الخطة الوطنية الشاملة والرؤية الاقتصادية المحفزة التي أطلقها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوم الاثنين الموافق 25 أبريل 2016م بخصوص النقلة النوعية لاقتصاديات المملكة حتى عام 2030م بإذن الله، والتي يؤمل من السير على نهجها التقليل من اعتمادنا شبه الكلي على النفط الذي يُمثِّل (90 % من عوائدنا المالية)، والتحول شبه التام إلى مصادر دخل أخرى، مع تنوُّع أوعية الاستثمار عبر موارد مالية أخرى تتميز بها هذه البلاد قد لا تتوفر في أي دولة أخرى مثل: زيادة عدد المعتمرين، والاستثمار الأمثل في السياحة بمختلف جوانبها، حيث تزخر بلادنا بالكثير من المواقع التاريخية والأثرية القديمة التي يرجع تاريخها إلى عشرات القرون من الزمن. خطة طموحة، ورؤية صادقة، ونيات مخلصة في أن تأخذ مسيرة بلادنا منحنى آخر في ظل التنمية الشاملة التي تعيشها هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأبنائه البررة من الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله -رحمة الله عليهم أجمعين- حتى وصلنا إلى عهد الملك سلمان -أيده الله ورعاه- الذي حدثت في عهده تغيُّرات دولية كثيرة، وتحديات عظيمة تواجه الأمتين العربية والإسلامية، وعلى المستويات الإقليمية والدولية، من أبرزها انخفاض أسعار النفط إلى مستويات متدنية حتى وصل سعره إلى 30% عما كان عليه من قبل، وبناء عليه تناقصت موارد الدولة المالية بشكلٍ كبير، لأن الاعتماد كان منصبًّا على (البترودولار) مع قلة الاعتماد على الموارد الإنتاجية الأخرى. لذا كان لزاما علينا أن نضع خطة وطنية تحول مسار اقتصاديات الدولة، والانتقال بشكل متدرج من الاعتماد الكلي على النفط إلى إيجاد بدائل أخرى تضمن رفاهية المواطن، واستمرارية مشاريعنا التنموية التي تمر بها البلاد في ظل قيادة سلمان الحزم والعزم، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده، الشاب المتحمس، صاحب الأفكار الإبداعية، والنظرة الشمولية الأمير محمد بن سلمان الذي أوكل إليه مليكنا المفدى -أيده الله- الأخذ بزمام هذه المهمة الطموحة، وإنفاذها حسب ما تقتضيه مصلحة البلاد والعباد، وإن شاء الله هو أهلٌ لها، ومصدر ثقة للقيادة العليا مع دعم أبناء هذا الشعب الكريم. الآن وضعت الخطة، وظهرت أهدافها المحددة والعامة، ورسمت سياساتها، ومؤشرات أدائها لمتابعة دقائق برامجها، كما تم إسناد مهام تنفيذها إلى الوزراء، والجهات المسؤولة في الدولة، وإلى عامة القطاعات المساندة (عامة وخاصة) في مباشرة تنفيذ ما ورد فيها كل فيما يخصه، كما أن خطة التحول تعني كل مواطن سعودي ومقيم على هذه الأرض في أن يؤدي عمله كما ينبغي، وأن يُسهم بكل تفانٍ وإتقان في إنجاح هذه الخطة الإستراتيجية، وتفعيل بنودها، حتى تُحقِّق الهدف المنشود 2030م، وبذلك نكون قد حققنا أكبر إنجاز حضاري تعيشه المملكة في العصر الحديث. والله نسأله التوفيق والسداد. mdoaan@hotmail.com
مشاركة :