«كنز التمور» في وادي الدواسر من الجصة والعيبة الى خطوط الانتاج الحديثة

  • 10/11/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فيما لازالت بعض النسوة في محافظة وادي الدواسر تشمر عن ساعديها منذ بدء شهر أغسطس حتى منتصف شهر اكتوبر للقيام بمراحل كنز التمور أو ما يعرف في أوساط المجتمع المحلي بوادي الدواسر بـ « الحشية « ، فيما كنا يقمن بكنزها في العقود الماضية في ما يعرف بالجصة او العيبة او السمور والبعض في التنك ، الا ان المصانع الحديثة قضت على تلك الوسائل وتبقى للمرأة بوادي الدواسر تنقيته فقط ، وان كانت بعض الأسر لا زالت تعتمد على العمل المنزلي في كنز احتياجها السنوي . صحيفة ( البلاد ) التقت بالمزارع سعيد بن عبدالله آل حسينة في السبعينات من عمره وهو يشرف على عمالة تقوم بتعبئة التمور في صفائح التنك والذي اكد ان تلك التمور هي من الأصناف التي لم تعد مرغوبة لدى ابناء المحافظة ويتم كبسها في تلك الاوعية بطريقة بدائية وتصديرها لبعض الدول المجاورة التي لا يوجد بها وفرة من النخيل ، ويحدثنا عن وقت مضى كانوا يقومون بكنز التمر فيما يعرف بالجصة التي يوضح لنا انها بناء من الطين بارتفاع مترين تقريبا لها باب صغير وفي اسفلها فتحة يخرج من خلالها « الدبس «، فيما يقوم ابناء البادية بحشو أو كنز التمور فيما يعرف بالعيبة وهو وعاء من جلد الابل يوضع فيه التمر بما يزيد على الـ 60 كيلو غرام ، كما ان بعض الأسر تحفظ تمرها فيما يعرف بالسمور وهو أناء من المعدن الابيض بشكل اسطواني صنع في وقت مضى لحفظ الماء ويستفاد من صنبوره في اخراج الدبس الذي يحصل من تراكم التمور على بعضها داخل ذلك الوعاء ومن ثم يباع على أبناء الباديه الذين كانوا يستخدمونه في عكك السمن . وبين ال حسينة ان ابناء المحافظة كانوا يكنزون تمر « السري « لبيعه على أبناء البادية أما بمقابل مادي أو عيني او رهان قطعة سلاح من اسلحتهم بما يوازي سعرها . وتؤكد لنا أم سعد انها هي من تقوم بعمل تمر اسرتها حيث تقوم بشراء تمر من نوع الخلاص وتقوم بتنظيفه ومن ثم « تصويله « وهي مرحلة غسله وشطفه بالماء ثم كبسه في علب بلاستيكية ذات اوزان مختلفة تبدأ بـ 1 كيلو الى 3 كيلو ، وتقول انهم كانوا يقومون بكنزه في أكياس بلاستيكية شفافة . وأوضحت انها تقوم بعمل انواع من التمور لمنزلها بحشوة بالفستق او اللوز خاصة من نوع « الصقعي « . ويذكر لنا ابراهيم محمد الدوسري أحد بائعي التمور بالمحافظة ان الاسعار تختلف بحسب نوعية وجوده ووزن كل عبوة ، فكرتون خلاص الوادي الذي يزن 8 كيلو النوع الممتاز منه قد يصل الى 200 ريال وقد يصل ذي حجم التمرة الصغيرة الى 60 ريال ، كما ان الانواع الاخرى التي ليست من التمور المرغوبة لدى ابناء المحافظة كما هوالخلاص فتكون اسعارها اقل من ذلك . وتوجد اليوم بالمحافظة عدة مصانع حديثه لتعبئة التمور تجد اقبالاً كثيرا منذ بدء موسم الصرام والتقينا بأحد اصحاب تلك المصانع ويدعى حسين النجراني الذي قال ان مصنعهم قد وفر افضل الأجهزة الحديثة لتعبئة التمور حيث تبدأ مراحل التعبئة منذ استقباله من الزبون ثم تتم عمليه الفرز فإزالة الشوائب ، ثم الغسل ، فالتدفئة ثم التعبئة وتفريغ الهواء و الكنز . وقال ان التعبئة الآلية افضل من اليدوية حيث تخضع تلك المصانع لعملية تعقيم ونظافة ويقوم بالعمل فيها أيدٍ ماهرة ومدربة.

مشاركة :