بلينكن: موعد الانسحاب من المحادثات النووية يقترب فيينا - حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن انسحاب بلاده من المحادثات النووية مع إيران التي انطلقت قبل شهرين في فيينا "يقترب". وقال الوزير الأميركي في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" إن استمرار السلطات الإيرانية في تطوير برنامجها النووي "قد يصبح قريبا عقبة لا يمكن التغلب عليها إطلاقا"، وذلك بعد 6 جولات من المحادثات الدولية مع طهران في العاصمة النمساوية. وأضاف "إذا استمروا في تشغيل أجهزة طرد مركزية أكثر تطورا، بشكل مستمر على مستويات أعلى وأعلى، فسنصل إلى نقطة صعبة للغاية من الناحية العملية" للوصول إلى الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بصيغته وبنوده الأصلية. وردا على سؤال حول اليوم الذي قد تنسحب فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من المحادثات النووية، قال بلينكن "لا يمكنني تحديد موعده، لكنه يقترب". وأكد بلينكن أنّ منع إيران من الحصول على قدرات نووية عسكرية يبقى مصلحة قومية للولايات المتحدة. وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في عام 2018، لكن الرئيس الحالي جو بايدن يسعى إلى العودة إليه. وقال مسؤولون من جميع الأطراف إن هناك قضايا رئيسية يجب حلها قبل العودة إلى الاتفاق. وكان بلينكن شدد الجمعة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي من باريس، على أن خلافات جوهرية لا تزال قائمة حول الاتفاق النووي. وأكد أن بلاده لن تتوصل لصفقة تعيد إحياء الاتفاق المتهاوي، منذ انسحاب الإدارة الأميركية، إلا إذا أوفت السلطات الإيرانية بالتزاماتها النووية. واعتبر أن العودة إلى هذا الاتفاق ستكون صعبة للغاية إذا طالت المحادثات أكثر من اللازم. وقبل أيام أيضا، نبه مسؤول كبير في الخارجية في حديث للصحافيين، بشرط عدم الكشف عن اسمه، من أن عدم تجاوز تلك الخلافات في المستقبل القريب، قد يدفع بلاده إلى إعادة النظر في المسار التفاوضي برمته. وفي وقت سابق السبت أكدت إيران أنها تعتقد أنه من الممكن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية الكبرى، لكنها حذرت من أن طهران "لن تتفاوض إلى الأبد". وقال سعيد خطيب زادة المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على تويتر "من منطلق الالتزام الثابت بإنقاذ اتفاق حاولت الولايات المتحدة نسفه، كانت إيران الطرف الأكثر نشاطا في فيينا حيث اقترحت معظم المسودات"، في إشارة إلى المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي. وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات غير مباشرة حول إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الست والذي فرض قيودا على أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية. واختتمت الجولة السادسة من المحادثات النووية في الـ20 من يونيو الجاري، وسط خلافات بشأن شروط البلدين للعودة بشكل كامل إلى الاتفاق. ولم يُحدد بعد موعد للجولة السابعة، لكن يُتوقع عقدها في أوائل الشهر المقبل. وطالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الجمعة برد فوري من إيران بخصوص تمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووية الذي انتهى سريانه الليلة الماضية، لكن كاظم غريب آبادي ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال إن طهران غير ملزمة بالردّ. وشدد آبادي على أن "إيران ملتزمة فقط باتفاق الضمانات من دون زيادة أو نقصان"، مضيفا أنه "لا يحق للوكالة الدولية مطالبة إيران بالتمديد وتقديم تقرير حول اتفاقها مع طهران". وأضاف أن "الاتفاق المؤقت جاء بقرار سياسي مرتبط بمفاوضات الاتفاق النووي، وأي قرار بشأنه ليس حقا للوكالة". وأكد أن "تمديد الاتفاق أو عدم تمديده مع الوكالة ليست له علاقة بالتزامات إيران المتعلقة بالضمانات حيث تواصل إيران الوفاء بالتزاماتها". وكانت إيران حدَّت في فبراير نشاطَ مفتشي الوكالة، لكن الأخيرة تمكنت من التوصل إلى تسوية مع طهران مدتها 3 أشهر لضمان درجة مطلوبة من المراقبة، وتم تمديدها في مايو حتى 24 يونيو.
مشاركة :