الشارقة:«الخليج» نظمت أمس الأول، في مسرح حديقة البطائح في الشارقة، الأمسية الشعرية السادسة في إطار مهرجان الشارقة للشعر الشعبي.حصر الأمسية راشد شرار مدير المهرجان، ولفيف من المدعوين، ومحبي الشعر، واشترك في الأمسية خمسة شعراء هم: حمدان القايدي، وعلي الشوين من الإمارات، ونادر العنزي من السعودية، والتقي ولد الشيخ من موريتانيا، وعبد العزيز الطاهري من المغرب، وقدم للأمسية راشد القناص من السعودية.حمدان القايدي كان أول الملقين وهو شاعر غزير اللفظ في لغته، لكنه منخرط في تفاصيل الحياة اليومية يغرف منها صوره، وهو خبير في أساليب الحكي والحوار التي تلفت السامع وتستولي على لبه، يقول من قصيدة «وقظني الهاتف»:وقظني الهاتف وخليته النوم وقظني الهاتف وانا كنت ف احلامييا الله بصباح الخير، يا حي لعلوم يا الله سترك من مصايب الايامبدوره ألقى علي الشوين عدة نماذج من أشعاره، وهو يكتب القصيدة الوطنية، منفعل ومواكب لرحلة البناء الوطني يرقبها ويؤلف فيها قصائده، معجب بحكام بلاده، وبما يبذلونه من جهد من أجل تقدم وطنهم، كما يكتب الغزل بتفنن، ويبحث في تفاصيل الحياة عن معانٍ جديدة، في قصيدته «القروب» ألهمته ظاهرة «مجموعات التواصل» فكرة طريفة هي أن يدعو محبوبته إلى أن ينشئا مجموعة مغلقة لا يشترك فيها سواهما، يتعاهدان فيها على الحب والتواصل الدائم، يقول:أنا وانت خلنا نسوي قروب قروب يفرق عن جميع لقروباتقروبن مرتب بتنظيم واسلوب قروب حبن ولا قروب اتصالاتنادر العنزي شاعر أصيل الكلمة، تدور معاني شعره حول الاعتبار بالزمن، والتأمل في الحياة والإنسان، والتوجيه، ويلح كثيراً على القيم الإنسانية النبيلة، وهو كذلك شاعر غزل متفنن في معانيه، يصوغه باقتدار، يقول في إحدى قصائده:يا قلب لا كثرت هروج المساكين وفلان فيك يوصل الهرج لفلانتأكد أن الأمر من بين الاثنين أما حسود أو أنه يكون غيراناطلع سماء لا تلتفت فالمعادين للطيب طيب وللمعادين ميدانالشاعر التقي ولد الشيخ كان رابع المرتقين للمنصة، وهو شاعر مطبوع، رشيق اللفظ، لا تعوزه الصورة الجميلة، يكتب بإيقاع متدفق، يتردد شعره بين النقد الاجتماعي والحكمة ومدح الرسول والغزل، له وديوان «لافتات شنقيطية»، يقول في إحدى قصائده:شنقيط كرم وآداب واسماح شنقيط قلم وكتوب وألواحشنقيط مناظر تجيب سياح رمال فضيه لونها أصفروجنان واطيار بلون قزاح يسحر فيها الغروب لبحرالختام كان مع عبد العزيز الطاهري، وهو شاعر تسري الموسيقى في عروقه، فيؤلفها شعراً ويؤديها لحنا، أبدع في قصائد الملحون الشعبي المغربي، وكتب الشعر الوطني والاجتماعي، مؤسس مجموعة «ناس الغيوان» التي احيت أصالة فن الغناء المغربي، وكان لها صدى وشهرة واسعة، يقول:الكل خز يا مي طلالك بلون الوردي ملحفاوتيجان الثلج على اجبالك تشبه قلبك فالصفاطبع التقاة فيك سالك احضانك تعانق الدفاوشهدت الأمسية توقيع ثلاثة دواوين شعرية، هي: «بيوت الطين» لفيصل خالد السبيعي من السعودية، و«على قيد الغرام» لمحسن الحمري من البحرين، و«خفايا خفوق» لحمده المر من الإمارات.
مشاركة :