واصل معرض العين تقرأ للكتاب الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في موسمه السابع احتفاءه بالكتاب والمبدعين الإماراتيين، من خلال الجلسات النقاشية التي ينظمها بشكل يومي، إذ شهد ندوتين إحداهما بعنوان جائزة الرواية الإماراتية للكاتب والناشر جمال الشحي، وقدمتها الشاعرة الهنوف محمد، والثانية بعنوان تجربة الكتابة للقاصة مريم الساعدي وقدمها د. منصور الشامسي. قدم الشحي خلال ندوة جائزة الرواية الإماراتية فكرة عامة حول الجائزة تتضمن شروطها ومعاييرها وأهدافها، معلناً أنها ستترجم في العام المقبل بعض الأعمال الإماراتية للغات أخرى، وتساعد الكتاب الإماراتيين على نشر إبداعاتهم خارج الدولة. مخطوطات نادرة وكنوز بشرية وجّه معرض العين تقرأ للكتاب عناية خاصة بالتاريخ والتراث من خلال الجلسات التي ينظمها بشكل منتظم، من بينها جلسة للمستشار في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الدكتور فالح حنظل، عن المخطوطات الإماراتية القديمة، وقدمتها الدكتورة مريم الشناصي. فيما استعرضت ندوة أخرى تجربتي الباحثة في التراث الشعبي فاطمة المغني، والباحثة ناجية الكتبي، في جمع التراث وتدوينه وقدمها محمد نورالدين. واستعرض فالح حنظل مجموعة من المخطوطات القديمة النادرة عبر ندوته مخطوطات الأولين من أهل الإمارات، مشيراً إلى أن الإمارات لم تكن قبائل تعتمد فقط على الغوص لكسب الرزق، بل كانت تمثل مجتمعاً يتمتع بفكر ومفكرين عكفوا على تدوين الأحداث في ذلك الوقت. وفي المحاضرة الثانية بعنوان تجارب في تدوين التراث، تحدثت فاطمة المغني، وناجية الكتبي عن تجاربهما الطويلة في جمع التراث وتدوينه. وأوضحت المغني أنها تمكنت بالمشاركة مع فريق من زميلاتها، من تدوين مرحلة ميلاد الدولة بالكامل من خلال محاور عدة، مشيرة إلى قرب افتتاح ما يسمى بمكنز الإمارات في أبريل عام 2016، ويضم الكثير من كنوز الإمارات في الماضي. وتناولت تفاصيل عن متحفها الخاص المزمع افتتاحه في القرية التراثية بخورفكان، ويضم عدداً كبيراً من مفردات الحياة اليومية الإماراتية منذ ما يقرب من 150 عاماً. فيما تحدثت ناجية الكتبي عن ضرورة الحفاظ على التراث القديم، مؤكدة أن الآباء والأجداد يمثلون كنوزاً بشرية من المعلومات والقصص والحكايا والتفاصيل عن الماضي، داعية الشباب إلى الاشتغال عليهم والالتفات اليهم والأخذ بأيديهم واستفزاز ذاكرتهم لما تحتويه من ثراء معرفي. وأشار إلى أن مشهد الرواية في الإمارات قبل عام 2000 لم يكن يرتقِ للدرجة التي يستحقها، فضلاً عن أن الروائيين في هذه الفترة لم يأخذوا حقهم، وهي عوامل وقفت وراء فكرة تأسيس الجائزة؛ لاسيما بعد أن أخذ المشهد الثقافي بعد عام 2000 شكلاً وبعداً جديدين من خلال النشر عبر وسائل الاتصال الجماهيري وتسيّد الرواية للمشهد الثقافي في الدولة، معتبراً أن الرواية تختزل أغلب الأجناس الأدبية. راعٍ أساسي اعتبر الشحي أنّ الجائزة صارت راعياً أساسياً في جائزة البوكر العالمية في وقت اختفت جميع الأسماء الإماراتية من رعاية هذه الجائزة على مدى ست سنوات. وأكد فكرة أن الجائزة لا تصنع كاتباً، بل على العكس لو وضع الكاتب الجائزة ضمن أهدافه فإن ذلك يعني أنه لا يكتب من منطلق إبداعي بل لهدف آخر. وأوضح الشحي أن الهدف من جائزة الإمارات للرواية هو أن يصبح روائيوها بحجم المسؤولية، وأن يقدموا عملاً يجعل المجتمع الثقافي يتنفس بصورة صحيحة، وبالتالي الوصول إلى العالمية، مشيراً إلى أنه حق مشروع. أسلوب غير تقليدي بينما تحدثت القاصة الإماراتية مريم الساعدي، خلال ندوتها بعنوان تجربة الكتابة عن تجربتها الأولى في النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي قادتها للنشر الورقي. ولفتت إلى أن المشاعر الإنسانية تستحق أن توثق بقصة قصيرة، مشيرة إلى أنها تتبع أسلوباً غير تقليدي في سردها للقصة لا يألفه الناقد والقارئ المحلي الكلاسيكي نظراً لارتباطهما بمحددات ذهنية للقصة، في الوقت الذي تفضل فيه الاسترسال العفوي للمشاعر، الذي لا يوقعها في فخ الخاطرة وتصفها بأنها تدفق مع فكرة أو حدث، وهي موجودة ولا يدركها إلا القارئ المتمرس. وأشارت الساعدي إلى أنها تقرأ للكاتب الذي تشعر بصدقه وإحساسه وبأنه يكلمها ولا تفضل الكاتب الذي يتلاعب بقاموسه اللغوي كثيراً. وتطرقت الساعدي في حديثها إلى الكتابة النسائية الإماراتية، مؤكدة أنها ضد تصنيف الأدب واصفة إياه بأنه إنساني بحت، فهي تكتب لكونها إنساناً عنده هموم وشجون تتعلق بنفسها والآخر، مشيرة إلى أن الواقع يؤكد أن الكاتبات أكثر عدداً من الكتاب بالدولة. وأكدت أن من يكتب بهدف الوصول للعالمية لديه أزمة صدق وموهبة، لافتة إلى ضرورة أن تكون للكاتب قدرة على التقييم الذاتي لنفسه. التوزيع.. مشكلة كبرى رأى الكاتب والناشر الإماراتي جمال الشحي، أن التوزيع يمثل المشكلة الكبرى التي تواجه الناشر حالياً، إذ لا يزيد متوسط مبيعات الكتاب حالياً على 3000 نسخة، في وقت يوجد فيه 150 مليون عربي يتحدثون ويقرأون باللغة العربية، في الوقت الذي تخضع الأمور فيه لمعايير أخرى في الغرب، فالناشر ليس موزعاً. وبيّن أن عدم وجود مهنة الوكيل الأدبي يزيد من العبء على الكاتب والناشر في الإمارات، مؤكداً أن هذه الفكرة ستحقق الريادة لمن يتبناها، فالوقت مناسب حالياً لظهورها.
مشاركة :