وسخاء متواصل نابع من أصالة شعب وطهارة وقدسية مكان. أما الدكتور حمد المري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل، فعرض لمضمون فيلم وثائقي شاهده عن أحوال المملكة قبل توحيدها وما كانت تعانيه البلاد، ثم ما أصبحت تنعم به من أمن وأمان مطالبا بأن نعلم أبناءنا ما أنعم الله به علينا بتوحيد مملكتنا، كذلك قصت الأديبة آمال العرجاني ما كانت تسمعه من جدتها حين تدعو (الله ينصرهم ولا ينصر أحدا عليهم)، وتساءلت في صغرها لمن تدعين يا جدتي؟ فقالت جدتها: لعيال ابن سعود، وقدمت أمل الحربي رسالة إلى أختها زوجة الشهيد وتحدثت في عبارات أدبية رصينة عن اعتذارها للوطن للتقصير في حقه مهما بُذل من جهود، وهنأ الدكتور صالح التركي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل الجميع بهذا اليوم الذي يؤكد وحدة المملكة التي تمثل الإسلام الوسطي بما يمتاز به أهلها من تسامح واعتدال، وعبر صالح السويلم عن التربويين مؤكدا حرص المعلمين على غرس حب الوطن في قلوب الأبناء كل يوم.. مع إشراقة كل صباح، كذلك أكد الأديب مبارك بوبشيت أن الوطن أكبر من أن يكون كلمة، داعيا بطول العمر للملك سلمان -حفظه الله-؛ لأنه يفكر بعقل أمة. وجاء الإبداع الشعري متنوعا صادقا يؤكد ما يشعر به مبدعو الأحساء تجاه وطنهم، كذلك جاءت مشاركات المقيمين من مختلف الأقطار العربية لتؤكد تلاحم الجميع انطلاقا من إدراكهم الواعي بدور المملكة، حيث ينطلق حب المملكة من حب الدين الإسلامي الحنيف كما قال الدكتور محمد السيد البدوي، وكما قالها الدكتور محمد العكاري أيضا شعرا، وكما عبر عنها شعرا فنيا متميزا شاعر الأحساء جاسم الصحيح، ولم تخلُ الأمسية من الشعر النبطي على لسان أحمد الشمري، وعلي الشمري وجاءت القصائد الفصحى رصينة المبنى قوية الدلالة، فكانت أشبه بلوحات فنية تكاملت خطوطها وتناسقت عناصرها فلاقت استحسان الجميع.
مشاركة :