الفنان المسرحي حسين عبدعلي لـ«أخبار الخليج الثقافي»: الهجين قادر على تفكيك الثابت

  • 7/3/2021
  • 09:08
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أجرت‭ ‬اللقاء‭:‬ زينب‭ ‬إسماعيل   في‭ ‬خضم‭ ‬انشغالاته‭ ‬بفنون‭ ‬التمثيل‭ ‬والكتابة،‭ ‬يذهب‭ ‬حسين‭ ‬عبدعلي‭ ‬–المسرحي‭ ‬والروائي‭ ‬والممثل‭- ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اختلاط‭ ‬كل‭ ‬الفنون‭ ‬بمثابة‭ ‬هجين‭ ‬له‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تفكيك‭ ‬وهز‭ ‬الثابت‭. ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬المختلطة،‭ ‬يفتح‭ ‬عبدعلي‭ ‬الباب‭ ‬للحديث‭ ‬عنها‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭.‬ تنوي‭ ‬إصدار‭ ‬رواية‭ ‬جديدة‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬متاهة‭ ‬زهرة‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬ترسخها؟ بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬حرق‭ ‬الرواية،‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬تحدثت‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬أحاول‭ ‬ترسيخها،‭ ‬لأني‭ ‬مؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الرواية‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬الفيلم‭ ‬السينمائي‭ ‬أو‭ ‬المسرحية‭ ‬أو‭ ‬اللوحة‭ ‬التشكيلية،‭ ‬هي‭ ‬مخلوقات‭ ‬أدبية‭ ‬وفنية‭ ‬تُخلق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المشاهدة‭ ‬أو‭ ‬القراءة‭ ‬المباشرة‭. ‬بمعنى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬علاقة‭ ‬حيّة‭ ‬ومباشرة‭ ‬بين‭ ‬المتلقي‭ ‬والمنجز‭ ‬نفسه‭. ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬لاختزالها‭ ‬في‭ ‬سطور‭ ‬هي‭ ‬محاولة‭ ‬لتشويهها‭. ‬ إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬الزعم‭ ‬بوجود‭ ‬فكرة‭ ‬نهائية‭ ‬قبل‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الرواية‭ ‬لا‭ ‬أجدها‭ ‬فكرة‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬فعل‭ ‬الكتابة‭. ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬وجود‭ ‬فكرة‭ ‬نهائية‭ ‬وثابتة‭ ‬قبل‭ ‬الشروع‭ ‬بالكتابة‭ ‬هو‭ ‬أشبه‭ ‬بقتل‭ ‬لذّة‭ ‬الكتابة‭. ‬ تخطط‭ ‬لإنتاج‭ ‬نصوص‭ ‬مسرحية‭ ‬ستكون‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬شكل‭ ‬تلك‭ ‬النصوص؟‭ ‬ أعتقد‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬خلقت‭ ‬مساحة‭ ‬أكبر‭ ‬تعيد‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أسئلتنا‭ ‬المسرحية‭. ‬أنت‭ ‬وجودك‭ ‬الآن‭ ‬معقود‭ ‬بوجود‭ ‬إنسان‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬لا‭ ‬تعرفه‭ ‬ولم‭ ‬تلتق‭ ‬به‭. ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إصابة‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬بكورونا‭ ‬ثمة‭ ‬احتمال‭ ‬قائم‭ ‬أن‭ ‬تصاب‭ ‬أنت‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬وتكون‭ ‬حياتك‭ ‬مهددة‭ ‬بالموت‭! ‬أيضًا‭ ‬أنت‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬بات‭ ‬فيه‭ ‬البعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خلاصك‭ ‬من‭ ‬الهلاك‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬البشرية‭ ‬تدفع‭ ‬نحو‭ ‬التقارب‭! ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬يقاس‭ ‬فيه‭ ‬حب‭ ‬الوالدين‭ ‬بمقدار‭ ‬المسافة‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬الأبناء‭. ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬مما‭ ‬غيرته‭ ‬الجائحة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬موجودًا‭ ‬في‭ ‬أعمالنا‭ ‬المسرحية‭ ‬القادمة‭. ‬فكرة‭ ‬إنتاج‭ ‬النصوص‭ ‬المسرحية‭ ‬كإصدار‭ ‬مطبوع،‭ ‬فلا‭ ‬تراودني‭ ‬حاليًا‭. ‬ ننتظر‭ ‬من‭ ‬حسين‭ ‬عبدعلي‭ ‬فيلما‭ ‬قصيرا،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬تفاصيله؟ كلما‭ ‬ذهبت‭ ‬الأشياء‭ ‬نحو‭ ‬الثقافة‭ ‬أكثر‭ ‬كلما‭ ‬غدت‭ ‬أكثر‭ ‬رعبًا‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬الشعر‭ -‬بالنسبة‭ ‬لي‭- ‬مخيف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬جدًا،‭ ‬والأخيرة‭ ‬مخيفة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭. ‬في‭ ‬السينما‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬الأمر‭ ‬كثيرًا،‭ ‬فكمية‭ ‬الرعب‭ ‬التي‭ ‬تنتابني‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬الاشتغال‭ ‬بعمل‭ ‬فيلم‭ ‬قصير‭ ‬أضعاف‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬الأفلام‭ ‬الطويلة‭. ‬وهنا‭ ‬أتحدّث‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأمور‭ ‬الإنتاجية‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬مقدرتك‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬كلما‭ ‬تريد‭ ‬بشكل‭ ‬مكثف‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الثقافة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬أثر‭ ‬عند‭ ‬المتلقي‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يستحضرني‭ ‬أمل‭ ‬تاركوفسكي‭ ‬عندما‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬تحقيق‭ ‬فيلم‭ ‬قصير‭ ‬هو‭ ‬تقريبًا‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬فيلم‭ ‬طويل،‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬أفقد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬فيلم‭ ‬قصير‭ ‬يومًا‭ ‬ما‮»‬‭. ‬ يخلق‭ ‬الشعر‭ ‬والمسرح‭ ‬والصورة‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التداخل‭ ‬فيما‭ ‬بينهم،‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬يخلقها‭ ‬هذا‭ ‬التداخل؟ ليس‭ ‬الشعر‭ ‬والصورة‭ ‬فحسب‭. ‬السينما‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬المسرح،‭ ‬التشكيل،‭ ‬السرد،‭ ‬الموسيقى،‭ ‬الرقص‭. ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬جماليات‭ ‬المسرح‭ ‬كونه‭ ‬جامعا‭ ‬مانعا‭ ‬لكل‭ ‬الفنون‭. ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬منوط‭ ‬بالمسرح‭ ‬فقط‭. ‬هذا‭ ‬التزاوج‭ ‬بين‭ ‬الأنساق‭ ‬الأدبية‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬تجربة‭ ‬منفردة‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬تمت‭ ‬العملية‭ ‬بشكل‭ ‬سلس‭ ‬ومدروس،‭ ‬لذلك‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬الروائية‭ ‬حضورًا‭ ‬للصورة‭ ‬الفوتوغرافية‭ ‬أو‭ ‬للحس‭ ‬السينمائي‭ ‬أو‭ ‬تداخل‭ ‬بين‭ ‬الشعر‭ ‬واللوحة‭ ‬التشكيلة‭. ‬هذا‭ ‬الهجين‭ ‬له‭ ‬المقدرة‭ ‬على‭ ‬تفكيك‭ ‬وهز‭ ‬الثابت،‭ ‬ويؤسس‭ ‬لعلاقة‭ ‬مختلفة‭ ‬بين‭ ‬المتلقي‭ ‬والعمل‭. ‬ مسرح‭ ‬المونودراما‭ ‬متعب‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬وصفك،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬حجم‭ ‬التعب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الخيارات‭ ‬التي‭ ‬تدخلك‭ ‬لعالمه؟ في‭ ‬المونودراما‭ ‬يقع‭ ‬ثقل‭ ‬العرض‭ ‬بأكمله‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬ممثل‭ ‬وحيد‭ ‬على‭ ‬الخشبة‭. ‬لو‭ ‬أخفق‭ ‬يخفق‭ ‬العرض‭ ‬بأكمله‭. ‬هو‭ ‬مسرح‭ ‬بحاجة‭ ‬لممثل‭ ‬أشبه‭ ‬بغول،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬والتشكل‭ ‬والتغير‭ ‬بين‭ ‬الحالات‭ ‬والشخصيات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬يلعبها‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مساعدة‭ ‬من‭ ‬ممثل‭ ‬آخر‭. ‬بينما‭ ‬في‭ ‬المسرحيات‭ ‬الأخرى‭ ‬لو‭ ‬سقط‭ ‬الإيقاع‭ ‬عند‭ ‬ممثل‭ ‬ما،‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬الإيقاع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممثل‭ ‬آخر‭. ‬ التمثيل‭ ‬قطعة‭ ‬تضعها‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المناسب،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬شكل‭ ‬القطعة‭ ‬الأنسب‭ ‬لحسين‭ ‬عبدعلي؟ كنتُ‭ ‬ومازالت‭ ‬أصف‭ ‬التمثيل‭ ‬بمن‭ ‬يلعب‭ ‬لعبة‭ ‬الليغو‭. ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬شكل‭ ‬معين‭ ‬في‭ ‬اللعبة‭ ‬أنت‭ ‬بحاجة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬الحجم‭ ‬واللون‭ ‬والشكل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬قطعة‭ ‬واحدة‭. ‬ثمة‭ ‬شيء‭ ‬مشابه‭ ‬في‭ ‬التمثيل،‭ ‬الجسد‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬اللعبة،‭ ‬وهذه‭ ‬القطعة‭ ‬لوحدها‭ ‬تتشكل‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬أصغر،‭ ‬كأن‭ ‬تكون‭ ‬ملمًا‭ ‬وقادرًا‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عضلة‭ ‬من‭ ‬عضلات‭ ‬الجسد‭. ‬والممثل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مدركًا‭ ‬للعضلات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مشدودة‭ ‬لو‭ ‬أراد‭ ‬الجلوس‭ ‬على‭ ‬الكرسي،‭ ‬كي‭ ‬تبقى‭ ‬باقي‭ ‬العضلات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬استرخاء‭. ‬الصوت‭ ‬قطعة‭ ‬أخرى،‭ ‬ولها‭ ‬قصتها‭ ‬أيضًا‭. ‬ هل‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يثير‭ ‬التساؤلات؟‭ ‬وهل‭ ‬هو‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬النجومية؟ لكي‭ ‬أكون‭ ‬دقيقًا،‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يثير‭ ‬التساؤلات‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬أظنه‭ ‬قريبًا‭ ‬إلى‭ ‬النجومية‭. ‬ولكي‭ ‬تتضح‭ ‬الصورة،‭ ‬لنسأل‭ ‬أي‭ ‬مخرج‭ ‬أو‭ ‬طاقم‭ ‬عمل‭ ‬مقبل‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬مسرحي‭: ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الدافع‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خوض‭ ‬هذه‭ ‬التجربة؟‭! ‬سيكون‭ ‬الجواب‭ ‬أن‭ ‬المخرج‭ ‬أعجب‭ ‬بالنص‭. ‬أنا‭ ‬مثلاً‭ ‬معجب‭ ‬بكل‭ ‬نصوص‭ ‬شكسبير‭ ‬ومعظم‭ ‬ما‭ ‬كتبه‭ ‬سعد‭ ‬الله‭ ‬ونوّس،‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬أقوم‭ ‬بالاشتغال‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬النصوص؟‭! ‬أم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اختياري‭ ‬متوافقًا‭ ‬مع‭ ‬أسئلتي‭ ‬الخاصة‭ ‬تجاه‭ ‬الحياة‭ ‬والزمن‭ ‬الذي‭ ‬أعيشه‭ ‬والمجتمع‭ ‬والبشرية؟‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬خوضي‭ ‬للتجربة‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الاعجاب‭ ‬فقط‭ ‬سيخرج‭ ‬المتلقي‭ ‬من‭ ‬العرض‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬الفكرة‭ ‬فقط،‭ ‬بينما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬التجربة‭ ‬وليدة‭ ‬تقاطع‭ ‬النص‭ ‬مع‭ ‬أسئلتي‭ ‬الخاصة‭ ‬سيخرج‭ ‬المتلقي‭ ‬وهو‭ ‬محموم‭ ‬بالأسئلة‭.‬ نظرتك‭ ‬للواقع‭ ‬الثقافي‭ ‬بالمجمل‭ ‬سلبية،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬النظرة‭ ‬التشاؤمية؟ عدّدي‭ ‬3‭ ‬أمور‭ ‬إيجابية‭ ‬وأنا‭ ‬مستعد‭ ‬الآن‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬متفائلة‭. ‬وبشكل‭ ‬أدق،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬الشعور‭ ‬بالتأخر‭ ‬عن‭ ‬الآخرين‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬فيه‭ ‬مفكر‭ ‬مثل‭ ‬آلان‭ ‬كيربي‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحداثة‮»‬‭ ‬مازال‭ ‬المثقفون‭ ‬العرب‭ ‬يناقشون‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬الحداثة‮»‬‭. ‬العالم‭ ‬تجاوز‭ ‬الحداثة،‭ ‬وانتقل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعدها،‭ ‬ونحن‭ ‬مازلنا‭ ‬نتساءل‭ ‬حول‭ ‬الحداثة‭!! ‬الأكثر‭ ‬إزعاجًا‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ينوّه‭ ‬فيه‭ ‬إدوارد‭ ‬غاليانو‭ ‬كوننا‭ ‬نعيش‭ ‬أوج‭ ‬عصر‭ ‬التفاهة،‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬كنت‭ ‬تعوّل‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬تعرية‭ ‬تفاهة‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬تبتلعهم‭ ‬موجة‭ ‬التفاهة‭.‬

مشاركة :