استعراض الحشد الشعبي: بغداد للكاظمي وبقية العراق لنا

  • 6/27/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استعراض الحشد الشعبي: بغداد للكاظمي وبقية العراق لنا ديالى (العراق) - أظهر الاستعراض العسكري الذي قام به الحشد الشعبي في مدينة ديالى أن الميليشيات الموالية لإيران تسيطر على أغلب العراق بالرغم من أنها خيّرت أن يكون الاستعراض بعيدا عن العاصمة وكأنما أرادت أن تعلم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن بغداد لك أما باقي العراق فلنا. وكان لافتا أن الميليشيا، التي استعرضت باعتماد أكبر ما عندها من قدرات عسكرية، أرادت أن تؤكد ارتباطها بإيران وأنها محمية بها ولا أحد قادر على مواجهتها، في رسالة مزدوجة داخلية موجهة بصفة خاصة إلى رئيس الوزراء وخارجية موجهة إلى الولايات المتحدة، خاصة أن الاستعراض تزامن مع هجوم بطائرات مسيّرة على مقربة من القنصلية الأميركية بأربيل في إقليم كردستان. ونظم الحشد أول عرض عسكري منذ تأسيسه قبل 7 أعوام، شارك فيه 20 ألف مقاتل. كما شاركت في العرض طائرات دون طيار ودبابات وآليات مدفعية وأسلحة ثقيلة أخرى. وكان من المقرر تنظيم الاستعراض في العاصمة بغداد يوم الـ13 من يونيو الجاري، لكن تم تأجيله بسبب ما قالت مصادر إنه رفض من الكاظمي لأيّ نشاط استعراضي في العاصمة يظهره في وضع ضعيف ويطيح بشعاراته حول سيطرة القوات الحكومية على ملف الأسلحة. وحضر رئيس الوزراء العراقي استعراض الميليشيات وسعى لأن يظهر بمظهر الراضي وكأن نقل العرض إلى ديالى قد حفظ له اعتباره ويرى في ذلك مزية من قيادة الميليشيات، لأجل ذلك رد لهم الجميل من خلال تغريدة فيها الكثير من المجاملة والاعتراف بالأمر الواقع. وفي تغريدة على تويتر قال الكاظمي “حضرنا استعراض جيشنا البطل في الـ6 من يناير الماضي وأيضا الشرطة الباسلة، واليوم (السبت) حضرنا استعراض أبنائنا في الحشد الشعبي”. وأضاف “نؤكد أن عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا”. وقالت هيئة الحشد الشعبي في بيان إن “الاستعراض أقيم برعاية رئيس الوزراء وحضوره بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لتأسيس الحشد الشعبي وذكرى بدء عمليات التحرير الكبرى ضد تنظيم داعش”. وشهدت المدينة الواقعة شرقي العراق انتشارا أمنيا كثيفا لتأمين الاستعراض بعد تأجيله في العديد من المرات بسبب خلافات بين قادته حول تفاصيل تنظيمه والأسلحة المستخدمة فيه. وحضر الاستعراض فضلا عن الكاظمي قادة في وزارة الدفاع وقيادات أخرى في الحشد منها أبوفدك المحمداوي رئيس أركان الحشد الشعبي وفالح الفياض رئيس هيئة الحشد وهادي العامري رئيس تحالف الفتح. وأعلنت ألوية العتبات المقربة من المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني الجمعة رفضها المشاركة في هذا الاستعراض لوجود جهات خارجة على القوانين والدولة، مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، بحسب ما رشح من معلومات. كما رفضت المشاركة فصائل سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وجاء هذا الاستعراض الأول من نوعه بعد حالة من التوتر بين حكومة الكاظمي والميليشيات على خلفية اعتقال القيادي في الحشد قاسم مصلح بتهمة اغتيال الناشط في الاحتجاجات إيهاب الوزني. وأثار اعتقال مصلح غضب فصائل في الحشد فحاصرت آنذاك مواقع في المنطقة الخضراء وسط بغداد، بينها منزل الكاظمي ومبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء. وفي الوقت الذي يستعرض فيه الحشد قوته بأسلحة إيرانية تم إسقاط ثلاث طائرات مسيّرة مفخخة بالمتفجرات في قرى شمالي مدينة أربيل على بعد عدة كيلومترات من القنصلية الأميركية في إقليم كردستان. وكان وزير الدفاع العراقي جمعة عناد أبرز الأصوات الحكومية التي ارتفعت لرفض استعراض الميليشيات في بغداد وغيرها، مشددا على أن أسلحة الفصائل المسلحة لا تخيف الدولة والمؤسسة العسكرية. وقال عناد إن “القائد العام للقوات المسلحة دائما ما يشدد على ضرورة الاحتواء وعدم إراقة الدماء، لكن البعض يفسر سكوت الدولة خوفا، إلا أن تغليب مصلحة البلد هو الأَولى، كون الموضوع يصبح خطرا في حالة حدوث قتال ما بين القوات المسلحة التابعة للدولة والحشد الشعبي التابع للدولة أيضا”. وتأسس الحشد الشعبي في الـ13 من يونيو 2014 بعد فتوى للسيستاني لحمل السلاح ومحاربة تنظيم داعش بعد تمكنه من اجتياح ثلث مساحة العراق في العام ذاته. وواجه الحشد اتهامات متكررة بالمسؤولية عن انتهاكات واسعة بحق السُنة من قبيل عمليات الإعدام الميدانية والتعذيب وسوء المعاملة. وقبل الاستعراض بساعات استهدف هجوم بثلاث طائرات مسيّرة مفخخة ليل الجمعة قرية واقعة على أطراف أربيل في إقليم كردستان في منطقة قريبة من القنصلية الأميركية. وأفاد جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم عن أن طائرتين اصطدمتا بمنزل أحد سكان القرية ما تسبب بأضرار فيه، فيما لم تنفجر المسيَّرة الثالثة. ونددت القنصلية الأميركية في أربيل في تغريدة بهذا الهجوم، معتبرةً أنه يشكّل “خرقاً واضحاً لسيادة العراق”. وجاء صدور التأكيد بشأن الهجوم من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم متأخراً جداً. ونشر الجهاز صوراً للمسيَّرات التي كتبت عليها شعارات مماثلة للتي تستخدمها عادةً الفصائل الموالية لإيران. واعتبر مراقبون أنّ تزامن الهجوم مع الاستعراض يؤكد أنها رسالة للأميركيين ولحكومة الكاظمي التي تقول إنها تسعى للسيطرة على السلاح في البلاد، ومفاد هذه الرسالة أن الحشد سيظل ينفذ أعماله الخاصة في العراق، وهي صدى لأجندة إيران المناوئة للوجود الأميركي.

مشاركة :