ظلت العلاقات السعودية - المصرية تمثل على طول التاريخ محور ارتكاز أمان الأمة العربية، وسلامتها ضد تقلبات السياسة الدولية، ورياح المتغيرات الإقليمية، وسيظل التاريخ شاهداً على عمق العلاقات التاريخية المنيعة الصلبة، وذلك من خلال الدعم والتعاون المتبادل بينهما، وتنسيق المواقف السياسية فيما يخص الملفات والقضايا المطروحة، لا سيما أن البلدين يشكلان جناحي الأمة العربية القادرين على تطوير العلاقات العربية - العربية، وحماية الأمن القومي العربي من أي خروقات، خصوصاً في هذه الفترة التي تشهد أجواء إقليمية شديدة التخبط، وفي حاجة إلى التكاتف والمساندة الفعّالة. ولا شك أن العلاقات السعودية - المصرية لم تشهد تطوراً عميقاً وتفاهماً وانسجاماً كما هو حادث في الوقت الراهن، ويدعم هذا التفاهم والانسجام المتبادل بين القيادتين الحكيمتين، ملفات مشتركة مصيرية، وعلى رأسها مواجهة الإرهاب وتدخّل بعض الدول في الشأن العربي، وكذلك قضايا المنطقة وأزماتها في سورية واليمن وليبيا والعراق، فضلاً عن القضية الفلسطينية. ولا شك أن التهديدات المتنامية والتحديات المشتركة التي يخلقها الإرهاب الدولي والتطرف، ويواجهها العالم العربي، تجعل وقوف المملكة ومصر متحدتين أمراً ضرورياً لتدشين حوار استراتيجي متبادل، وتنسيق المواقف، والبحث عن حلول دائمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار، إضافة إلى العمل على إيجاد برامج مساندة للدور السياسي من خلال مجالس تنسيقية واستراتيجية مدعومة بعناصر بشرية أكاديمية وثقافية وفكرية وإعلامية، وذلك لاستشراف ركائز القوة في العلاقات المستقبلية، وتقاطع تلك المصالح في مختلف المجالات. لذلك التنسيق المهم بين قيادتي البلدين الشقيقين يعزز العلاقات العربية، ويقرب الرؤى، ويرتقي بها إلى مستويات جديدة، ويزيل اللبس في بعض المواقف، ويدفع التنسيق والتعاون على الصعد كافة لمواجهة تحديات الأمن القومي العربي، والمخاطر الإقليمية والخارجية، ويشكل مصدر تفاؤل حقيقياً لشعوب عالمنا العربي التي تتوق إلى الخروج من هذا النفق المظلم. كما تتجلى أهمية هذا التنسيق، في ظل المعطيات الراهنة للمشهد العربي بكل تنوعاته، في تأكيد أن المملكة ومصر استعادتا زمام القيادة في هذه المرحلة المهمة والدقيقة من تاريخ الأمة العربية، وأنهما تمثلان جناحي الأمة بما تشهده علاقاتهما من تطور كبير.
مشاركة :