«الخمارة».. فريج الكرم والجود

  • 7/2/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تتحدث رفيعة محمد عبيد الخميري عن فريج «الخمارة» في أبوظبي الذي ولدت وترعرعت فيه، فإنها تستدعي تاريخاً عريقاً وحياة مليئة بالأحداث والمواقف والقصص، تعكس جانباً من الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأهل الفريج وللمنطقة. توسط فريج «الخمارة» فرجان منطقة الظهر الواقعة على ساحل مدينة أبوظبي، حيث يقع الحصن والمسجد الكبير (مسجد العتيبات)، وكان فريج الخمارة نسبة إلى «الخميري» ضمن العديد من الفرجان (آل بوفلاح والقبيسات والرميثات والقمزان والعريفات والهوامل والبحارنة). المرأة كانت عنصراً فعالاً في فريج «الخمارة» (أرشيفية) المرأة كانت عنصراً فعالاً في فريج «الخمارة» (أرشيفية) ورغم أن فريج «الخمارة» الذي سمي على اسم أهله، تحول إلى منطقة عصرية على كورنيش أبوظبي، إلا أنه مازال راسخاً في ذاكرة رفيعة الخميري، بمجمل تفاصيله وأحداثه وكرم أهله وجودهم ، مؤكدة أن هذا الفريج كان أهله من الصيادين، ميسوري الحال، وكانت بيوتهم من العرشان «الوسيعة»، يقضون الشتاء في أبوظبي، بينما يشدون رحالهم إلى مسندم وخصب ومناطق القيظ برأس الخيمة عبر سفنهم. وأضافت: كنا نستعمل سفينة كبيرة وسيلة للنقل، يجتمع فيها كل من يرغب في المقيظ في هذه المناطق، كما يتم تحميل السفينة بالمؤونة التي نحتاج إليها، وأذكر أن الرحلة كانت تستغرق يومين أو 3 أيام، ونمكث هناك 3 أشهر. وأوضحت أن سوق أبوظبي القديم شكل جسر تواصل بين فريج الخمارة ومختلف الفرجان، حيث كان عبارة عن دكاكين، كل دكان متخصص في بيع بضاعة واحدة، سواء سكر أو طحين، أو أرز أو فحم أو أقمشة وغيرها من المواد.. بينما كان بيع الأسماك من الأمور التي يعود جزء منها للنساء، حيث كان يشهد السوق مشاركة فعالة للمرأة في ذلك الوقت. كما أكدت أن أبوظبي كان بها الكثير من تجار اللؤلؤ والنواخذة و«الغواويص» والسيوبة، وهم أهل كرم وطيب وضيافة وبيوتهم ومجالسهم مفتوحة للجميع. فريج «الخمارة» يتوسط باقي الفرجان الواقعة بمنطقة الظهر على كورنيش أبوظبي (أرشيفية) فريج «الخمارة» يتوسط باقي الفرجان الواقعة بمنطقة الظهر على كورنيش أبوظبي (أرشيفية) منصة اجتماعية شريط من الذكريات عَبَرت من خلاله محطات حياتها في فريج جمع أهله على المحبة والتعاون والتكافل، من الطفولة وصولاً إلى اليوم، مناسبات وتفاصيل، وحياة ضاجة بالأحداث، اتسمت بالبساطة والترف في الوقت نفسه، رزقهم من البحر والزراعة ومساكنهم عرشان وخيام، عاشوا على الغوص وصيد السمك، أعراسهم تدوم أسابيعَ، وأعيادهم فرحٌ يدوم 3 أيام، شُهد لأهله بكرم الضيافة وحب الغريب، مشيرة إلى أن فريج «الخمارة» تميز بموقعه على البحر، هناك كان الأطفال يلعبون والكبار يقضون وقتاً ممتعاً، مملوءاً بالأحاديث وتداول أخبار المجتمع والفريج، وكان الفريج يشهد تعاوناً فعلياً، بين الرجال والنساء، يتشاورون ويتبادلون أطراف الحديث ويطلعون على أحوال الصيد ومناقشة أمور الفريج. توضح لحفيدها مكان فريجها توضح لحفيدها مكان فريجها عرشان وأكدت أن البيوت كانت عبارة عن عرشان بفتحات بين سعف النخيل في الصيف لتمرير الهواء، بينما تكون متراصة في الشتاء لحماية أهلها من لسعات البرد، كما تميز بوجود الخيام، أما بيوت كبار التجار والمقتدرين، فإنها تكونت من الجص والحصى، مشيرة إلى أن أهل الخمارة لم يعرفوا الحاجة، وقالت: «كان أجدادنا وآباؤنا من (السّمّاكين) الكبار، بحيث كان رزقنا من البحر والمزارع الممتدة، وكانت النساء تربي الدواجن والخراف والماعز في بيوتها، مما جعلنا نعيش في رخاء دائم، حيث إن أغلب أبناء الفريج يعيشون حياة الاستقرار، وهم إما يعملون في الصيد البحري أو في الزراعة. تمارس صناعة البخور التي ورثتها عن جدتها تمارس صناعة البخور التي ورثتها عن جدتها ترابط واتسم فريج «الخمارة» بترابط الأسر وتكاتفها فيما بينها وتعاونها واندماجها، وبالروح الاجتماعية وتقارب الخيام، وعاش أهله متعاونين على السراء والضراء متعاونين ومتكاتفين، وكانت البيوت عبارة عن عرشان متقاربة مما أدى إلى روح الألفة بين الأسر التي تزاوجت فيما بينها وكبرت. الأعراس والمناسبات قالت رفيعة الخميري: شكلت الأفراح في فريج الخمارة أحد مظاهر التكافل والتراحم والتعاون، حيث كان الجميع يتعاونون، تخيط النساء ملابس العروس، وتعد زينتها، وتحيي الحفلات بالطبل والعيالة، أما الأعياد فكانت تشكل مظاهر أخرى من الفرح، حيث تزدهي النساء والأطفال بالملابس التي تخيطها النساء، مؤكدة أن أغلب النساء كنَّ يتقِنَّ أكثر من حرفة يدوية، حيث ورثت صناعة البخور والدخون عن جداتي وما زلت أمارسها. دور المرأة بالحديث عن دور المرأة في فريج «الخمارة» كما في باقي الفرجان في ذلك الوقت، أكدت رفيعة أن المرأة كان لها دور كبير في الفريج، حيث كانت الأم وراعية البيت في غياب زوجها، وكانت الطبيبة والمداوية، من خلال التداوي بالأعشاب وقِبالة النساء، بينما كانت تعرض المنتجات الزراعية في السوق وتبيع الأسماك، الذي يصيدها زوجها، كما كانت النساء تصنع زينتها وتخيط ملابسها بنفسها.

مشاركة :