جاؤوا من دول مختلفة، ويعيشون حاليا في العديد من المدن الصينية، يشاركون الشعب الصيني في ظروف الحياة اليومية، وما تحمله من مشاعر اليُسر والسعادة والأمن والأمل، ويتمتعون بالفرص المتاحة لتطوير أنفسهم في اطار التطورات الهائلة التي تشهدها. يعيش غزوان بريك الذي جاء من سورية، في العاصمة الصينية بكين منذ أكثر من عشر سنوات. ويعمل وزوجته من الجزائر في المجال الاعلامي، بينما تدرس ابنتهما نايا في روضة أطفال محلية قريبة من مسكنهم. وقال غزوان: "أعيش مع أسرتي حياة سعيدة ومستقرة في الصين." ويومياً، يحرص الزوجان على تحضير طفلتهما نايا جيدا لتبدأ يومها بفرح ونشاط وتفاعل إيجابي مع المجتمع، وهو ما تُعبّر نايا عنه بأسلوبها الطفولي: "أنا سعيدة دائما في الروضة، وأصبح عندي الكثير من الأصدقاء". والآن، يمكن لنايا أن تتكلم اللغة الصينية بطلاقة. وبعد إرسال ابنته للروضة، يركب غزوان دراجة تشاركية إلى محطة مترو الانفاق للذهاب إلى مكان عمله. يرى غزوان أن سهولة الحياة هنا تجعل الأمر يسيراً بالنسبة اليه كأجنبي، مشيرا الى أن السبب في ذلك هو النظام في كل شيء، وحرص الجميع على جعل الحياة اليومية سلسة وطبيعية. وحول ذلك قال: "العناية بالتفاصيل، وفرة الخدمات وجودتها، ومواكبة العصر بمزيد من الابتكار والإبداع، هي أكثر الأمور التي تلفت النظر بالنسبة إلي، وأمر يعطي إحساساً بالاستقرار والكسب، والتطلع إلى مستقبل أرحب وأكثر إشراقاً للجميع." أما جويس موتيسفا، فهي طالبة وافدة من زيمبابوي، تدرس الهندسة المدنية في جامعة هوبي للتكنولوجيا بمدينة ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين. تعيش جويس في الصين منذ أربع سنوات. وقبل مجيئها إلى الصين، كانت تعرف القليل عن هذا البلد، ولكنها قالت: "بالنسبة لي الآن، الصين هي المستقبل"، مضيفة أنها قررت بعد تخرجها من الجامعة مؤخراً، أن تواصل دراستها للماجستير مستفيدة من منحة دراسية تحصلت عليها هنا. وقالت: " أخطط بعد الحصول على الماجستير للعودة إلى الوطن متسلحة بالمعرفة والخبرة التي اكتسبتهما هنا، للمساهمة في تطوير بلادي، حيث تحقق مبادرة الحزام والطريق بالفعل فوائد كبيرة للجميع." وأعربت جويس عن حبها لأساتذتها وزملائها الذين قدموا لها مساعدات كبيرة كطالبة أجنبية بعيدة عن وطنها، لافتة إلى أنها باتت تحب أيضا الطعام الحار هنا والسكان المحليين الذين يتمتعون بروح الدعابة وعقول متفتحة، حيث قالت: "أصبحت ووهان بيتي الثاني". ويدير فيليب ناسور من كوبا مطعما اسبانيا في مدينة قوانغتشو بجنوبي الصين منذ سبع سنوات. وقال فيليب ان هذا المطعم مثل بيته الذي يحرص على إدارته بشكل جيد. والآن 70 في المائة من زبائن المطعم هم من الصينيين. وقال فيليب الذي جاء الى الصين في عام 2006 انه سافر الى كثير من الدول، إلا أن الصين هي أفضل مكان لممارسة الأعمال التجارية، معربا عن اعتقاده بأن الصين ستستمر في التطور بشكل جيد لفترة طويلة، مضيفاً: " ولهذا السبب، نحن هنا لتطوير أعمالنا". وتابع فيليب: " إن بيئة الأعمال التجارية هنا سلسة للغاية، طالما أنك تحترم قوانين وقواعد الدولة، فلن تجد أبدا أي صعوبات في ممارسة الأعمال التجارية في الصين. أنا سعيد بممارسة الأعمال التجارية هنا بالفعل." وبدوره، يشعر محمد أسامة من مصر الذي يعيش في الصين منذ عشر سنوات، بأن المجتمع الصيني متسامح للغاية، وأن الناس ودودون وطيبون. ويعمل أسامة في مجال الاعلام، حيث كوّن العديد من الأصدقاء المحليين والأجانب. وقال انه يستمتع بالدردشة مع الأصدقاء في الأمسيات المفعمة بالحيوية، إلى جانب اكتشافه مختلف الأنواع من الأطعمة اللذيذة، والتعرف على الأشخاص الممتعين، بعد الانتهاء من عمله اليومي. وزار أسامة العديد من المدن الصينية. وقال ان السمات المشتركة لهذه المدن هي: الأمان والازدهار والنظام، بيد أنه يحب بكين بشكل خاص، اذ يعتقد أن بكين مدينة عالمية ومتنوعة للغاية، توفر منصة للأشخاص من جميع أنحاء العالم لتحقيق أحلامهم.
مشاركة :