اليوم العالمي للموسيقى هذا الحدث السنوي الذي صارت كل الشعوب تحتفي به في 21 يونيو من كل عام ويعود تأسيس هذا الاحتفاء السنوي لوزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانج وإلى الموسيقار الكبير موريس فلوريت، حيث التقت الإرادة السياسية للوزير المثقف والرؤية الإبداعية للفنان الحالم فكانت سنة 1982لحظة ولادة هذا العرس السنوي للموسيقى في يوم التحول الصيفي ومن فكرة لمعت في رأس فنان إلى احتفال سنوي في أكثر من 120دولة في العالم فصرنا نسمع بتظاهرات 24ساعة موسيقى متواصلة في هذه البلدان في هذا التاريخ بالذات. وفي الحقيقة الحلم الذي راود الفنان موريس فلوريت وتبناه جاك لانج يتمثَّل في كون الموسيقى في هذا اليوم تعمر كل الأمكنة وفي كل الأرجاء المحال العمومية والشوارع والطرقات وحتى الطرق المؤدية إلى الجبال بحيث لا يحرم مكان أو إنسان من هذه الاحتفالية. ومع تقدم السنوات صرنا نرى تنافساً بين البلدان في شكل الاحتفاء بهذا اليوم، إذ هناك من سعى لإدخال فعاليات عملاقة في موسوعة غينس في كل يوم 21 يونيو من كل عام وهناك من ينظم 24 ساعة موسيقى بمختلف أنواعها وتفاصيلها في مختلف الأمكنة لم يعد اليوم العالمي للموسيقى برند احتفالي فرنسي، حيث صار عيداً عالمياً يوحِّد كل الشعوب بلغة واحدة هي لغة الموسيقى وفي يوم واحد هو أطول يوم في السنة فالعالم الذي اختلف في سياسات بلدانه وتحاربت شعوبه استطاعت الموسيقى أن تجعله يلتقي حول مفردة واحدة هي الحس الجمالي الفني. اليوم العالمي للموسيقى في زمن كورونا ونتيجة للحجر الصحي المفروض على عدد من دول العالم أصبح في حصار وتحدي صعب حاولت بعض الدول مقارعته فيما حافظت أخرى على الالتزام التام بالبروتوكول الصحي إلى أن هناك شقاً ثالثاً كيف الفعالية مع الواقع المعيش فصرنا نرى مهرجانات ضخمة تقدم في هذا اليوم في زمن كورونا ولكن عن بعد وبوسائط حديثة، فاليوم العالمي للموسيقى حسب رؤيتهم التي أراني متحمساً لها فرصة لإبعاد السأم عن الناس الذين جعلتهم كورونا في قفص اجتماعي كل بعيد عن الآخر ولكن بحبل الموسيقى كانت لغة الفت والإيقاع فرصة للإنسان لتحدي هذي الجائحة. الإنسان بطبعه يميل إلى الجمال والفنون يميل إلى المتعة ويرى في الموسيقى مجالاً يشبع هذا النهم لذلك كانت الموسيقى سلاحه للخروج من الروتين وعلاجه من أمراض نفسية قد تؤدي إليها كورونا ومشتقاتها. ولو عدنا إلى التاريخ فالطب العربي الإسلامي كان سباقاً في توظيف الموسيقى في المجالات العلاجية ولعل الفاربي والرازي وابن سينا وغيرهم كثير سعوا لجعل الموسيقى أداة موسيقية ولعل الفارابي بجعله لقواعد موسيقية خاصة بالمجال العلاجي وهو ما يعد الأب الحقيقي لعلم العلاج بالموسيقى والذي أطلق عليه MUSIC THERAPY هذا العلم الذي تنامى وتطور وصار بديلاً لكثير من العلاجات التي مخلفاتها السلبية قد تكون أكثر من إيجابياتها فالعلاج بالموسيقى والذي تتجاور فيه مجالات الفن والعلم كان لليوم العالمي للموسيقى أن لفت الانتباه إلى كونه من الحلول العلاجية للآثار النفسية لجائحة كورونا وتوظيف الوسائل العلمية الحديثة في إيصال الموسيقى للجميع وحتى فنون الهولوجرام التي تحضر الغائب وتجعل الفرجة بأبعاد حداثية متعددة يمكن أن تسهم في زرع المتعة في نفوس أرهقتها كورونا. اليوم العالمي للموسيقى يطل على البشرية كل عام حتى في زمن كورونا ليقول للبشرية ما زال الأمل موجوداً طالما وجدت الحياة.
مشاركة :