شركة رقمي
نقل من موقع 
أشعة الجهاز تصيب الورم بدقة متناهية وتتفادى الأنسجة السليمة دشن مركز البحرين للأورام أحدث جهاز لتشخيص وعلاج الأورام السرطانية بكلفة مليوني دينار بحريني، لتصبح مملكة البحرين أول دولة بمنطقة الشرق الأوسط تمتلك هذا النوع من الأجهزة الطبية المتطورة والدقيقة، صرح بذلك اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة قائد مستشفى الملك حمد الجامعي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بالمركز صباح أمس. وقال إنه من منطلق التزامنا وسعينا لتقديم رعاية صحية حديثة وشاملة لمرضى السرطان من مواطني مملكة البحرين، تم مؤخرا تدشين جهاز المسرّع الخطي المدمج بالرنين المغناطيسي (MR – Linac Unity) في مركز البحرين للأورام بعد أن تم الاتفاق فيما سبق مع شركة ELEKTAعلى شرائه وتوريده للمركز كأول جهاز من هذا النوع على المستوى الإقليمي، وهو يعتبر ثورة تكنولوجية ونقلة نوعية في مجال علاج الأورام السرطانية وسيلبي حاجات مرضى الأورام في منطقة الخليج العربي ، موضحا بأن العمل الفعلي للجهاز بدأ قبل نحو أسبوعين بعلاج اولى الحالات. وأشار إلى ان الجهاز يعمل على مراقبة وتصوير الورم والأعضاء المهمة القريبة منه باستمرار خلال الجلسة العلاجية لذا يمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي بشكل متواصل أثناء العلاج لعدم وجود انبعاثات إشعاعية (من جهاز الرنين المغناطيسي) مما يمكن من استهداف الورم بدقة عالية بأصغر هوامش من أجل تحقيق نتائج أفضل في بعض الأورام والحدّ من الآثار الجانبية للعلاج، موضحا بأن عملية تثبيت الجهاز تمت بمقاييس ومعايير هندسية معنية ونفذت بمنتهى الدقة وبإشراف الشركة المصنعة حيث بلغت كلفة المبنى المخصص لتركيب الجهاز 400 ألف دينار بحريني. وحول العلاج الإشعاعي أفاد اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة بأن حوالي 60-70% من مرضى السرطان يخضعون للجلسات الإشعاعية العلاجية أو المُلطّفة وأن ما يميز قسم العلاج الإشعاعي في مركز البحرين للأورام الدقة والتوافر في الوقت المناسب، موضحا بأنه منذ بدء العمل في القسم خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية نجح المركز في علاج مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى علاج إشعاعي ضمن الفترات الزمنية المطلوبة دون وجود قوائم انتظار حيث يتم حالياً متابعة ما يقارب 50 إلى 60 مريضًا يوميا في مركز البحرين للأورام مقارنة بـ 20 مريضا فقط في العام 2018م. وقال اللواء طبيب الشيخ سلمان إن المملكة شهدت طفرة مخيفة في عدد حالات الأورام المكتشفة الجديدة وتحديدا خلال الـ 3 سنوات الماضية، تضاعفت بشكل لافت خلال النصف الأول من العام الجاري بتسجيل 1428 إصابة جديدة 40% منها سرطان ثدي، مبينا بأن الأسباب غير واضحة حتى الآن لهذه الزيادة وان الوضع بحاجة ماسة الى إجراء دراسات وابحاث لمعرفة أسبابها، مؤكدا في الوقت ذاته بأن مركز البحرين للأورام وبتوجيهات ملكية من جلالة الملك نجح في تقديم خدمات نوعية ومستمرة وذات جودة كلفة عالية لجميع المرضى وحقق نجاحات في هذا الشأن رغم تداعيات جائحة كورونا. وأضاف ان من مميزات الجهاز انه في حالة تغير شكل الورم أو حجمه أثناء العلاج يمكن للفريق الطبي رؤية ذلك في نفس الوقت والتكيف ووضع خطة جديدة لتغطية الورم بشكل أدق وهو ما يسمى بالعلاج الإشعاعي التكيفي، مشيرا الى انه يتم حاليًا تنفيذ هذه التقنية لسرطان البطن والحوض والأورام الأصغر في أجزاء مختلفة من الجسم، خاصةً عندما يمكن للأورام أو الأعضاء الحساسة التحرك وتغيير موضعها (خلال عملية التنفس مثلاً) أو عندما تكون قريبة جدًا من الأعضاء الحيوية التي تحتاج إلى مراقبة مستمرة أثناء العلاج. وأكد أن دقة التشخيص بمركز البحرين للأورام تبلغ 100% وتتساوى مع اكبر مراكز علاج الأورام في العالم نظرا الى نوعية الخدمة المقدمة والتي تعتمد على الاستعانة بأكثر من جهة ومركز متخصص في الخارج لتأكيد التشخيص وتحديد نوعية العلاج المناسب لكل حالة مرضية، مشيرا الى ان كلفة ارسال العينات الى الخارج تبلغ 300 ألف دينار سنويا، مشيرا الى ان نسبة اشغال اسرة المركز