أسهم انتشار العديد من برامج التواصل الاجتماعي في مساعدة الكثير على التواصل بشكل يومي وتبادل كل ما هو جديد من الأخبار المتنوعة في المجالات المختلفة على مدار الساعة، ومن أبرز تلك البرامج "الواتساب"، حيث أصبحت القروبات التي يتم إنشاؤها سواء الخاصة بالعائلة أو العمل، أو الأصدقاء، جزءا أساسيا من الحياة اليومية لكل فرد لا يمكن إنكارها، ولا أدل على ذلك مما تشهده هذه القروبات أو المجموعات من نقاشات يومية واسعة في شؤون الحياة والعمل وشؤون الأسرة والمجتمع مشكلة مجتمعا افتراضيا يتبادل فيه كل طرف النقاش والجدل والحديث حول العديد من القضايا ولكن لا يرى أي ممن فيه الآخر، ويحدث من خلالها الاتفاق أو الاختلاف في وجهات النظر، وخروج البعض من هذه المجموعات، أو حدوث بعض المشاكل بين الأفراد، أو عدم تقبل أي طرف لوجهات نظر الآخر. وتبقى سلبيات بعض النقاشات داخل هذه المجموعات أو القروبات طالما لم يحدد شخص مسؤول أو موجه لها لضبط الحوار والسعي للاستفادة مما يطرح بشكل إيجابي ليكون حوارا بناء ومفيدا يحترم كل طرف فيه الاخر وليس مجرد نقاش فارغ لتضييع الوقت بشكل يومي، وهنا تكمن المسؤولية على مدير القروب لوضع ضوابط عامة يتفق عليها الأعضاء المتحاورون بحيث يلتزمون بها ولا يخالفونها؛ لضمان استمرارية المجموعة ومستوى المودة بين الزملاء، كذلك تُساهم حكمة المدير في استمرارية المجموعة وتجاوز كثير من المواقف والمشكلات التي تطرأ أثناء النقاشات، إضافةً إلى أن روح المرح تساعد مدير المجموعة في أن يتقبله الآخرون ويتقبلون ما يقوله أو يقرره برحابة صدر، إلى جانب أن بإمكان مدير المجموعة أن يجعل القروب نواة لنقل اللقاءات والحوارات إلى الواقع بالترتيب لعقد اجتماعات دورية في أوقات تناسب الأعضاء، فتعمل على تقوية أواصر المحبة والأخوة. خاص بالوظائف وقالت فاطمة العجمي - موظفة في التعليم -: عانيت من البطالة سابقاً، لذا فكرت في تأسيس قروب خاص بالوظائف من عام ونصف، وبدأت بمتابعة إعلانات الوظائف في الصحف والمواقع الإلكترونية، بحيث أضع الإعلانات بشكل يومي، كذلك إعلانات الدورات المجانية وأخبار التوظيف، مضيفةً أنها نشرت رقم هاتفها بين الزميلات والأقارب، مبينةً أن دورها كمديرة قروب ساهم في ضبط الأمور، كون القروب مخصصا وذا فائدة للفتيات، بحيث يمنع وضع أي مواضيع لا تخص التوظيف والتدريب، مشيرةً إلى أنها عانت في عدم تفهم العضوات في البداية من بعض الجادات في إرسال بعض المواقع والحوارات، رغم وجود شروط تلتزم العضوة بها حتى لا تضطر إلى حذفها، مؤكدةً على أن الوضع الآن جيد حيث وظفت "الواتساب" بشكل مفيد. قروب للأزياء وأوضحت أم سعد - ربة منزل - أنها تدير قروب مكون من ثلاثين عضوة، حيث يتم تبادل أنواع الأكلات والأزياء والأخبار الطريفة، مضيفةً أنها منعت العضوات من تبادل الأحاديث السياسية أو العنصرية أو مقاطع الفيديو غير المفيدة، مشيرةً إلى أن مدير القروب لا بد أن يبتعد عن تبني الشعارات ويكون لديه القدرة على حل النزاعات بين العضوات وإدارة النقاشات. نقل الأخبار بدوره أوضح د. حسين الحكمي - أستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد بجامعة الملك سعود - أن تطبيق "الواتساب" أحد أبرز برامج التواصل الاجتماعي في الوقت الراهن من حيث سهولة استخدام البرنامج ومجانيته، وانتشاره بين الناس جعله أكثر وسيلة تواصل شيوعاً، ولأن البرنامج يعمل على الهواتف المحمولة الذكية التي يكاد يندر أن نجد شخصاً لا يستخدمها هذه الأيام، فإن وجود التطبيق جعل الكثير من الناس يستخدمه كوسيلة اتصال مع الآخرين، مضيفاً أن تنوع استخدامات التطبيق بين من يستخدمه لإرسال الرسائل الخاصة لأفراد وبين أن يكون مكان التقاء عدد من الناس تربطهم علاقة اجتماعية وبين أن يكون مكان إنهاء عمل ومكان نقاشات علمية أو عملية، مبيناً أن