منذ تم التوقيع على اتفاقية شنغن في عام 1985، أخذت الحدود الداخلية بين عدد كبير من الدول الأوروبية في الاختفاء تدريجيا. منطقة شنغن بأسرها، والتي تتألف من 26 دولة أوروبية و16،500 كيلومتر من الحدود، ألغت جوازات السفر وأي نوع من الرقابة على الحدود وسمحت بحرية حركة البضائع والمعلومات والأموال والأشخاص. ويمثل اتفاق شنغن تقدما كبيرا في التوحيد التدريجي لأوروبا وتنمية الوعي الأوروبي. هذا التحول في العلاقات الأوروبية سلط عليه الضوء عندما منحت جائزة نوبل للسلام للاتحاد الأوروبي في 10 ديسمبر عام 2012. المصور الإيطالي فاليريو فينتشنزو قضى السنوات الثماني الماضية في تصوير هذه الحدود الداخلية التي تلاشت بين المناظر الطبيعية وفي أذهان البشر. فاليريو حمل معه كاميرا متوسطة الحجم، ونظام تحديد المواقع، وخرائط مفصلة، وسافر عبر جميع الحدود الأوروبية لتنفيذ مشروعه. وقال المصور في مقابلة له مع موقع (سي إن إن) الأميركي، أن صور الحدود التي التقطها تختلف تماما عن مفهوم الحدود العام فكثيرا ما نربط الحدود بالأسوار والأسلاك الشائكة ودوريات العسكر، إذ تظهر الحدود اليوم هادئة جدا وسلمية، تسودها المناظر الطبيعية الجميلة، هذه هي حدود المستقبل، وفقاً لتعبيره. وأوضح فينتشنزو أن فكرة العيش أو السفر إلى جميع أنحاء الدول الأوروبية كان أمرا مستحيلا خلال الحرب الباردة، ولعل إلغاء الحدود يعتبر الحدث التاريخي الأهم في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وأردت من خلال صوري تسليط الضوء على هذا التغيير الجذري. وأضاف المصور: لقد عاشت أوروبا قرونا من الحروب تتقاتل فيما بينها لإقامة حدودها وفرض الرقابة على الأشخاص الراغبين في عبورها من خلال ذلك يمكننا قياس مدى التقدم الذي حققته المواقف الأوروبية في مجال الحرية والثقة المتبادلة . وعرض المصور مشروعه الفوتوغرافي الذي أطلق عليه عنوان خط الحدود، وحدود السلام في مقر اليونسكو بباريس شهر سبتمبر الماضي.
مشاركة :