بعدما كان أحد أفضل المنتخبات إن لم يكن أفضلهم في الدور الأول لكأس أوروبا بنسختها السادسة عشرة بفوزه بمبارياته الثلاث بسجل هجومي لافت ودفاع لا يقهر، تبدأ الآن مرحلة الجَد بالنسبة للمنتخب الإيطالي حين يلتقي نظيره النمساوي اليوم على ملعب "ويمبلي" في لندن في الدور ثمن النهائي. وأظهر المنتخب الإيطالي أنه وضع خلفه خيبة الغياب عن مونديال روسيا 2018، وتمكن بقيادة روبرتو مانشيني من خطف الأنظار بأسلوب لعب جميل مغاير تماماً لما اشتهر به الطليان خلال تاريخهم من طريقة لعب دفاعية تبحث عن النتيجة ولا شيء سوى ذلك. واحتفل "أتزوري" بأفضل طريقة بعودة الجمهور إلى الملاعب حين فاز بمبارياته الثلاث في دور المجموعات على الملعب الأولمبي في روما على تركيا وسويسرا بنتيجة واحدة 3-صفر، ثم على ويلز 1-صفر في مباراة خاضها بتشكيلة رديفة. ويدخل "ناتسيونالي" الآن إلى ملعب "ويمبلي" على خلفية 11 انتصاراً نظيفاً على التوالي، و30 مباراة متتالية من دون هزيمة. لكن هذه الأرقام ليست مهمة بقدر أهمية مواصلة الحلم بلقب أول على الإطلاق منذ مونديال 2006، وثانٍ فقط على صعيد البطولة القارية بعد الذي تحقق عام 1968. وستكون النمسا العقبة التالية في مشوار عودة إيطاليا بين الكبار بعد تجاوزها الدور الأول للمرة الأولى في كأس أوروبا والأولى على الإطلاق منذ مونديال 1982 الذي أحرزه "أتزوري" بالذات. ويأمل المنتخب الإيطالي تأكيد تفوقه التام على نظيره النمساوي على الصعيد المباريات التنافسية إن كانت قارية أو عالمية، في التصفيات أو النهائيات، إذ فاز بالمواجهات الأربع بينهما في كأس العالم، آخرها عام 1998 في دور المجموعات، فيما فاز بمباراة وتعادل في أخرى خلال التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 1972. وتعود المباراة الأخيرة بين المنتخبين إلى آب/أغسطس 2008 حين تعادلا ودياً 2-2.
مشاركة :