تأثير التطبيق يظهر بشكل بارز كونه يسمح بالتقاء المجموعات ومناقشة القضايا والمشكلات المشتركة بشكل سريع، حتى أنه أصبح من أسرع وسائل نقل الأخبار والأحداث نصاً وصورة ومقاطع فيديو أيضاً. وأكد د. الحكمي أن هذه الخاصية أوجدت عدداً من النقاشات الثرية التي تصل في بعض الأوقات إلى مستوى الحدة، والتي تتطلب تدخل شخص أو أشخاص لإدارة الوضع والتعامل بحكمة، مشيراً إلى أن هذا الدور أصبح مناطاً للشخص الذي أنشأ المجموعة وهو من يطلق عليه مدير المجموعة، ويحصل عليه الشخص بمجرد أنه هو من أنشأ المجموعة دون النظر لأي اعتبارات أخرى، لكن عدداً من المجموعات أصبحت تعطي الصلاحية لأكثر من مدير، خاصةً بعد أن تم السماح بزيادة عدد مديري المجموعات من مصممي التطبيق. التعصب والإساءة للغير وأوضح أن ميزة تعدد المديرين جعلت البعض ينشئ مجلساً استشارياً أو أعضاء يقومون بإدارة المجموعة، بحيث تستمر المجموعة بشكل سليم وبحسب الهدف من إنشائها، وهؤلاء الأعضاء يقومون بالمهام في حال لم يستطع مدير المجموعة القيام بمهامه بالشكل السليم أو رأى مدير المجموعة أنها تستحق أن يتم تخصيص عدد من الأعضاء لهذه المهام، مضيفاً أن الشخص أو الأشخاص الذين لهم مميزات مدير المجموعة يحتاجون أن يتسموا ببعض الصفات التي تساعدهم لأداء هذا الدور، حيث من يقوم به عليه أن يعي أنه مكلف بمهمة قد يتوقعها سهلة لكنها في الواقع تحتاج في عدد من المواقف إلى شخص لديه مواصفات خاصة، وهذا الشخص يجب أن لا يكون متحيزاً لرأي واحد فقط، فهذا قد يؤدي إلى عزوف أعضاء المجموعة عن المشاركة أو مغادرتها، مُشدداً على أهمية مراعاة الاختلافات الفردية بين أعضاء المجموعة وتنوع الهوايات والاهتمامات، فيتقبل من كل فرد ما يطرحه ما دام أنه يتسق مع الهدف الذي أنشئت من أجله المجموعة، كذلك من المهم أن يكون مدير المجموعة حازماً عندما تكون هناك مخالفات يتم طرحها في المجموعة، فلا يسمح بما يخالف الدين أو يتسبب في الإساءة، ولا بنشر العصبية والتعصب الذي يؤدي للفرقة والاختلاف وشق صف أعضاء المجموعة، أو التسبب في ما من شأنه أن يزعزع الانتماء والوطنية، مشيراً إلى أن عليه أيضاً أن يتدخل في الوقت المناسب عندما يحيد الطرح عن المنهج المناسب إلى اتهام أعضاء آخرين في المجموعة، أو الانتقاص منهم، أو التقليل من قدرهم، أو الإساءة لأسرهم أو مناطقهم. ضوابط عامة وشدّد أستاذ الخدمة الاجتماعية في هذا الصدد على ضرورة وضع ضوابط عامة يتفق عليها أعضاء المجموعة بحيث يلتزمون بها ولا يخالفونها لضمان استمرارية المجموعة وبقاء أعضائها وفاعليتهم، موضحاً أن حكمة مدير المجموعة تساعد كثيراً في استمرارية المجموعة وتجاوز كثير من المواقف والمشكلات التي تطرأ أثناء النقاشات أو الطروحات، مبيناً أن روح المرح تساعد مدير المجموعة في أن يتقبله الآخرون ويتقبلوا ما يقوله أو يقرره برحابة صدر، كذلك على مدير المجموعة أن يساهم في استثارة مشاركات الأعضاء جميعاً بحيث لا يكون هناك تفريق بين شخص وآخر، ومشاركة الجميع تساعد في الاستفادة من خبرات الكل، حيث ان كل شخص لديه من الخبرات ما ليس لدى الآخرين ولديه من المعرفة والتجارب ما يمكن أن يثري به النقاش، كون التطبيق في الأصل برنامج تواصل اجتماعي، ومن المهم أن يسخر التطبيق لتفعيل اللقاءات والحوارات المناسبات الاجتماعية، فعندما تحصل مناسبة سعيدة لأحدهم فإن من المناسب أن يعمل مدير المجموعة على التهنئة بها ونشرها في المجموعة ليعلم بقية الأعضاء ويقوموا بالواجب وما يليق بالحدث. وأضاف: بإمكان مدير المجموعة أن يجعل القروب نواة لنقل اللقاءات والحوارات إلى الواقع بالترتيب لعقد اجتماعات دورية في أوقات تناسب الأعضاء، فتعمل على تقوية أواصر المحبة والأخوة، ولا يكتفى بالحوارات الإلكترونية التي تفتقد إلى التواصل المباشر ولغة الجسد ونبرات الصوت.
مشاركة :