اعتبر رئيس مجلس النواب أحمد الملا -في كلمة ألقاها أمس في حفل افتتاح الدور الجديد- أن ما نواجهه من ظروف اقتصادية استثنائية يضعنا جميعا أمام مسؤولياتنا الوطنية، في دعم ومساندة كافة الاجراءات التي تقوم بها الحكومة لتنفيذ توجيهات جلالة الملك، وتخفيف الأعباء التي تتحملها الدولة، من أجل ضمان المستقبل الأفضل للأجيال القادمة، والحفاظ على المنجزات، وحماية المكتسبات، والدفع بمشاريع البنى التحتية والخدمات الحيوية، لخدمة الوطن والمواطن باعتباره الثروة الحقيقية للبلاد. وأكّد الملا في كلمته أن افتتاح دور انعقاد المجلس الوطني يمثل مناسبة وطنية، وتقليدا دستوريا مهما، ينتظره أبناء مملكة البحرين، وممثلوهم في السلطة التشريعية في كل عام، لما يحمله من دلالات رفيعة، على تطور المسيرة الديمقراطية، بوصفها واحدة من ثمار المشروع الاصلاحي، الذي تقودونه جلالتكم، كما تمثل هذه المناسبة، فرصة مهمة، لأعضاء المجلس الوطني، للاستماع إلى توجيهات جلالتكم الحكيمة، التي ترسم لهذا الوطن طريقه نحو التقدم والنماء. وقال الملا إن المسيرة الديمقراطية في مملكة البحرين، تسير بخطوات ثابتة رصينة، وحققت إنجازاتٍ واضحةً في خدمة الوطن والمواطنين، على المستويين الداخلي والخارجي، وقد شكل دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع، لبنة جديدة ونوعية، أضيفت إلى ما تحقق من انجازات متعددة، لمجلسي النواب والشورى، طيلة الفصول التشريعية الماضية. وأهمها إقرار مجلس النواب لبرنامج عمل الحكومة في خطوة ديمقراطية رائدة، وللمرة الأولى في مملكة البحرين منذ عام 2002، وعبرت بوضوح عن مستوى راق من التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. وذلك بفضل التعاون الوثيق الذي أبدته الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وبالدعم المتواصل من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، مضيفاً سوف نواصل العمل والإنجاز معا، عبر تعزيز التعاون المشترك، واحترام مبدأ الفصل بين السلطات، في دولة القانون والمؤسسات، وعبر تفعيل المزيد من الأدوات الدستورية والبرلمانية في المرحلة المقبلة. وقال الملا مخاطباً جلالته إن مملكة البحرين وفي ظل قيادتكم الرشيدة تبوأت مراكز متقدمة عديدة، ونالت الجوائز الدولية في مجالات مختلفة، الأمر الذي يستوجب مضاعفة الجهد والعمل والإنجاز المتواصل، من أجل توفير الأمن والأمان والاستقرار للوطن والمواطنين. وإن توجيهاتكم السامية للحكومة، في التعاطي الإيجابي للتعامل مع التحديات الاقتصادية القادمة، تعبر عن تحليل دقيق ورؤية ثاقبة، لحقيقة ما نواجهه من ظروف اقتصادية استثنائية، مما يضعنا جميعا أمام مسئولياتنا الوطنية، في دعم ومساندة كافة الاجراءات التي تقوم بها الحكومة لتنفيذ توجيهات جلالتكم، وتخفيف الأعباء التي تتحملها الدولة، من أجل ضمان المستقبل الأفضل للأجيال القادمة، والحفاظ على المنجزات، وحماية المكتسبات، والدفع بمشاريع البنى التحتية والخدمات الحيوية، لخدمة الوطن والمواطن باعتباره الثروة الحقيقية للبلاد. ودعا الملا جميع الإخوة المواطنين إلى التعاون والتعاضد من أجل مصلحة الوطن، والقيام بالدور والمسئولية الواجبة، والحذر من الدعوات التي تضمر الشر للوطن، وتستغل حرية الرأي والتعبير في الوسائل الإعلامية المتعددة، وإنني لعلى يقين بأن أبناء مملكة البحرين المخلصين، وما توارثوه عن الآباء والأجداد، من قيم الوفاء والولاء، والتضحية وصدق الانتماء، لن يتوانوا عن بيان المواقف المخلصة من أجل الوطن العزيز. واعتبر الملا أن