عندما ذيَّل الاتحاد السعودي بيانه الأخير باعتذار للنادي الأهلي والرياضيين عن الخطأ الإداري الذي وقع فيه مسؤول نظام انتقال اللاعبين الإلكتروني تأكَّد عندي وفاة الاتحاد السعودي لكرة القدم. لا تنسوا اتحادنا من صالح دعائكم فقد كان ذات يوم فتيّاً وحاضر البديهة وقاسماً مُشتركاً في صناعة كرة قدم قوية في الداخل والخارج. نُسب سبب وفاة الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى مسؤول نظام الـ (تي إم إس) الذي أخطأ وأرسل المذكرة الشهيرة خالية من شعار نادي الاتحاد بينما الواقع أن سبب الوفاة الحقيقي قصور في شريان العدالة. خالد شكري عبر الـ ufm ردد كثيراً حساسية عمله وسريته وخطورته وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم قطع على مسؤولي هذا النظام وعداً غليظاً يحول دون تداول أو مناقشة المخاطبات الرسمية مع غيره، مع أن هذا التعهد أمر يطول كل أعضاء اللجان في كل الاتحادات تقريباً، وليس المشكلة هنا إنما المشكلة عندما حاول تمرير ذلك بذكاء كدافع منطقي يمنحه الحق في إرسال المذكرة الصفراء دون أن يطّلع عليها أحد أعضاء الاتحاد السعودي. خالد شكري المسؤول عن منح رخص وكلاء أعمال اللاعبين في لجنة الاحتراف في الاتحاد السابق وقد أدى دوره فيها على أكمل وجه. خالد شكري حوله رئيس لجنة الاحتراف الحالي سكرتيرية اللجنة ثم تم إبعاده إلى سكرتيرية المُنازعات لكنه بقي على رأس هرم الـ (تي إم إس). لا تلوموا خالد شكري على هذا التعدد وهذا التمدد ولوموا أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم الذين لم يستنسخوا المواطن خالد. لوموهم لأنهم لم يحاولوا التفكير والتجديد والتطوير، لوموهم بل وعاقبوهم على سوء خياراتهم وجمود أفكارهم. خالد شكري نموذج حقيقي لثقافة مجتمع سعودي رياضي لا يُفضل ثقافة التجديد والتغيير، ثقافة مجتمع لا يثق في الكوادر السعودية التي لا تتطلب سوى التدريب والتأهيل. التسريبات والكذبات والتجاوزات والاتهامات أربع مصطلحات عاشتها قضية اللاعب سعيد المولد برعاية كريمة من مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ لأنهم وبكل بساطة سلموا خالد شكري الخيط والمخيط، ولأنهم لم يوفروا الحماية الكافية لأنديتهم، ولأنهم جاهدوا لتكريس مفهوم «خطأ إداري» بينما المسألة أكبر من ذلك بكثير.
مشاركة :