الشغف لمعرفة المستقبل – شغف إنساني – لا يفرق فيه بين إنسان الغابة وإنسان الحضر – مهما كانت درجة ثقافته – بل هناك من الدراسات والبحوث – ما يسعى الإنسان من خلالها – لمعرفة جزء من التوقع للمستقبل سواء في قضايا الطبيعة ( زلازل , سيول ، حرائق ، براكين ) أو القضايا السياسية والاجتماعية – وكذلك قضايا العصر والتي تؤثر على كل ما سبق من مؤشرات صاعدة وهابطة وثابتة – وهى القضايا الاقتصادية- ويسعى الإنسان بشغف لمعرفة أو توقع ما يمكن أن يحدث !! وقد استعان الإنسان قبل أن ننظر إلى درجة ثقافته أو موقعه السياسي – بالشعوذة والسحر – ولعل أكثر ما كتب في الاستعانة بعلم الغيب والنجوم وقراءة الكف – عن السيدة ( نانسي ريجان ) قرينة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق ( رونالد ريجان ) فقد كانت تستعين بقارئة للكف حتى تطمئن على شعبية الرئيس ( زوجها ) – أمام القرارات الاستراتيجية التي كان يتخذها إبان توليه الإدارة من البيت الأبيض – ولعلنا اليوم في اشد الاحتياج للاعتقاد في هذا العلم واللجوء إلى ( الكف ) وإلى ( الفنجان ) لقراءته لكي نطمئن على أحوالنا الخاصة – والعامة – خاصة ونحن نعيش مرحلة تتصادم فيها – الآراء – والأفكار – وتتبوأ الحياة السياسية في مصر – تحت ظل حرية الرأي والديمقراطية – حالة من التسيب وعدم المبالاة – والانحطاط في التعبير – والإساءة عند الاختلاف في الرأي –والإشاعات التي ما أن يقضى على واحدة حتى تظهر الثانية - وكلها تهدف إلى زعزعة الثقة وإيحاءات بتوقعات قريبة من الوهم – ومن الخيال المريض !! و لا رابط أو ضابط للإيقاعات الإعلامية – سواء مقروء أو مرئي – وأصبح كل من بيده قلم شبه ناهش للحم الغير – وكأن القلم سكين حاد – وكل من يستطيع الوصول إلى شاشة فضائية أو حتى أرضية – يبخ من السم – على شكل وعظ أو عظة أو نصيحة أو فتوى أو فكرة ( سياسية جهنمية ) يتفتق عنها ذهن ( الماسك ) بالميكروفون وكأنه المنزل - المنزل من عند الله – ( استغفر الله العظيم ) شيء يحتاج منا لحزم أمورنا ويحتاج منا ضبط لإيقاعات الحياة لدينا – ويحتاج في نفس الوقت رغبتنا للتطلع إلى المستقبل – أو قراءة النجوم ( الأكفف ) ( وفناجين القهوة ) ( المقلوبة ) عسى – تطمأننا على غد- أراه في ظل هذا المناخ سيئ للغاية – أسود – قاتم – غير داعي للتفاؤل – وهنا يطرح السؤال نفسه – وماذا بعد ؟ حتى لو صدقنا النجوم والأكفف – ماذا بعد ؟ ولعل عدم وجود قانون في البلاد ينظم الحصول على المعلومات – ويخول للأجهزة طريقة للإفصاح عن المعلومات – وكذلك عدم وجود ألية لضبط جودة المعلومات وإيصالها لطالبها والحصول عليها بيسر – وبطريقة شرعية – جعلت من قراءة " الكف والفنجان " أسلوب أمثل للحصول على توقع أو على معلومة غير معلنة – حيث أن حياتنا كلها أصبحت حزمة من الأسرار التي و كأنها تهدد الأمن القومي حين تداولها – ومع ذلك - كان قانون للإفصاح و المعلومات – تم وضعه في حقبات زمنية سابقة ولكن ينتظر دوره في أجندة المؤسسات النيابية المصرية – وحتى يتم ذلك فلا شيء أمامنا غير قراءة الكف واللجوء لفنجان القهوة – وحتى يمكن أن نبث الطمأنينة في أنفسنا يجب العودة إلى كلمة حق " كذب المنجمون ولو صدقوا " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم !! [email protected]
مشاركة :