تجارب مسرحية ماضيها يضيء الحاضر

  • 6/26/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعترف أني فوجئت وفرحت عندما قام نادي الطائف الأدبي بطباعة الأعمال المسرحية الكاملة للراحلين محمد العثيم، وعبدالرحمن المريخي بمراجعة علي السعيد، وعبدالعزيز عسيري، ونايف البقمي. فوجئت لأني كغيري ممن أعتقد أن أعمال الراحلَين قد ذهبت مع ريح غياب الجهة التي تهتم بالمسرح، وفرحت عندما تضافر جهد علي السعيد وعبدالعزيز عسيري ونايف البقمي من أجل حفظ هذا الإرث المسرحي الذي تركه الراحلان، بل إني أرى فيه جهداً نبيلاً وموفقاً مدفوعاً بحس الشغف ومعاني الوفاء للرواد وهذه علامة من علامات الضوء في زمن عتمة مسرحية كادت تطبق على كل الأرجاء، وبه نبتت شجرة في حديقة ذاكرة المسرح من الظلم أن يطالها النسيان. وهنا لنا أن نذكر بامتنان عال جهود الأصدقاء الرائعين في مراجعة وتحقيق الأعمال المسرحية الكاملة للعثيم والمريخي. وهؤلاء الثلاثة - علي السعيد وعبدالعزيز عسيري ونايف البقمي - هم خير من يتصدى لمشاريع من هذا النوع استناداً إلى تجربتهم العريضة في خدمة المسرح السعودي كتابة وتأليفاً وتوثيقاً وإخراجاً ولهم مساهماتم المسرحية الحاضرة في المشهد المسرحي، فقد كانوا من المساهمين بأشكال متعددة في بلورة واستمرار وحضور المسرح السعودي في مناسبات عديدة. المسرح وجيل كامل من المسرحيين سيذكرون أن وعيهم الثقافي بملامحه المعاصرة تفتّح على جهود متنوعة لهذا الثلاثي المبهج. شخصياً، أنا ابن جيل شبّ واسم علي السعيد يتردد على مسامعه، ويقف على عطائه في المسرح المدرسي بإسهامات خالدة وتسنى لي الوقوف عليها وملاصقتها في لجان تطوير المسرح المدرسي وتتلمذ وعيي القرائي على نتاجه ومشاهدة أعماله التي حفرت لها موضعاً خصباً في ذاكرة جيل بأكمله ولن ينسى متابع جاد وصادق جهد وحضور علي السعيد بأعماله المسرحية كـ(أرنب نط) وقبلها صعوده ممثلاً في بدايات المسرح المحلي في مسرحية (تحت الكراسي) وتظل جهوده في تسخير الميديا لحفظ وتوثيق وأرشفة العروض المسرحية السعودية عبر قناته على اليوتيوب مختلفة واستثنائية. ونايف البقمي اسم ثقافي مهيب يحضر مثقفاً وناقداً ومؤلفاً ومخرجاً وقيادياً وصاحب الأولويات فهو صاحب فكرة أول ملتقى لكتاب النص المسرحي ورئيساً لفرقة الوطن في مشاركة خليجية والتي حققت الفرقة من خلالها حضوراً كبيراً وما أصابته من نجاح من خلال عرض (تشابك) يشكل فاصلة مهمة في تاريخنا المسرحي فضلاً عن حضوره الصحافي المشع عبر صفحة شرعها للمسرح من خلال صحيفة الجزيرة. أما وتر المثلث فهو الهادئ العميق عبدالعزيز عسيري الذي يجيء بإسهاماته المؤثرة في مسيرة ورشة الطائف المسرحية وهو المثقف الواعي صاحب الرؤية الإخراجية الموغلة في مشهديتها وتجريدها والتي أكدت قدراته في مجال السينوغرافيا التي يذكر اسمه مسبوقاً بها حيث يبرز كأحد من يجيدون تأثيث الفضاء المسرحي بسينوغرافيا تخلق مشهدية مصبوغة بتجربته الغنية والحافلة بما تطرحه من أسئلة وعلامات استفهام تجعل من الصعب المرور بشكل عابر على الأعمال التي حملت توقيعه وتجسدت في عرض نقطة آخر السطر لورشة الطائف 2009م. هنا يقترب القول من مبتغاه في الحاجة إلى ما يضيف للمسرح ولمكتبته مورداً ضخماً كالأعمال الكاملة للعثيم والمريخي بما هي تجربة جماعية تحت مظلة نادي الطائف الأدبي تنفتح بوعي ومعرفة المهتم المسرحي على أعمال خالدة ‬لتصنع حالة من الوعي مصطحبة تجربة ممتدة ماضيها يضيء حاضرها ومستقبلها بعد أن كان هناك ما يشبه القطيعة بين أجيال المسرح. وعلى عاتق أمثال هؤلاء الشغوفين بأي مجال تقع مهمة مواصلة البحث والتفتيش والمغامرة، بل هو صلب المغامرة المسرحية على مستواها التكويني وهم قادرون على إضافة المزيد من التوقيعات المسرحية ذات الأثر العميق في جدار المسرح السعودي. محمد العثيم عبدالرحمن المريخي

مشاركة :