إن في اليوم الأول من (الميزان) من كل عام يتذكّر أبناء هذا الوطن نعم الله العظيمة التي أكرمهم الله بها في هذه البلاد المباركة، فقد جاء في الأثر «إن حب الوطن من الإيمان»، وهو قول صادق، لأن الإنسان مجبول بطبعه على حب المكان الذي وُلد، وترعرع، وعاش فيه، ونهل من خيراته، وقد قال سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم -عندما خرج من مكة المكرمة وقد ولد فيها، ونشأ، وترعرع بين جبالها وشعابها، وهو محب لها-: «واللهِ إنّي أعلمُ أنّكِ خيرُ أرضِ اللهِ وأحبُّهَا إليهِ، ولولاَ أنَّ أهلكِ أخرجونِي منكِ مَا خرجتُ»، فهذا دليل بيَّن على حبّه عليه الصلاة والسلام للأرض التي وُلد فيها، ونشأ بين ربوعها، ولولا أن أُخرج منها مُجبرًا ما تركها أبدًا. كلنا عاشق لأرض الوطن، الذي وفّر لنا كل أسباب المعيشة والرفاهية، والأمن والأمان، وقد جاء في الحديث الصحيح قول المصطفى صلّى الله عليه وسلم: «مَن أصبحَ آمنًا في سربِهِ، معافى في بدنِهِ، عندَه قوتُ يومِهِ فكأنَّمَا حِيزتْ لهُ الدُّنيَا بحذافيرِهَا». فقد توفّر لنا -ولله الحمد- في هذه البلاد الأمن والأمان، منذ أن تولّى مقاليد الحكم لهذه الدولة المباركة -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، فأصبح المتنقل بين جنباتها ينعم بنعمة الأمن، وهو يسير بين مناطقها في الليل البهيم منذ (85 عامًا) من عمرها المديد، دون وجل، أو خوف. ومن النعم العظيمة التي توفّرت لنا -بفضل من الله- الكثير من أنواع الغذاء المختلفة من المطاعم، والمشارب ليس لما يكفي الإنسان ليوم واحد فقط، بل لما يكفيه لعدة شهور، وهذه من أفضل النعم علينا في هذه البلاد المباركة، «وإنْ تعدُّوا نعمةَ اللهِ لا تحصوهَا»، فالحمد لله على نعمائه، وكريم عطائه بأن وفّرت هذه الدولة المباركة المستشفيات الكبيرة للعناية بصحة المواطن والمقيم، وتوفير كل الإمكانات من علاج ودواء من أجل راحة أبناء هذا الوطن، ووافديه من عناء الأمراض ومتاعبها. وبعد هذه العطاءات العظيمة التي وهبنا الله إيّاها، وحرص على توفيرها حكام هذه البلاد المباركة، ما المطلوب من أبناء هذا الوطن ووافديه تجاه بلادهم، وطنهم الغالي، الذي ينعمون بالعيش فيه؟ المطلوب: أن يردّوا الجميل، بالوقوف بقوة ضد كلِّ مَن يريد المساس بأمنه واستقراره، وأن يشعروا بعظم المسؤولية والأمانة الملقاة على عواتقهم في الدفاع عن هذا الوطن، وبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على مكتسباته، وحماية مقدساته التي تحوي قبلة المسلمين -شرفها الله-، ومسجد رسوله صلّى الله عليه وسلم. حب الوطن، والحفاوة بيوم التلاحم والعطاء، ليست شعاراتٍ تُرفع، وأقوالاً تُردَّد، ولكنّه صدق التعامل والوقوف خلف راعي مسيرة التنمية، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحكومته الراشدة بكل صدق وأمانة، وتسخير كل إمكاناتنا وطاقتنا في الذود عن حياض هذا الوطن، وصد الحاقدين عليه من تحقيق مآربهم بالإساءة إليه، أو نشر الفوضى في ربوعه. حفظ الله بلادنا من كل مكروه. mdoaan@hotmail.com
مشاركة :