حقق تنظيم «داعش» فجر أمس الجمعة (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) تقدماً سريعاً باتجاه مدينة حلب، ولم يعد يبعد عن أطرافها الشمالية سوى 10 كيلومترات على الأقل، وذلك بعد أكثر من أسبوع على التدخل الجوي الروسي في سورية، فيما أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل أحد قادته الكبار أمس الأول (الخميس) قرب حلب المدينة الرئيسية في شمال سورية. من جانبه، أعلن الجيش الروسي أمس انه قصف 60 «هدفا إرهابيا» في سورية في الساعات الـ24 الأخيرة في تكثيف لضرباته منذ بدء التدخل العسكري في 30 سبتمبر/ ايلول. هذا ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها أمس إن طائرات روسية قصفت مقر جماعة لواء الحق في سورية فقتلت 200 مسلح بينهم قائدان ميدانيان في تنظيم «داعش». وقالت الوزارة إن طائراتها شنت هجمات منفصلة بمنطقة حلب وقتلت 100 مقاتل آخرين. إلى ذلك، يواصل الجيش السوري بدعم من حزب الله اللبناني والطيران الحربي الروسي عمليته البرية ضد الفصائل في مناطق في وسط وشمال غرب البلاد لا وجود لتنظيم «داعش» فيها. وسيطر تنظيم «داعش» على بلدات عدة في شمال مدينة حلب (شمال سورية) إثر معارك عنيفة ليلا مع الفصائل المقاتلة. وأكد التنظيم المتطرف في بيان انه وصل فعليا إلى «مشارف مدينة حلب». ووفق مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس، فإن ما يحصل هو بمثابة «أكبر تقدم لتنظيم «داعش» باتجاه حلب». وبعد سيطرته على بلدات عدة شمال حلب، لم يعد تنظيم «داعش» يبعد سوى 10 كيلومترات على الأقل عن الأطراف الشمالية للمدينة و3 كيلومترات عن مواقع القوات الحكومية في منطقة الشيخ نجار الصناعية خارجها. وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012، وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة على أحيائها. وأوضح عبدالرحمن أن التنظيم المتطرف «يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة». وإلى جانب الحملة الجوية الروسية، قال مسئولون إقليميون لرويترز إن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سورية منذ أواخر سبتمبر/ أيلول للمشاركة في عمليات برية مع الجيش السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني. وقال الحرس الثوري الإيراني إن جنرالا في الحرس يدعى حسين همداني قتل قرب حلب في وقت متأخر أمس (الخميس). وهمداني جنرال مخضرم خاض الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988 وتولى منصب نائب قائد الحرس الثوري الإيراني في 2005. وقتل عدد من الضباط الكبار في الحرس الثوري الإيراني في سورية منذ بدء الحرب الأهلية التي نشبت عقب قمع احتجاجات على حكم الأسد في 2011. وذكر نائب إيراني يدعى إسماعيل كوثري أن همداني لعب دورا مهما في الحيلولة دون سقوط العاصمة دمشق في أيدي مقاتلي المعارضة في وقت سابق من الصراع، وعاد إلى سورية لأيام قليلة؛ بسبب معرفته العميقة بها. وأوضح المرصد السوري أن همداني قتل قرب قاعدة كويرس الجوية على بعد 35 كيلومترا إلى الشرق من حلب. إلى ذلك، وجهت فرنسا أمس (الجمعة) اتهامها لروسيا بأن حملتها الجوية تهدف الى حماية النظام السوري عوضا عن استهداف متطرفي تنظيم «داعش». وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان إن «80 إلى 90 في المئة من العمليات العسكرية الروسية منذ نحو 10 أيام لا تستهدف داعش، بل تسعى خصوصا إلى حماية بشار الأسد». ودخل النزاع السوري المتشعب الأطراف منعطفا جديدا مع بدء روسيا في 30 سبتمبر/ أيلول بشن ضربات جوية قالت إنها تستهدف «المجموعات الإرهابية»، في حين تعتبر دول غربية أن هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة. وأعلن لودريان أن المقاتلات الفرنسية قصفت ليل أمس الأول (الخميس) معسكر تدريب تابعا للتنظيم المتطرف في معقله في الرقة (شمال). وبحسب المرصد السوري، قتل 14 متطرفاً من تنظيم «داعش» وأصيب 20 آخرون في ضربات جوية نفذتها الطائرات الفرنسية ضد معسكر للتدريب في جنوب مدينة الرقة. وبدأ الجيش السوري منذ يومين عملية برية واسعة في وسط وشمال غرب البلاد مدعوما للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية. وأكد الكرملين أمس (الجمعة) أن الجيش الروسي سيواصل ضرباته العسكرية طوال الفترة التي سيستغرقها هجوم الجيش السوري البري. هذا وقال مساعد رئيس الأركان الروسي الجنرال ايغو ماكوشيف للوكالات: إن «المقاتلات الروسية قامت بـ67 طلعة من قاعدة حميحيم الجوية (...) وقصفت 60 هدفا إرهابيا» في محافظات الرقة (شرق) واللاذقية (شمال غرب) وحماه (وسط) وادلب (شمال غرب) وحلب (شمال). وأضاف ماكوشيف أن «الناشطين المستهدفين بالطائرات الروسية يتكبدون خسائر كبيرة، وهم مرغمون على تغيير استراتيجيتهم والتفرق والتمويه والاختباء في القرى». وتابع «في هذه الظروف الملائمة للضربات الفاعلة، تواصل القوات المسلحة الروسية اللجوء في شكل منهجي الى الطيران وتكثف قصفها». وأعلنت موسكو الجمعة للمرة الأولى وقوع خسائر في صفوف المقاتلين «الإرهابيين» عبر اعتراض اتصالات لاسلكية. وقالت وزارة الدفاع التي لا يمكن التحقق من معلوماتها في شكل مستقل على الأرض إن 300 «إرهابي» قتلوا في هذه الضربات في محافظتي الرقة وحلب. وتابع ماكوشيف أن إحدى الضربات التي طاولت محافظة الرقة استهدفت «قيادة جماعة لواء الحق التي ضربت بقنبلة بالغة الدقة. وأظهر اعتراض موجات لاسلكية ان اثنين من كبار قادة تنظيم «داعش» قتلا إضافة الى 200 مسلح». وأورد المصدر نفسه أن «نحو 100 مسلح قتلوا» في محافظة حلب. ولفت ماكوشيف إلى أن الغارات استهدفت «مراكز قيادة واتصال ومخازن ذخيرة ووقود اضافة الى قواعد لتدريب الارهابيين»، مؤكدا تدمير «6 مراكز قيادة واتصال و6 مخازن ذخيرة و17 معسكرا وقاعدة لتدريب الإرهابيين»، من دون تحديد الاماكن التي تقع فيها هذه المراكز.
مشاركة :