فجأة وبدون مقدمات، انسحب رئيس شركة نيسان السابق، كارلوس غصن، من مقابلة مع برنامج "في دائرة الخطر" الذي تقدمه قناة DW باللغة الإنجليزية، بحجة "سوء النية" لمحاوره، المذيع المخضرم تيم سيباستيان. كارلوس غصن، الذي كان واحداً من أكثر الرجال نفوذاً في قطاع صناعة السيارات العالمي، أنهى فجأة مقابلة مع تيم سيباستيان مقدم برنامج "في دائرة الخطر" (اسمه بالإنجليزية: Conflict Zone)، الذي تبثه قناة DW الناطقة بالإنجليزية، عندما لم تعجبه نوعية الأسئلة التي طرحها عليه سيباستيان. المدير التنفيذي السابق بمجال صناعة السيارات ، والذي ترأس تحالف "نيسان – رينو – ميتسوبيشي" قال إن "سيباستيان" كان يتحدث بــ "سوء نية"، بعدما أشار الأخير إلى أنه سمُح لغصن بالتحدث إلى الصحافة بعد أسابيع قليلة من اعتقاله الأول في اليابان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018. ووفقاً لما قاله سيباستيان، فقد تم منح غصن الفرصة لإثبات براءته وتأكيد ادعائه بأنه كان "ضحية لمؤامرة مدبرة بإحكام لتدمير سمعته"، على حسب ما يصف رئيس شركة نيسان السابق. "إذا كنت تعتقد أنه تم إعطائي الفرصة كي أتحدث للصحافة فأنت سيء النية"، هكذا رد غصن من بيروت حيث يقيم منذ انتهاكه لشروط الإفراج بكفالة وهروبه من اليابان إلى لبنان في عملية تشبه أفلام هوليود. وأضاف رجل الأعمال الذي يحمل جنسية ثلاثة بلدان: "لقد حُرمت من أي فرصة للتحدث إلى الصحافة وأنت تعلم ذلك. ومجرد طرحك لهذا السؤال يعني سوء النية وإذا كنت سيء النية فيتحتم علي أن أقطع الحوار هنا". وواصل غصن قائلا: "مُنعت من التحدث إلى زوجتي لمدة 14 شهراً. كنت ممنوعاً من رؤية أسرتي. وعندما أردت تنظيم مؤتمر صحفي في اليابان تم اعتقالي مجددا. وبعد إطلاق سراحي للمرة الثانية، أخبرني المدعي العام أنه بإمكاني التحدث بحرية، لكن سيكون لهم مطلق الحرية في توجيه اتهامات جديدة. إذا كنت تعتبر أنه سُمح لي بالتحدث بحرية فبصراحة أنا أعتبر أنه ليس لديك الحد الأدنى من حسن النية". في يناير/ كانون الثاني 2019 أي بعد أسابيع قليلة من اعتقاله الأول – انتقد غصن اعتقاله في اليابان في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب" وصحيفة ليزيكو الفرنسية. ونقل عن غصن قوله بأنه كان "ضحية مؤامرة"، مضيفاً أن شركة نيسان كانت تحاول تشويه سمعته. سقوط مدو من (نعيم) القمة في ديسمبر/ كانون الأول 2019 تم الإفراج عن غصن بكفالة في اليابان، بينما كان يواجه تهماً بالفساد المالي وتم تهريبه إلى خارج البلاد داخل صندوق كبير. بالنسبة لغصن، الشخصية عظيمة الشأن سابقا في قطاع صناعة السيارات، كان ذلك بمنزلة سقوط مدوِ وانهيار لسمعته، وقد جد نفسه في مواجهة سلسلة من التهم الجنائية والمدنية. هروب غصن من العدالة قاده إلى لبنان، الذي لم يوقع على معاهدة تسليم المطلوبين للعدالة مع اليابان. وكارلوس غصن ولد في البرازيل ويحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية بجانب البرازيلية. وفي تطورات حديثة أقر اثنان من المتواطئين المفترضين مع غصن ، في يونيو/ حزيران، بمساعدته بشكل غير قانوني في الهروب من اليابان. غصن ينتقد أنظمة العدالة الفرنسية واليابانية قبل إنهائه المفاجئ لمقابلته مع برنامج "في دائرة الخطر" وجه غصن انتقادات لاذعة لنظام العدالة الياباني فقال: "سأذهب إلى اليابان للمثول أمام القضاء بكل سرور؛ عندما يكون هناك نظام قضائي يسمح للدفاع بالتعبير عن نفسه". وأضاف: " ولكن مادام هناك نظام قضائي أشبه بالمزحة يُسمى بنظام عدالة احتجاز الرهائن فلن أسلم نفسي ، بأي حال من الأحوال، لهذه العدالة ذات الأقنعة التي خضعت لها لأكثر من عام". كما انتقد غصن نظام العدالة الفرنسي، الذي يقوم بالتحقيق معه، والذي قام بتجميد حوالي 30 مليون دولار من ثروته أي ما يعادل نحو 25.2 مليون يورو. وقال غصن: "لقد انتقدت سرعتهم في اتخاذ القرار بتجميد أصولي لأن العاقبة الوحيدة لذلك هي إعاقتي عن الدفاع عن نفسي لأنه من الواضح أنه لدي فواتير كثيرة لأسددها". وبعد أن قطع المدير التنفيذي السابق لشركة نيسان المقابلة، قال المذيع تيم سيباستيان إن غصن رفض دعوته للعودة إلى الاستوديو لمواصلة الحوار. واختتم سيباستيان الحلقة قائلاً: "هناك أسئلة صعبة بحاجة لإجابات وكنا نتطلع لطرحها". توماس شبارو/ أص.ح/ ص.ش
مشاركة :