بخاري: اتحاد الكرة متخبط ويفتقد لمقوّمات النجاح

  • 10/10/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

كيف تقيِّم عملكم في اتحاد الكرة خلال الفترة الماضية؟ هناك عدة أمور يلزمنا التوقف عندها: بعض اللجان تعمل بشكل متقدم ومميز والبعض الآخر لا، فلجنة المسابقات لم تفلح برأيي في وضع جدولة مميزة للموسم الجاري أسوةً بالماضي، ولجنة الاحتراف تعمل بشكل رائع بقيادة الدكتور عبدالله البرقان، أما لجنة الحكام فتطوّرت من خلال تقديم دورات متخصصة للحكام وهذه خطوة إيجابية لها، فيما لا تزال لجنة الانضباط تعمل دون رئيس بعد استقالة المحامي إبراهيم الربيش وهذا خطأ فادح، ولجنة القيم والأخلاق لم يتم تشكيلها حتى الآن رغم أننا طرحنا الموضوع عدة مرات عبر اجتماعات مجلس الإدارة ولكني أجهل بصراحة الأسباب الخفية لعدم تشكيل اللجنة إلى الآن، وبالنسبة لإدارة المنتخبات فتبقى مثار تساؤل واستغراب كبير لعدم وجود تشكيل إداري واضح لها حتى وقتنا هذا، كما استغرب عدم تنفيذ مجلس إدارة الاتحاد للكثير من القرارات التي تم إقرارها، وهو ما يشير لمشكلة الضعف في الأمانة العامة للاتحاد وفي تفعيل قرارات المجلس. كيف ترى تحرُّك رئيس الاتحاد أحمد عيد تجاه تلك المشكلات والهفوات التي أشرت لها؟ للأسف الشديد أحمد عيد يعمل دون وجود عدد كافٍ من النواب والمساعدين، وعلاوةً على ذلك لم يتفرَّغ محمد النويصر لمهامه كنائب للرئيس طوال الفترة السابقة، فقد كان منشغلًا بأعمال رابطة دوري المحترفين دون أي إضافات فعلية للاتحاد، ناهيك عن انشغال الأمين العام أحمد الخميس بالعديد من الأمور لوحده دون أي مساعدة من أي طاقم مساند له على مستوى عالٍ من الجودة والاحتراف، وبالتالي فنحن بحاجة إلى إعادة النظر في الهيكلة التنظيمية للاتحاد ليصبح أكثر قدرةً على الإيفاء بمهامه ومسؤولياته. هل وجدتم أي تدخل إيجابي من الجمعية العمومية للمساعدة في حل مشكلات الاتحاد؟ على النقيض من ذلك.. فالمشكلات الأخيرة بين الجمعية العمومية والاتحاد حالت دون الالتفات لمسؤوليات أهم وأكثر إيجابية، وكان جديرا بالجميع عدم إيصال الموضوع لتلك المرحلة التي بلغها. هل يعني ذلك أنك تتحفظ على أعمال الأمين العام للاتحاد أحمد الخميس؟ الخميس ارتكب مخالفةً واضحةً للنظام حين رشَّح نفسه لعضوية لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وهو ما يتنافى كليًا مع المواد الخاصة بالنظام التي تمنع الأمين العام للاتحاد من المشاركة أو العضوية في أي من اللجان القارية أو الدولية !!!، وهو ما يعبّر عن وجود تخبّطات غريبة في عمل الاتحاد الحالي، وألقي باللوم صراحةً تجاه ذلك على رئيس الاتحاد جراء عدم اختياره لأشخاص محترفين ومختصين لمساعدته في متابعة الأعمال اليومية للاتحاد. قام أحمد عيد بخطوة مماثلة عبر ترشيح نفسه لعضوية المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي، فهل تؤيد تلك الخطوة؟ رغم أني تمنّيت أن تكون تلك الخطوة على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كوني موقنًا تمامًا بأن الشخص ذا القيمة الكبيرة مثل أحمد عيد يجب أن يبحث عن المنصب الذي يليق به، وهو على المستوى العالمي وليس القاري فحسب، إلا أني أجد أنها خطوة إيجابية مميزة ستدعم من موقف المملكة على الصعيد القاري، وعلينا دومًا دعم وجود ممثلين سعوديين في الكيانات الرياضية القارية والدولية فانعكاس ذلك سيعود بالنفع على الوطن بلا شك شريطة أن يكونوا من المحترفين والمتفوقين في مجال التخصص وليس في حسابات المناصب والأموال والمسميات. هل يعني كلامك أن الموجودين حاليًا على الساحة ليسوا من ذوي التخصص والاحترافية رغم شغلهم لبعض المناصب والمسؤوليات القيادية؟ ليس بالضبط، ولكني أرى أن كرة القدم لا يتم التعامل معها كعلم مستقل وقائم بذاته حتى الآن، فلا تزال العشوائية والفوضى هي الطاغية لدينا، لذا علينا الاستعانة بالمختصِّين وتوظيف أفكارهم وتوجهاتهم لخدمة الرياضة، فمثلًا لا يوجد في الوقت الحاضر أي دراسات متخصصة في المجال الرياضي، وأنا شخصيًا قمت بجهد ذاتي حين طلبت من طلابي في الجامعة تقديم 6 دراسات متخصصة في كرة القدم بحكم عملي في الاتحاد، ولكن يبقى ذلك مجهودًا فرديًا يفتقد للتنظيم والدعم الرسمي. هل أبرزت جميع هذه الملاحظات التي أوردتها ضمن تقرير تقييمي لأعمال الاتحاد خلال الفترة السابقة؟ كنا قد اتفقنا في مجلس إدارة الاتحاد على ضرورة تقييم الأعمال بصفة سنوية عبر تقارير ودراسات متخصصة ومتعمقة، ولكن للأسف الشديد لم يحدث أي شيء من ذلك للعام الثاني على التوالي، وكل ما قلته هنا لا يعدو كونه آراء ووجهات نظر شخصية مستندة إلى العلم والخبرة والتجربة وليست معتمدة على دراسات وأبحاث متخصصة في أعمال الاتحاد، وأستنكر صراحةً عدم تشكيل أي لجنة لتقييم الاتحاد بصرف النظر عن كوني عضوًا فيها أو لا. تطرقت إلى عدم وجود تنظيم إداري واضح للمنتخبات الوطنية، هل يعني ذلك عدم اقتناعك بالمشرفين الإداريين الموجودين حاليًا؟ عندما رافقت المنتخب الأول في مشاركته الآسيوية الأخيرة بأستراليا أشرت على أحمد عيد بضرورة وجود شخص يُعلِّم اللاعبين البروتوكولات الواجب اتِّباعها في المظهر الخارجي وطرق الأكل والشرب وارتداء الأزياء المناسبة، كما يجب توفير أخصائي نفسي لمعالجة بعض المشكلات النفسية التي يعاني منها أفراد المنتخب جراء الضغوط التي يتعرضون لها والتي يتزايد وقعها بحكم صغر سنهم وحداثة تجربة معظمهم ما يجعلهم مفتقدين لبعض الأعراف والمبادئ السلوكية. هل ملاحظاتك هذه تمتد لمنتخبات الفئات السنية؟ نعم.. توجد العديد من الملاحظات السلبية على المنتخبات السنية، فكل منها يعمل في وادٍ بعيدًا عن الآخر دون أي تنسيق أو ربط، كما أنَّ علاقات وارتباطات اللاعبين بين الأندية والمنتخبات لا تزال عرضةً للعشوائية والأهواء، وهناك بعض اللاعبين ينتمون لأنديتهم أكثر من تعلقهم بالمنتخبات، وهو ما يحتم وضع أطر راسخة تضبط مسؤوليات اللاعبين تجاه المنتخبات بمختلف فئاتها السنية. يتهمك البعض بأنك شخص «صدامي» و»ناقد شديد» تجاه زملائك، ما تعليقك؟ أعلنها للجميع وعبر صحيفتكم أني لم آت للوسط الرياضي لخدمة أشخاص معينين إطلاقًا، بل أتيت لإرضاء الله سبحانه وتعالى أولًا ثم تلبيةً للواجب الوطني ثانيًا، وأطالب كل من يناقض آرائي بمكاشفتي بذلك وإيضاح الحقائق لي، ولم ادخل في مجلس إدارة الاتحاد لكسب صداقات شخصية بل أتيت لأعمل بصراحة وجِدٍ دون مجاملات أو محاباة لأحد، وأكنّ كل الاحترام والتقدير لزملائي في مجلس الإدارة ولكافة العاملين بالكرة السعودية، لكن علينا التكاتف جميعًا لجمع شتات الاتحاد والارتقاء باللعبة بشكل علمي وعملي. هل يعني ذلك أن الاتحاد الحالي يفتقر لأساسيات إدارة اللعبة؟ لنجاح أي منظومة عمل يجب توافر ثلاثة أركان أساسية، الأول يتمثل بالتأصيل المالي والذي لم نصل فيه بعد للحد المرضي، والثاني هو التأصيل الإداري وهو ما نفتقده من خلال عدم وجود كفاءات محترفة قادرة على إدارة عجلة الاحتراف في الكرة السعودية على النحو المطلوب ما يجعل من أعمال الإدارة والأمانة دون المستوى المأمول، والثالث يتمثل بالجانب الإعلامي المُهمل والمُهمَّش حاليًا في الاتحاد، فاللجنة الإعلامية الحالية «ميتة» ويسعى البعض لإبقائها كذلك، وهو ما يتنافى مع أهمية وجود المصارحة والمكاشفة بين السلطة الكروية والشارع الرياضي.. أنا في نهاية الأمر عضو في مجلس إدارة الاتحاد أحرص على فعل أقصى ما أستطيع لخدمة الوطن ولا أملك عصا موسى لتغيير كل الأوضاع. كيف ترى مستقبل الاتحاد الحالي برئاسة أحمد عيد؟ لتحديد ذلك يجب علينا كمجلس إدارة أن نجلس ونجتمع بهدوء وبكل صراحة ونطرح على أنفسنا أربعة تساؤلات: أين كنا قبل تولّينا المهمة؟ وأين أصبحنا بعد ذلك؟ وماذا سنكون مستقبلًا؟ وكيف سنصل لما نريده؟ وأدعو نفسي وزملائي للعمل بروح جماعية وبأهداف مشتركة سامية بعيدة عن أي اعتبارات جانبية أو هامشية لنمهِّد الطريق لمجلس الإدارة المقبل لإكمال مسيرة النهضة والتطوير للكرة السعودية، يجب أن نرتبط جميعًا كأعضاء مجلس إدارة بأعمال جميع اللجان، وليس كما هو الحال في الوقت الراهن حيث يخفى عني شخصيًا على سبيل المثال أعمال ونشاطات بعض اللجان التي لا أعلم عنها شيئًا، وهذا مقترح تقدم به مسبقًا الدكتور عبدالرزاق أبوداود ليتم إطلاع أعضاء المجلس على أبرز ما يدور في أروقة اللجان بواسطة الأمين العام غير أن شيئًا من ذلك لم يحدث حتى الآن. هل تقصد أن الإدارة الحالية للاتحاد لن تستمر وستتغير بانتهاء فترتها الأولى بعد 7 أشهر؟ بناءً على النظام الموجود حاليًا، أرى بأن الاتحاد المقبل سيكون أكثر قدرةً على التحكم مع اختفاء الديموقراطية بالتدريج جراء النظام الأساسي «المخيف» الذي يحتاج لإعادة النظر فيه بتمعن بالتنسيق مع الشركة الواضعة للنظام، وهو ما لم يحدث بسبب عدم الاستجابة لطلب تشكيل لجنة بهذا الخصوص وتم الاكتفاء بوجود الأمين العام ضمن اللجنة دون أي أعضاء في مجلس الإدارة، بل وحتى الأمين ذاته لا يعد ضمن أعضاء الاتحاد نفسه، لذا أستشرف بأن مجلس الإدارة المقبل قد يبدو قويًا من الخارج ولكنه في الواقع سيعود للمربع الأول حيث ينفرد شخص بالسلطة والبقية يتبعونه دون أي رأي أو تأثير. تتحدث بأسلوب ونهج يختلف عن المسؤولين الآخرين، ما سر ذلك؟ أنا أتحدث من زاوية علم وتخصص وتجربة ومعاصرة للوضع الحالي، فأنا أحمل الدكتوراة في مجال الإدارة الرياضية وأتمتع - بحمد الله- بخلفية رياضية جيدة تجعلني أرى الأشياء بمنظور قد يختلف عن رؤية الآخرين، كما أني لا أؤيد التوجُّهين السائدين حيال أي شخص يبدي آراءه بصراحة في أي مجال، وهما: تجاهل تلك الآراء، أو السعي لإثارة الزوبعات الهلامية وإطلاق الاتهامات جزافًا كما يثيره البعض في مطالباتهم بمحاكمتي أو تطبيق العقوبات بحقي، فأنا أؤمن بحرية الرأي وضرورة منح كل فكرة حقها من الاهتمام والمناقشة والعمل بمقتضاها إذا ثبتت صحتها وفاعليتها، لكني لن أسمح لكائن من كان بابتزازي في وطنيتي أو فكري أو توجهاتي. كيف ترى استعانة الاتحاد بالخبير الإنجليزي هوارد ويب لقيادة دائرة التحكيم؟ أنا مؤيد للفكرة شكلًا، فالاستعانة بالخبراء أمر في غاية الأهمية والإيجابية، ولكن يجب ألا يكون الاستنجاد بخبير أجنبي نابعًا من كونه يحمل صفة «خبير» أو اسم أجنبي فحسب، بل يجب أن يتم بعناية ووفق ضوابط محددة وواضحة مع تقييم عمله بصورة علمية وواقعية. هل من كلمة أخيرة؟ أشكر «المدينة» على هذا الحوار الشيّق والمميّز، وأرجو أن ترى أفكارنا وأطروحاتنا التي استعرضناها النور قريبًا على أرض الواقع لتحقيق مصلحة عامة وهامة للرياضة السعودية.

مشاركة :