لكل منا قناعاته المختلفة، ومهما تشابهت إلا أنها تظل نسبية بين مختلف الناس، لأن معظم قناعاتنا اكتسبناها في مراحل مختلفة بدءاً من الطفولة ومن خلال التربية الاجتماعية والثقافة البيئية والخبرات الحياتية. وتكمن أهمية القناعات في حياتنا بتأثيرها على نظرتنا لأنفسنا وكذلك للآخرين، فإما أن تكون أفكاراً وقناعات داعمة ميسِّرة لحياتنا فهي أفكار إيجابية، أو تكون مقيِّدة ومحبِطة فهي أفكار سلبية. ولا يقتصر تأثير القناعات على عواطفنا وأفعالنا، بل تؤثر على أجسامنا أيضاً، فإن قناعات المريض هي التي تُحدث أكبر الأثر في حالته الصحية. كل القناعات مكتسَبة في حياتنا اكتساباً، ولذلك يمكن إعادة تقييمها وتطويرها وتغييرها، بدليل قوله تعالى: ﴿إن الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسِهم﴾، فالتغيير يبدأ من الداخل، ذلك أنّ القناعات تنشأ في الوعي وتخزَّن في اللاوعي، وتذكر أنه كلما تَوافقَ سلوكك مع قناعاتك وأفكارك رسخت هذه القناعات.تغيير القناعات مرتبط بالسلوك الإنساني وتطوره نحو الأفضل، هل تتفق معي بأن مدة 45 ثانية كفيلة بتغيير قناعتك!!، قد لا تتفق معي، ولكنها هي الحقيقة التي تبدأ منك برغبتك وبتركيزك نحو التغيير، حتى لو كانت على أشياء تبدو صغيرة وليست ذات تأثير عليك، إلا أنها هي نقطة البداية التي يمكنك الاعتماد عليها لتغيير معظم القناعات الخاصة بك.هل يمكن لأي شخص تعرفه أو لا تعرفه تغيير قناعتك من خلال محادثة؟، والإجابة هي نعم، ولكن قد تختلف درجة الصعوبة وخصوصاً مع الأشخاص غير المعروفين بالنسبة لك، ليس من السهل البدء في محادثة صريحة سوف تؤدي في النهاية لتغيير سلوك فردي، ولا توجد حبة سحرية لإحداث هذا الأمر، بل هناك مجموعة من الأفعال والتي إذا تم الالتزام بها بحرص سوف تزيد من فرص الاستجابة للمحادثات الخاصة بالتأثير على الآخرين، أولاً المقدمة، لجذب الآخرين فلا تستغلها بالتعريف بنفسك بشكل كبير فقط بل بالتعريف بالجهة التي تعمل بها وإنجازاتها، ثانياً الخُطاف، مهارة السؤال الأول، ما الذي سيعود عليّ بالفائدة من هذا؟، الأسئلة ذات الاهتمام المشترك، ثالثاً العملية، كيف يمكنني من خلال 45 ثانية البدء بحديث والتحكم به وإنهائه لصالحي، رابعاً المدة، هل تستطيع التخلص من هذه الخطوة؟ أو على الأقل تحديد مدة للمحادثة للطرف الآخر شرط أن تلتزم بها حرفياً.أخيراً لكل محادثة تكتيك خاص يتم في الـ 45 ثانية الأولى منها، لذا يجب أن تنتقي كلماتك بعناية ودقة، وإلا فقدت نهاية ونتائج هذه المحادثة مع انطلاقتها، سر الكلمات (أنا احتاج إلى مساعدتك)!!.
مشاركة :