يا سمو الأمير: نريد أن نفرح كالآخرين

  • 10/10/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أسباب كثيرة جعلتني معجبا جدا بالأمير سلطان بن سلمان سأتجاوز الشخصي منها إلى العام، ومن العام سأختار مجالا يناضل فيه نضالا مستمرا هو «السياحة» منذ توليه مسؤولية الهيئة العامة للسياحة والآثار التي تغير اسمها مؤخرا إلى هيئة السياحة والتراث الوطني، وهو التغيير الذي يجعلنا نتوجس من احتمال صرف النظر عن الآثار أو أن الحساسية تجاهها ما زالت مستمرة لتجعل منها شيئا مهملا ومنسيا رغم أنها من أهم موارد السياحة في العالم ولدينا منها كنوز كثيرة يمكن أن تستقطب أعدادا كبيرة من كل مكان. أقول إن الأمير سلطان يناضل في مجال السياحة لأنه يعمل في ظروف غير مواتية، بل ظروف مضادة لمفاهيم السياحة فكرا وممارسة، ومع ذلك لم ييأس أو يتنازل عن مهمته ويستسلم. صحيح أن ما تحقق ما يزال بعيدا عن المأمول وبالإمكان تحقيق الكثير لكن على الأقل ما زال الرجل في موقعه يحاول ويحاول بكل الوسائل والأدوات الممكنة. وفي تصريح له نشر في عكاظ يوم الأربعاء الماضي قال: «إن المملكة متعطشة للأنشطة السياحية والترفيهية وفعاليات المعارض والمؤتمرات كرافد للاقتصاد الوطني وموفر رئيس لفرص العمل، وأي تأخير في تطوير قطاع السياحة سيؤدي إلى تأخير الاستفادة من هذا القطاع الاقتصادي المهم». كلام صحيح وسليم وعال العال يا سمو الأمير. ولكن اسمح لي أن أضيف لما تفضلت به أن الأنشطة السياحية والترفيهية ضرورة إنسانية وحاجة أساسية لبني البشر لا يوجد مجتمع محروم منها مثلنا دون أي مبرر سوى التضييق والتشدد والغلو في مفاهيم بسيطة ومتسامحة في أساسها، جعلنا منها سدودا منيعة وأسوارا عالية تصد المرح والبهجة والفرح والمتعة التي يحتاجها الصغار والكبار. لسنا متعطشين فقط يا سمو الأمير بل نعاني من حالة جفاف تكاد تتآكل بفعلها أرواحنا وتذبل مشاعرنا وتتصحر أحاسيسنا تجاه كل ما هو جميل لأننا لا نراه حولنا. لدينا كل المقومات لسياحة ترفيهية من الطراز الأول لكننا استسلمنا للضغوط العاتية التي يمارسها علينا الذين لا يرون في الحياة غير التجهم والكآبة. لدينا كل تنويعات الطبيعة ولدينا مواهب احترافية مبدعة في كل مجال من مجالات الجذب السياحي، لكننا محرومون منها، وليس لنا خيار غير تحمل كلفة السفر لنشارك خلق الله قليلا من البهجة المؤقتة ثم نعود إلى حصار الملل والضيق. صدقنا يا سمو الأمير أننا نعذرك ونقدر كل ما تحاول إنجازه رغم هذه الظروف، لكننا نحتاج إلى حملة وطنية ربما يكون شعارها: «نريد أن نفرح كالآخرين».

مشاركة :