*المنتجين السبب في ندرة الأعمال الاجتماعية.. واعتماد الدراما على البطل الواحد مشكلة كبيرة *أنا صريحة مثل والدي..وانتقد نفسي دائماً لكي اعرف مميزاتي *زوجي شريك نجاحي.. والإبداع يتطلب الاستقرار   استطاعت الفنانة رانيا فريد شوقي أن تخطف الأنظار إليها وأن تصبح حديث الجمهور عبر السوشيال ميديا نتيجة لبراعتها وأدائها الصادق في تجسيد دور "إيمان"الذي قدمته في مسلسل "ولاد ناس" الذي عُرض في السباق الرمضاني الماضي. وتحدثت رانيا فريد شوقي في حوار خاص لـ" الفجر الفني " عن أسباب تحمسّها للمشاركة في مسلسل "ولاد ناس"، وعن الصعوبات التي واجهتها خلاله، وعن دور زوجها في حياتها الفنية، وغيرها من الأمور،، وإلى نص الحوار:   *ما الذي أعجبك في مسلسل "ولاد ناس" وجعلكِ تُقْبلِينَ على تقديمه؟ وجود المؤلف هاني كمال، فهو مهتم دائمًا بقضايا بالقضايا الإجتماعية ولديه وجهة نظر في علاقتنا الإنسانية، كم أنه مهتم بمشاكل الأسرة والمجتمع، وأنا مهمومة بتلك القضايا، فلكي يكون المجتمع سليماً لابد أن تبدأ بمعالجة الأسرة قبل التعليم؛ لأنها حجر الأساس، ويجب أن تكون الأسرة سوية وخالية من المشاكل لكي تستطيع تربية أبنائها بطريقة صحيحة، وأنا أعتبر نفسي محظوظة لمشاركتي في هذا العمل.   *ماذا عن ردود الأفعال التي استقبلتيها على دور في مسلسل "ولاد ناس"؟ ردود الأفعال كانت عظيمة، على الرغم من ضعف الدعاية الخاصة به، الإ أن المسلسل لاقى تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور، وبدأوا يدعون الجميع لمشاهده، نظرًا لتناوله العديد من القضايا الهامة، وسعيدة بالنجاح الكبير الذي حققه وقت عرضه، ومشاركتي فيه تعتبر إضافة كبيرة لرصيدي الفني.   *ما الصعوبات التى واجهتك أثناء تصوير المسلسل؟ أن المسلسل تم تصويره في ظروف فيروس كورونا، بالإضافة إلى أننا كنا نقوم بالتصوير في شهر رمضان وفي درجة حرارة مرتفعة جداً، فالجو كان سيئاً وقتها، وهذا كان أمراً مرهقاً بالنسبة لي.   *من البطل الحقيقي للمسلسل من وجهة نظرك؟ البطل الحقيقي كان السيناريو فالأساس الذي تربينا عليه إن الدراما في الأول والآخر تكون قائمة على السيناريو ولابد أن يكون البنيان صحيحاً.   *ماذا عن كواليس تعاونك مع الفنان أحمد وفيق؟ الكواليس كانت رائعة، فأنا تجمعني علاقة صداقة قوية بالفنان أحمد وفيق، فسبق وتعاونت معه في أكثر من عمل منهم"ماما في القسم"، "الوديعة"، و"الذئاب"، "عوالم خفية"، وغيرها من الأعمال، فهو إنسان جميل وأخ عزيز، بالإضافة إلى أنه فنان مثقف وموهوب جداً، وسُررت كثيراً بالعمل معه.   *هل اختلفت معاييرك التي وضعتيها لنفسك حالياً عند اختيارك لأعمالك عن الماضى؟ نعم، فقد اختلفت كثيراً عن الماضي؛ لأنني أصبحت أكثر خبرة ومهارة عن السابق، كما أنني أقوم دائماً بمشاهدة أعمالى الماضية لكي أقوم بتقييم نفسي وأعرف مميزاتى وعيوبي لكي اتفادها بعد ذلك.   *من وجهة نظرك.. ما السبب وراء ندرة الأعمال الإجتماعية في وقتنا الحالي؟ لأن المنتجين أصبحوا يجرون وراء الأعمال التي تحقق إيرادات كبيرة والتي يصبحون من خلالها حديث الجمهور على السوشيال ميديا مهما كانت محتواها، وأنا اعتدت أن أكون صريحة مثل والدي، وهؤلاء المنتجون "لبسونا فى الحيط"، وعدم الاهتمام بالدراما هو الذي وصلنا للمجتمع الذي أصبحنا بداخله حالياً، لذا أتوجه بالشكر لشركة "سكريمو ميديا" التي أنتجت مسلسل "ولاد ناس" لإنه من الصعب حاليًا أن تجد منتج مهتماً بالدراما الإجتماعية.   *ولماذا قلت الأعمال الهادفة؟ بسبب اهتمام المنتجين بالبحث عن الأعمال التي تُجلب لهم أموالاً هائلة، وأتمنى ألا يستمروا في الضحك على الناس بقولهم "الجمهور عايز كده"، فالعمل الجيد هو الذي يصل للجمهور، والدليل على ذلك أن مسرحية "الملك لير" ظلت تُعرض عاماً كاملاً بدون توقف، فقد ارتبط الجمهور بها، وحققت نجاحاً كبيراً بفضلهم.   *وما رأيك في فكرة اعتماد أغلب الأعمال الدرامية على البطل الأوحد؟ تلك مشكلة كبيرة كنا نعانى منها منذ فترة، فالدراما التلفزيونية لا تصح أن تتنسب لشخص واحد؛ وإذا قدمت عمل كبير لابد أن يضم مجموعة من النجوم ومثال على ذلك مسلسلي "الشهد والدموع"، و"ليالي الحلمية" وهذا ما تربينا عليه في الدراما، و والدي فريد شوقي قدم فيلم من إنتاجه"هكذا الأيام" بطولة نورا، وبالرغم من ذلك كان دوره صغيراً، فالمسألة ليست بالكم ولكن بمدى تأثيرها في الجمهور، وتقييم الجمهور للفنان ليس له علاقة بالبطل الأول أو الثاني، ودليل على ذلك الفنان الراحل نور الشريف قال لي أثناء تصوير مسلسل "العطار والسبع بنات :" سيبك من ترتيب الأول والثاني الناس ليها ترتيباتها الخاصة وهي التي ستصنفك".   *ما دور زوجك في حياتك الفنية؟ زوجي شريك نجاحي، فهو متحمل لظروف لمهنتي المرهقة؛ لأنها مهنة ليس لها مواعيد، فمن الممكن أن أظل في منزلي لمدة خمسة أشهر بدون عمل، وبعد ذلك أتعاقد على عمل تُجبرني ظروف تصويره للابتعاد شهرين أو أكثر عن أسرتى، ولابد أن أشكره على وقوفه بجانبي؛ لأن الإبداع فى الأدوار التى ألعبها يتطلب أن أكون مستقرة فى بيتى بشكل كبير.   *برأيك..هل الفن رسالة أم أنه وسيلة للتسلية؟ أنا تربيت في بيت فريد شوقي وأرى أن الفن ليس للتسلية بعض النظر عن اختلاف الأراء في تلك النقطة، فكل شخص حر في رأيه.   *ما رأيك في سخرية بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من أفلام التسعينات؟ أشعر بحزن شديد عندما أرى ما يكتبونه بطريقة سيئة عن تلك الأفلام، فهم كسروا كل شئ حلو فينا، والمدهش في الموضوع أنهم يحكمون على أعمال الثمانينات والتسعينات بالرغم من اختلاف تلك العصور عن وقتنا الحالي، والجمهور فى ذلك الوقت كان يفهم جيدًا المعنى الحقيقي للفن، وكانت نظرته للفنان مختلفة تمامًا عن الآن.   *ما الأمنية التي تتمنين تحقيقها خلال الفترة المقبلة؟ أتمنى أن تهتم الدراما بالأسرة ومشاكلها بشكل أكبر لأن ما يهم المشاهد هو أن يجد العمل معبراً عنه وعما يواجهه يومياً في حياته.