أولياء أمور وتربويون: ضعف تحصيلي وفجوة بين الأجيال نتيجة التعليم عن بعد

  • 6/29/2021
  • 07:22
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الرؤية- فيصل السعدي تسببت جائحة كورونا في تطبيق إجراءات احترازية في مختلف أنحاء العالم، وانحصرت الحلول لمجابهته لاسيما في قطاع حيوي مثل التعليم، فاتجه العالم أجمع نحو "التعليم عن بعد"، وذلك سعيًا لمواصلة التعليم ورغبة في إيصاله لجميع الطلاب، وفي السلطنة فعّلت وزارة التربية والتعليم منصات إلكترونية لضمان استمرارية الدراسة عن بُعد، وطرحت منظومة التعليم المدمج، إلا أنَّ أولياء أمور وتربويون تحدثوا لـ"الرؤية"، كشفوا عن بعض السلبيات التي نتجت عن المنظومة، وعلى رأسها الضعف التحصيلي ونشوء فجوة بين الأجيال. ويقول ولي الأمر علي بن راشد الكيومي إن التعليم عن بعد يمثل الحل الوحيد في ظل هذه الأزمة، لكن ليس الحل الأمثل، مشيرا إلى أن تراجع مستوى الطلبة ليس مستغربًا؛ لأنَّ الكثير من الطلبة اعتمدوا وبشكل كبير على جهود أسرهم في إنجاز الواجبات والأنشطة التقييمية. وأضاف الكيومي أن أبناءه يتغيبون عن بعض المحاضرات الصباحية، حيث نشأت مشكلة ثانية نتيجة التعلم عن بعد تكمن في بعد الطالب عن التدريس المباشر مما يولد الخمول والكسل. ويقول ولي الأمر سيف بن سعيد السعدي: "لدي 4 طلاب وأعاني في تزامن حصصهم المتتالية وصعوبة متابعتهم وهذه المشكلة تواجه الكثير من أولياء الأمور". ويرى السعدي أن التعليم عن بعد سبب فجوة بين الطالب والمدرسة وهذا تحدٍ صعب، كما إن هناك الكثير من الأبناء ما يزالون غير متقبلين لفكرة التعلم عن بعد. ويلاحظ السعدي أن بعض الطلاب يستخدمون الحاسب الآلي في أغراض ترفيهية بعيدة عن الدروس المرئية لهم. وأكد مجموعة من التربويين أنَّ التعليم عن بعد سبب ضعفًا لدى الكثير من الطلبة، وذلك بسبب عدم تمكن البعض منهم من استخدام التقنية، مما تسبب في تدني المستوى التعليمي وأن هذا النوع من التعليم لا يعوض عن التعليم التقليدي. ويقول غالب بن عبدالله النوفلي أخصائي مصادر تعلم في مدرسة الخليل بن أحمد الفراهيدي، إنَّ الطلاب يواجهون صعوبة في فهم المعلومات المقدمة إليهم عن طريق التعلم عن بعد وكذلك ضعف مهارات استخدام الطلبة للتقنيات والأجهزة الخاصة بالتعليم عن بعد، لافتا إلى أنها معوقات أدت جميعها إلى تدني مستوى الطالب وبالأخص طلاب الحلقة الأولى، مضيفاً أننا بحاجة إلى المزيد من الوقت حتى يستطيع طلابنا الإلمام بمفاهيم وطرق الاستفادة من أساليب التعليم الحديثة. وتقول فاطمة بنت محمد العجمية مديرة مدرسة ضياء العلم للتعليم الأساسي إن جميع الطلبة حصلوا على حقهم من التعليم من خلال تفعيل منصة "منظرة"، وبالرغم من ذلك ظهرت مجموعة من التحديات التي تسببت في تدني مستواهم التعليمي. وبينت العجمية أن فئة من الطلاب لا توجد لديهم أجهزة لوحية أو حواسيب بسبب ما تعانيه بعض الأسر من ظروف مادية صعبة مما أسهم في تأخر الطالب عن دروسه، كما أن هناك أكثر من طالب يستخدمون جهازا لوحيا واحدا، وإضافة إلى أن ضعف الشبكة وانقطاعها ساعد في تراكم المنهج على الطالب وكذلك المعلم، وكذلك العوائل الكبيرة لم تعطِ الجو الدراسي المطلوب مقارنة بجو المدرسة. من جهتها، تقول الدكتورة معصومة بنت حبيب العجمية مستشارة وزيرة التربية والتعليم لتطوير الأداء اللغوي إن ثمة تفاوت في حرص المعلمين على إيصال المعلومة لجميع الطلاب من خلال التواصل المستمر مع أولياء الأمور وتوفير بدائل متعددة من أنواع التعليم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة خلاف المنصات التعليمية (قنوات اليوتيوب، الوتساب وغيرها من البدائل). وأضافت العجمية أنه في ختام العام الدراسي حرصت بعض الأسر على حصول أبنائهم على درجات جيدة، وقاموا بتقديم كل أنواع المساعدة في فترة الاختبارات النهائية من خلال الإجابة على اختبارات أبنائهم، وذلك لعدم وعيهم بخطورة ما قاموا به على مستقبل تعليم أبنائهم، فهذا قد يولد الإتكالية والاعتماد على الغير إذا لم يتم تطوير أساليب للمتابعة والمراقبة في مثل هذا النوع من التعليم. وأكدت العجمية أن هناك فاقد تعليمي وخاصة بين طلاب الحلقة الأولى (خصوصا الصف الأول والثاني)؛ لأنهم الفئة التي فقدت عنصر التواصل الفعلي والتعلم المباشر لمهارات أساسية في القراءة والكتابة والحساب، لذا يحتاجون لدعم كبير خلال العام الدراسي القادم بتوفير دروس مشوقة في هذه المهارات عبر المنصة التعليمية أو عبر دروس إضافية وتقوية (تعويض الفاقد التعليمي) عندما تنحسر الجائحة.

مشاركة :