أبزرت صحف عربية صادرة صباح الأحد 11 أكتوبر/ تشرين الأول تصاعد الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في الأراضي المحتلة المستمرة منذ عدة أسابيع. ويشيد بعض الكُتاب بما أسموه بـالهبّة و الإنتفاضة الشعبية في ظل استمرار الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطنيين و ما نعته بعض المعلقين بـتلكؤ الفصائل الفلسطينية في مواجهة إسرائيل سياسيا. ظلم تاريخي تعزو جريدة الشروق الجديد المصرية في صفحتها الأولى تصاعد الإضطرابات إلي الإنتهاكات اليومية للمسجد الأقصى من قبل مستوطنين وجنود الإحتلال منذ بداية الشهر الحالي. وفي الوسط البحرينية، يصف قاسم حسين الاحتجاجات الفلسطينية بـالانتفاضة الجديدة. يقول الكاتب: لم يكن هذا الانفجار مفاجئا ولا مستغربا، فهذا الشعب المعلّق على الصليب منذ سبعين عاماً، يهبُّ كلَ عشرة أعوام في ثورات غضب وانتفاضات، ما أن تهدأ ثورة حتى يستجمع الشعب قواه ثانيةً حتى تنفجر أخرى، بسبب تراكم الظلم التاريخي واستمرار الاستهانة بوجوده وكرامته. وفي الغد الأردنية، يتوقع أيمن الصفدي أن تخسر إسرائيل المواجهة مع الفلسطينيين على المدى البعيد. يقول الصفدي: الهبّة الحالية ليست وليدة الاعتداءات على المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف فقط. تلك كانت الشرارة التي فجّرت غضبا راكمه استمرار تدهور أوضاع الفلسطينيين الاقتصادية والسياسية، وتَعمق اليأس من إمكانية التوصل إلى حل سياسيٍ يُنهي الاحتلال. استمرار هذا اليأس سيدفع الفلسطينيين إلى الإيمان أنَّه لم يعد هناك كثير يخسرونه، وأنَّ أيّ وضعٍ سيكون أفضل من واقعهم. ستنطلق هبّاتٌ أقوى ستُنتج قياداتٍ جديدةٍ مستعدةٍ لتقديم تضحيات أكبر، ولإيجاع إسرائيل بأيِّ وسيلة وبأي ثمن. في صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية، يدافع عمر الغول عن الـهبّة الشعبية التي يؤكد أنها جاءت كرد فعل لـسلسلة العمليات الإجرامية بالقتل والجرح والاعتقال لأبناء الشعب دون وازع أخلاقي أو قانوني من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي. يقول الغول: إذن فالهبة الشعبية البطولية حق مشروع، وواجب على كل مواطن فلسطيني معني بالدفاع عن قضيته الوطنية. وأهميتها الاساسية، تكمن في تطوير وتعزيز وتعميم المقاومة الشعبية في ارجاء الوطن، لارغام إسرائيل وأمريكا وكل من له مصلحة في تحقيق التسوية السياسية وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67، الاندفاع فورا ودون تلكؤ للالتزام باستحقاق عملية السلام على المسار الفلسطيني الاسرائيلي، ووضع نهاية كاملة وأبدية للاحتلال الاسرائيلي. مصلحة للفلسطينيين من جانبه، يشيد أيمن الحماد رئيس تحرير صحيفة الرياض السعودية باحتجاجات الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، و التي يقول إنها أدت إلى قلق واضح في صفوف الحكومة الإسرائيلية. و يضيف الكاتب: إن المطلوب اليوم هو توحيد الموقف الفلسطيني والتضحية بأي مواقف أو تحفظات سواء من سياسيي رام الله أو غزة احتراماً لمن سقطوا في المواجهات، وكذلك حماية لأي مكتسب سياسي قد ينتج عنها. يجب أن يدرك الفلسطينيون أن الوضع العربي اليوم يمضي في ظل أفق ضبابي ووضع متبعثر، لذا فإن استجداء الحل من الدول الإقليمية أو الدولية لن يفلح ولن يؤتي ثماره. في الدستور الأردنية، ينتقد ماهر أبو طيرالسلطة الفلسطينية و يرى أن قيام انتفاضة فلسطينية سيكون في صالح الشعب الفلسطيني. يقول أبو طير: الانتفاضة الفلسطينية مصلحة للفلسطينيين، مصلحة لاعادة تشكيل الواقع، وتشكيل قيادة جديدة، بمعزل عن الحاضنات التي تحولت وظيفتها الى تجميد الناس وتقليم أظافرهم، مصلحة للمسجد الاقصى لأنه عنوان لها، مصلحة لانه يعيد توحيد الشعب الفلسطيني بدلاً من تقسيمات غزة والضفة والقدس والثمانية واربعين، مصلحة لان نقف في وجه الاحتلال، بالدم وغير الدم. على المنوال ذاته، يصف علي جرادات في الخليج الإماراتية الفصائل الفلسطينية بالـمتلكئة. يكتب جرادات: إننا أمام تطور ميداني كبير أحدث تخبطاً داخل حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية، لكنه، في الوقت ذاته، أدخل الحالة الوطنية، الرسمية والفصائلية، المنقسمة، في ارتباك سياسي، يظهر عدم جاهزيتها وقلة استعدادها، وبالتالي، عجزها عن توفير الشروط اللازمة لمواجهة فاشية حكومة المستوطنين، وكسر عنجهية رئيسها، نتنياهو. ولا عجب، فالعجز هنا حصيلة منطقية لاستمرار تجريب خيار أوسلو العبثي، ولعدم طيّ صفحة الانقسام المدمر.
مشاركة :