«سادن الليل» و«أجفان المجاز» ‏ في بيت الشعر بالشارقة

  • 7/1/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة في الشارقة مساء يوم الثلاثاء، 29 يونيو 2021، قراءات شعرية شارك فيها كل من حمد الرحمة والدكتور أكرم قنبس ومهند الشريف وهبة الفقي، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر وعدد من محبي الشعر والثقافة في جو التزم بالإجراءات التي فرضتها جائحة كورونا، وقدمتها أمل المشايخ، التي تحدثت عن دور إمارة الشارقة في الحفاظ على حيوية الشعر واستمرار حضوره رغم الجائحة التي أوقفت الكثير من الأنشطة. وافتتح القراءات الشاعر حمد الرحمة الذي أضاء بمصباح وجده عتمة الليل الذي يرافق القصيدة وهمومها في جو يعلن معه التحدي من أجل كتابة نص شعري يعبر عن خلجات الروح، ومما قرأ من «سادن الليل»: كونوا هباء لطيفاً قد يصير شذىً.. ثم اغفروا، ومن الغفران فانتقموا لأن في الحبر سراً غامضاً ألِقاً.. إن كَررَ الحرف يوما ناله الألمُ لا بد من حيرة تنثال أغنية.. لا بد من شطط يبكيه مُصطَلمُ مزج الغرابة بالحبر الشغوف أسىً.. هو الدواء ليحيا الشعر والقلمُ سماواتٍ مفتوحة وقرأ الرحمة نصاً مفتوحاً على تساؤلات كثيرة، وسماواتٍ مفتوحة، وقلق دائم يرافق الشاعر، ومنه: تعودتُ أنْ أستثير الغضبْ مُكيلاً لنقدٍ وتجريح ذاتْ.. لأنيَ لا أستسيغ الحوارَ سوى كوسيلة غوصٍ إلى باطنٍ من هلامْ…يقودُ إلى اللا مكان.. يقودُ إلى اللازمان..وألغي وجودي…ولا زلت أسألْ…أكلٌّ يصيرُ إلى كل شيءٍ..؟ فيحيا ويفنى ويحيا ويفنى؟ومن ثُمَّ ماذا؟ وقرأ الشاعر مهند الشريف قصائد رمزية عالية، مضمخة بالحزن الذي يسكن الذات فيشعل جذوة القصيدة، ومن حزن المدينة قرأ: هجرته أسراب السنونو وانتهى حزن المدينة بين عاصفتين والحلم الكبير سألته خادمة الشتاء، ألم يحن بعد الظهور، فأجاب لا الحزن غادر قريتي فعلى المدينة أن تدير الظهر للعشاق. وحلق مؤيد إلى سماء أخرى متخيلاً سكناً مختلفاً ربما يكون أكثر تأثيثاً من سكنٍ يحاصره بضبابية المشهد والخوف من القادم، ومن «أبد السماء» قرأ: لو كان قبري في السماء ما كنت أنزل هذه الأرض التي ابتلعت حصاد الحلم من عشاقها، تركتْهُمُ كلمات تاريخٍ بلا روحٍ ولا مأوى، يحاصرهم ضباب الخوف حرمان الشتاء، وكأنني قدر الضفاف لنبتة تنمو على شهد الغيوم، وتنحني لاثنين عاشا يسكبان هواهما في دفترين بلا غناء. قابضة على الضوء وقرأت الشاعرة هبة الفقي مجموعة من النصوص التي تخاطب فيها الموجودات، وتسأل الريح وهي تجمع ذاكرتها وترسم بالوحدة صورة لمستقبل قد ينهمر ضوؤه فتقبض عليه، ومن قصيدة «قابضة على الضوء» قالت: تِـلْـكَ الْحَيــاةُ بِنــا تَــزْدادُ بَهْجَتُها.. ولا تَطيـــبُ إِذا لَــمْ نُـدْرِكِ الْعِبَـرا نَحْنُ اكْتِمالُ الْهَوى في كُلِّ قافِيَــةٍ.. نَحْنُ الّلُغاتُ الّتي كَمْ أَنْجَبَتْ شُعَرا لَيْسَ انْتِصـارًا إذا سُمّيــتَ لي رَجُــلا.. النَّصْـرُ.. أنْ تَدْخُـلَ الْوِجْدانَ مُنْتَصِــرا وكما يمارس الشعراء شغبهم مع المعاني، راقصت الشاعرة قصيدتها على أجفان المجاز التي تفجر قدرات المفردة على التعبير عن مكنونات الروح وخلجات المشاعر، ومن قصيدة «رَقْصٌ عَلى أَجْفانِ الْمَجازِ» قرأت: لِأَجْلِكَ قَدْ أعْلَنْتُ ثَوْرَةَ أَحْرُفي وقَلْبي عَلى كُلِّ الْقَواعِدِ ثارا فَعولُنْ مَفاعيلُنْ تَمَرَّدَ لَحْنُها.. لِيَتْرُكَ أنْغامَ الْخَليلِ حَيارى ويَأْخُذَ مِنَ عَيْنَيْكَ أنْغامَ سِحْرِهِ.. فيُصْبِح رَمْزًا لِلْهَوى وَشِعارا تَعالَ نُذيقُ الشِّعْرَ طَعْمَ وِصالِنا.. فَقَدْ صارَ ريقُ الْأُمْنِياتِ قِفارا نجوى القصيد واختتم القراءات الشاعر الدكتور أكرم قنبس بلغة شفيفة تلامس الواقع بصور آنية تنقلها بلا تكلف أو مواربة، معلنة عن مواضيع تتعلق بالذات والإنسانية، مثل «حكاية إخوان شمّا» التي يقول فيها: قالوا لَها: أَبْشِري، هَيَّا ارجِعي، وَغَداً نَلْقاكِ في الحَيِّ في يُسْرٍ وَتَحنانِ إِذا رَأَيْتِ خُيولاً زَغْرِدي فَرَحاً.. قولي: لَقَدْ جاءَ أَحبابي وَإِخواني وحلق بقصيدة وجدانية لامست شغاف القلب وهي تسيل بماء الشعر وعنونها «نجوى القصيد لعينيها» ومنها: مِن الرّموشِ أفاضَ النّورُ، وابتَهلا.. وسالَ في وَجْنتيها وَرْدُها خَجلا لا ليسَ يَكتمُني شوقٌ لِغُرَّتِها.. فقد أذابَتْ لَنا في رِمْشِها عَسلا بِه تعافى فؤادي كُلّما هَمستْ.. أهدابُها، أوْ لَنا قد بَرْعَمَتْ أَملا تهفو لِمُقلتِها روحي مُدندِنَةً.. شَذا القصيدِ الّذي أذكيتُهُ غَزَلا وفي ختام الأمسية كرم محمد البريكي الشعراء ومقدم الأمسية.

مشاركة :