جواهر عايض المطيري أصبح لنا لقاء سنوي مع أفضل موظفي مكافحة الفساد في البلد «المطر»، الذي هو نعمة الله علينا، ونقمة الله على المفسدين في البلد. في كل سنة ينزل المطر ليباشر عمله في كشف فضائح المفسدين وحجم الفساد في المشاريع الخدمية التي لم تعالج ولا توجد جهود حقيقية لمكافحتها أو الحد منها. وكل سنة يخبرنا الموظف الشريف عن هذا الفساد، الذي يسود، بالأخص مشاريع الإنشاء والتشييد، لكون هذا القطاع غنيا بالأصفار السباعية والثمانية وأصفار لا تقل عن السداسية، أصفار تسبب إغراء لذوي النفوس الضعيفة الذين يضعون معظم الأصفار في جيوبهم ويبقون القليل لمشاريع البنية التحتية «الكذبية»، فلا صدق في إسلفت يتحول إلى بحيرة طين مع نزول المطر، ولا صدق بفتحات صرف تُصبح نوافير تغرق الشعب، ولا يحل أن يكون هناك صدق بسقف مبنى ينهار مع بداية المطر، أو بالأحرى مبان تنهار مع الأمطار، وأول المباني التي تشهد على كذب تلك المشاريع جامعة الأميرة نورة، التي تعد من أهم المشاريع العامة، ذات التكلفة العالية جدا، حيث غرقت وانهار شيء منها مع المطر، ولا تشكو هذه الجامعة فقط من الفساد في الإنشاء، بلى كذلك تشكو من الفساد في اختيار الموقع، فالجامعة واقعة في مجرى سيل، أي أنها ستغرق كليا بعد سنوات قليلة!. المطر أصبح صديق المواطن، ويكشف لنا بناء بني جلدتنا اللصوص الذين يحولون الميزانية التي توفرها الحكومة للإصلاح في البلد، إلى سرطان يلوثه ويوقف عجلة التطور لدينا.. شكراً صديقنا المطر.
مشاركة :