العنف والتطرف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية في الداخل والخارج، ضد البلاد، والمدعومة من إيران وغيرها، والتي تستهدف أرواح المواطنين والمقيمين ورجال الأمن، والممتلكات العامة والخاصة، لن تعيق العملية الديمقراطية، ولن تنال من عزيمة وإصرار شعب البحرين بمختلف أطيافه، للتمسك بوحدته، وبمؤسساته الدستورية، وإنجازاته الوطنية، في ظل قيادتكم الحكيمة. وإننا في السلطة التشريعية نشيد بالإجراءات التي اتخذتها الدولة ضد ايران لاستمرار تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للبحرين، ودعمها للجماعات الارهابية بالمال والسلاح والتدريب، في خرق واضح ومستمر لقواعد القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار والاحترام. وقال إن ما تتعرض له المملكة العربية السعودية الشقيقة، وباقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من مؤامرات وأعمال إرهابية، تستهدف أمنها واستقرارها، يتطلب منا الوقوف معا، صفا واحدا، لمواجهة هذا الإرهاب الأعمى، الذي أصبح يشكل تهديدا خطيرا على دولنا وشعوبنا، كما أن عملية عاصفة الحزم وعملية إعادة الامل، التي تقوم بها دول التحالف العربي، تُعبر عن التلاحم ووحدة المصير، بين دول المنطقة في مواجهة الأخطار. وتوجه الملا باسم جميع أعضاء السلطة التشريعية بخالص التقدير والاحترام، لجنودنا البواسل في قوة دفاع البحرين، على مواقفهم البطولية التي أظهروا فيها احترافية عالية وجاهزية متطورة، في أداء مهامهم المقدسة وواجبهم الوطني، دفاعا عن الخليج بأجمعه.. والرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار الذين جادوا بدمائهم الزكية الطاهرة، من أجل الاوطان، والتحية والتقدير لرجال الحرس الوطني ووزارة الداخلية ولكافة منتسبي الأجهزة الأمنية، لما يقومون به من جهود مخلصة، وما يقدمونه من تضحيات من أجل مملكة البحرين. وأشار إلى أن ما تمر به بعض الدول العربية من حالة عدم الاستقرار، تدعونا للتحرك البرلماني، تجاوبا مع توجيهاتكم السديدة، لدعم العمل الجماعي، والحفاظ على الكيان العربي، مؤكدين بأن القضية الفلسطينية ستظل على الدوام، ضمن أولويات العمل البرلماني العربي، تماما كما هي من ثوابت العمل البحريني الوطني، وصولاً الى الحل العادل الشامل، واقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقال الملا إن شعباً اختار قيادته بملء إرادته.. منذ الفتح الأغر، بقيادة الشيخ أحمد بن محمد الفاتح، الذي أعاد البحرين لعمقها العربي الإسلامي، ثم عهد ابنه، الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح، الذي بذل جهودا جليلة، للحفاظ على البحرين، آمنة مستقرة، مرورا بتعاقب الحكام، إلى عهد الشيخ علي بن خليفة، وابنه الشيخ عيسى بن علي، باني البحرين الحديثة، وبعدها حقبة الاستفتاء والاستقلال، واختيار الشعب البحريني لانتمائه العربي والحكم الخليفي، في عهد سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمهم الله جميعا، وطيب الله ثراهم، وصولا لعهدكم الإصلاحي، الذي أنبثق مع التصويت الشعبي، على ميثاق العمل الوطني، والذي حاز على نسبة 98.4%. وتابع إن كل ذلك لدليل على العملية الديمقراطية الصادقة، في هذا الوطن، منذ التاريخ وحتى اليوم.. ومن هنا فإن أعضاء السلطة التشريعية، يجددون العهد لجلالتكم، على العمل المخلص والجاد، وبالتعاون البناء، مع الحكومة الموقرة، وتنفيذ توجيهات جلالتكم، في كل ما يحقق للبحرين تقدمها وازدهارها، ويصون أمنها واستقرارها، ويؤكد رفعتها وعزتها.
مشاركة :