عندما احتجزته قوات الأمن الفلسطينية الأسبوع الماضي، قال الناشط الحقوقي الفلسطيني عيسى عمرو البالغ من العمر 41 سنة، إنه كان يفكر في صديقه نزار بنات الذي سيقتل خلال أيام. لقد أصبح الرجلان منقدين بارزين للسلطة الفلسطينية، التي أضحت غير متسامحة بشكل متزايد مع المعارضة بحسب نشطاء، وقتل نزار بنات البالغ من العمر 43 سنة يوم الخميس، إثر اقتحام قوات الأمن الفلسطينية منزله، حيث استعملت ضده العنف لاعتقاله، وأثار ذلك احتجاجات غاضبة من لدن الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967. وفي إشارة إلى حملة السلطة الفلسطينية على منتقديها، يقول عيسى عمرو: "عندما اعتقلوني بتهمة باطلة، شعرت أنهم مصممون على التخلص منا". ويضيف عمرو القول: "فكرت في صديقي نزار عندما كنت رهن الاعتقال، لا أعتقد انهم كانوا يخططون لقتله. أعتقد انهم استعملوا العنف المادي ضده لإسكاته". فيديو: اشتباكات ليلية بين المتظاهرين والجيش الإسرائيلي في الخليل لماذا يحتجّ الفلسطينيون ضدّ محمود عباس؟ السلطة الفلسطينية تلغي اتفاق المليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 مع إسرائيل يتحدر عيسى عمرو مثل نزار بنات من مدينة الخليل، التي زرع فيها ألف مستوطن إسرائيلي وسط مائتي ألف فلسطيني. ولكلا الرجلين سجلات طويلة تدين الاحتلال الإسرائيلي، ولكنهما انتقدا أيضا السلطة الفلسطينية، التي تتهمها مجموعات حقوقية بالفساد وارتكاب انتهاكات أخرى. عيسى عمرو يمر من حاجز إسرائيلي في الخليل. 2021/06/27 إيمانويل دوناند/أ ف ب ففي سنة 2018 اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك السلطة الفلسطينية، بالقيام باعتقالات تعسفية وممارسة التعذيب الممنهج الذي يرقى إلى جريمة إنسانية. "أخشى أن أقتل" يبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس من العمر 86 عاما، وكان مقررا أن تنتهي ولايته سنة 2009، ولكنه امتنع مرارا عن إجراء انتخابات، وفي آخر مرة ألغي انتخابات كان مقررا إجراؤها في أيار/مايو وتموز/يوليو، وألقى باللوم على رفض إسرائيل ضمان التصويت في القدس المحتلة التي تم ضمها. وقد وعدت السلطة الفلسطينية بفتح تحقيق في مقتل بنات، وتعهدت بمعاقبة من تثبت مسؤوليتهم، غير أن عائلة بنات ترفض مثل هذا التحقيق، وتقول إن السلطة تعرف فعلا من هو المتورط. ويقول عمرو إن العمل كناشط حقوقي في الضفة الغربية أصبح محفوفا بالمخاطر، واصفا البيئة بغير الآمنة بالنسبة إليه، ومعربا عن خوفه من أن يقتل، لكنه عازم بألا يتوقف. عيسى عمرو يشارك في مظاهرة في الخليل. 2016/02/26 محمود اليان/أ ب وأشار عمرو إلى تعرضه للتعذيب خلال اعتقاله أسبوعا سنة 2017، ومع ذلك يصر على تحمله مسؤولية مناقشة ارتكاب المسؤولين الفلسطينيين للانتهاكات، مبينا أنه إذا كان الرئيس محمود عباس يقود دكتاتورية، فإنه ينبغي الحديث عن ذلك، كما ينبغي أن يتحدث عن السجناء السياسيين. "بين دكتاتوريتين" أسس عيسى عمرو في الخليل مجموعة "الشباب ضد المستوطنات"، التي تناضل ضد توسع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وقد اعتقلته سلطات الاحتلال الاسرائيلية عديد المرات. وتؤكد منظمة العفو الدولية ومقرها في لندن على أن عمرو تعرض للعقاب، بسبب تنظيمه احتجاجات سلمية والمشاركة فيها، واصفة العقوبة بانها مدفوعة بمصالح سياسية بحتة. وعن سؤاله عن طبيعة التهديدات التي يشعر بها من السلطة الفلسطينية وإسرائيل، قال عمرو: "أشعر أحيانا أنني وحيد بين دكتاتوريتين. أنا خائف من كليهما"، ووصف السلطة الفلسطينية "بالمقاول الثانوي" لدى الدولة العبرية.
مشاركة :