(العاقل لا يتعجّل في الحكم بل يتروى...). قبل القيام برحلة قصيرة في إجازة الحج ذهبت إلى المصرف الذي أتعامل معه لمعرفة والتأكد من قيمة رسوم استخدام بطاقة الصراف خارج المملكة، وتبيَّن لي من إجابة الموظف في خدمة العملاء أن الرسوم قد لا تتجاوز في العادة الـ(20) ريالًا لكل عملية، إلا أنه فاجأني حينما أردف بالقول إن هناك رسمًا آخر «خفي» مقداره (10%) من قيمة المبلغ المسحوب!! كما فهمت ولعلي قد أكون مخطئًا إلا أنه مما زاد ثقتي في كلامه أنه أقترح عليّ استخدام بطاقة الائتمان (Credit Card) لتفادي الوقوع في براثن رسوم السحب «الخفية» وليس المعلنة، وأخذت أضرب أخماسًا في أسداس إذ كنت وإلى وقت قريب أعتمد على بطاقة الصراف (Debit Card) في الحصول على النقد عند الحاجة أو حتى استخدامها في نقاط البيع (POS) لسداد قيمة المشتروات والخدمات. ولتوضيح الصورة التي ما برحت ملتبسة نسوق هذا المثال: فلو أردت الحصول على مبلغ (400) جنيه استرليني مثلًا من أي صراف في بريطانيا خاصة من صرافات المصارف الكبرى والتي تعلو واجهتها لوحة إرشادية تحمل عبارة (Free Cash) بمعنى أن المصرف الذي يوفر هذه الخدمة لا يتقاضى منك أي رسوم إلا أنه في عين الوقت وبعد البدء في إدخال الرقم السري واختيار العملية المراد تنفيذها تظهر لك عبارة: «إن مصرفك مُصدر البطاقة قد يتقاضى منك رسومًا نظير هذه الخدمة» مما يعني أن إتمام العملية لن يتم ما لم توافق وتقول (Yes) !! دعه يتقاضى الرسوم «فالحاجة حواجة»، بالطبع المصرف مُصدر البطاقة من حقه الحصول على قيمة الرسوم المتعارف عليها والتي في مثل حالتنا (20) ريالًا سعوديًا لكن الطامة الكبرى أو هو الابتزاز على الأرجح هو الحصول على (10%) من جملة المبلغ المسحوب فعلى سبيل المثال سحب مبلغ (400) جنيه إسترليني قد يكلف (40) جنيهًا، فإذا ما كان هذا صحيحًا أو واقعًا بالفعل فلعل مؤسسة النقد تتدخل وتوضح للعموم فحوى هذا الأمر إما بتأكيد ما تطرقنا إليه أو نفيه.. كما ينبغي على عملاء المصارف الذين يسافرون كثيرًا ويعتمدون على بطاقة الصراف في الحصول على النقد أو الخدمات من نقاط البيع مراجعة كشوف حساباتهم لمعرفة التكلفة الحقيقية لهذه الخدمه.. والله المستعان. *ضوء: (إضافة عبء مستقبلي متخيل لأعباء يومك تجعل أيامك تفيض بالألم..). As-dirbas@hotmail.com