البالغ عددها 160 سريرا تكون في اغلب الأوقات 100%، موضحا بأنه جار العمل لإكمال بناء مبنى جديد لزيادة الطاقة الاستيعابية سيكون جاهزا بعد 3 سنوات. وذكر أن المركز سعى خلال الفترة الماضية لمعالجة التضخم في تكاليف شراء الأدوية من السوق المحلية والتي كانت تقدر بـ 18 مليون دينار بحريني سنويا بأن تم التعاون والتنسيق مع السوق الطبي في تركيا لشرائها بنفس الجودة مما نتج عنه توفير 10 ملايين دينار بحريني. وأشار اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة إلى ان كلفة العلاج الكيماوي العام الماضي بلغت 15 مليونا و720 ألف دينار بحريني بينما بلغت كلفة العلاج بالإشعاع مليونا و980 ألف دينار بحريني، مؤكدا أن الكلفة ارتفعت خلال الثلاث سنوات الماضية حيث بلغت كلفة العلاج الكيماوي في العام 2018م 5.808.000 دينار والعلاج الاشعاعي 792 ألف دينار بحريني، مشيرا الى ان اجمالي عدد المرضى الذين تتم متابعتهم في المركز زاد بثلاثة أضعاف خلال العام الماضي حيث بلغ عدد 3146 حالة سرطان بينما كان العدد 1165 حالة في العام 2018م. من جانبه أوضح البروفيسور إلياس فاضل مدير مركز البحرين للأورام ورئيس مجلس البحرين الوطني للأورام بأنه نظرا الى أن تموضع الورم السرطاني يختلف من مريض لآخر، فإن متطلبات العلاج الإشعاعي الدقيق والتقنية المستخدمة لتقديمه تختلف أيضًا، بحيث يجب أن يتم تفصيلها لمريض معين وصولاً إلى ما يمكن تسميته «العلاج الإشعاعي المخصّص»، فمن خلال أجهزة العلاج الإشعاعي عالية الدقة المتوفرة في طب الأورام في البحرين يمكن تطبيق التقنيات الحديثة مثل التعديل الحجمي، و IMRT ، والعلاج الإشعاعي التجسيمي، والعلاج الإشعاعي الموجه بالسطح، والمعالجة المكثفة والمتقدمة، والعلاج الإشعاعي الكلي للجسم، وغيرها الكثير، والتي تستخدم لعلاج واستهداف أورام صغيرة جدًا (في الدماغ مثلاً) وصولا الى أهداف كبيرة جدًا مثل إشعاع الجسم بالكامل (يستخدم في عمليات زرع النخاع العظمي). وقال إن تقنية الرنين المغناطيسي من أفضل الطرق التشخيصية لكشف الورم السرطاني وتحديد مدى انتشاره في الجسم, وعندما يتم دمج هذه التقنية مع المسرع الخطي في جهاز واحد فإن أكبر ميزة نحصل عليها هي امكانية مراقبة أو تصوير الورم والأعضاء المهمة القريبة من الورم باستمرار خلال الجلسة العلاجية، منوها الى انه يمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي بشكل متواصل أثناء العلاج لعدم وجود إنبعاثات إشعاعية (من جهاز الرنين المغناطيسي) مما يمكن من استهداف الورم بدقة عالية بأصغر هوامش من أجل تحقيق نتائج أفضل في بعض الأورام والحدّ من الآثار الجانبية للعلاج. وحول بدء العمل بجهاز (MR – Linac Unity) قال البروفيسور إلياس فاضل إن الفريق الطبي المختص في مركز البحرين للأورام قام بمناقشة حالة مريض ثلاثيني في المجلس الوطني للأورام من أجل وضع الخطة العلاجية المناسبة باستخدام جهاز (MR – Linac Unity) لأول مرة في مركز البحرين للأورام كجهاز تشخيصي وعلاجي في نفس الوقت ، موضحا بأن خطة العلاج نفذها فريق طبي وتقني متميز بإشراف الدكتور أشيش رستوجي إستشاري ورئيس قسم علاج الأورام الإشعاعي مع مجموعة من الكفاءات البحرينية الشابة، مشيرا الى أن الإدارة تسعى دوما لتوطين أحدث التقنيات في مجال تشخيص وعلاج الأورام بالإضافة إلى فتح المجال أمام الكوادر الوطنية الكفؤة للتخصص والتدرب على هذه التقنيات والمشاركة الفعّالة في الوصول بالرعاية الصحية في هذا المجال إلى أعلى المراتب. كما شدد على استمرار العمل نحو تطوير جودة الخدمات في جميع أقسام مركز البحرين للأورام. ومن جانبه ذكر الدكتور أشيش أن الجلسات الإشعاعية سواء التشخيصية أو العلاجية التي يخضع لها المريض تعتمد على حالته وتستند إلى الخطة العلاجية المناسبة المقررة في المجلس الوطني للأورام. والجدير بالذكر أن مركز البحرين للأورام يعتبر الثاني عربيا الذي يتم فيه استخدام هذه التقنية والأول في الشرق الأوسط والسابع عالمياً الذي يستخدم جهاز (MR – Linac Unity)، إلى جانب اثنين من أحدث المسرعات الخطية التي تعتمد على تقنية التصوير المقطعي واللذين تم تدشينهما سابقا.
مشاركة :
