احتفل الطلبة السعوديون الدارسون في الجامعات الإماراتية في جميع كلياتها وصنوفها، وقد نظمت الملحقية الثقافية السعودية بالإمارات وبرعاية "الرياض" إعلامياً، وعدد من الرعاة حفلا خطابيا في مناسبة اليوم الوطني السعودي الخامس وثمانين، في دار الندوة والثقافة في مدينة دبي، حضر الحفل عدد من السفراء والقناصل العربية والأجنبية وأصحاب المعالي والسعادة وأولياء الطلبة السعوديين في الإمارات. وسطر الطلاب والطالبات السعوديون في الملحقية الثقافية السعودية بالإمارات العربية المتحدة أجمل معاني الوفاء والحب والولاء للوطن في ذكرى اليوم الوطني ضمن الاحتفاء الذي أقيم مساء السبت واستمر بعد منتصف الليل بحضور الوزير المفوض بالسفارة السعودية نائب السفير المستشار عبدالرحمن بن إبراهيم الخلف وعماد عدنان مدني القنصل السعودي العام في دبي والإمارات الشمالية دبي ود. صالح السحيباني الملحق الثقافي السعودي السابق في الإمارات ود. صالح الدوسري الملحق الثقافي السعودي الحالي ود. محمد المسعودي المشرف على الشؤون الثقافية في الملحقية السعودية، وعدد من الشعراء والمثقفين والإعلاميين المدعوين لهذه المناسبة. واختار الطلاب من الفقرات الوطنية أعمقها وأكثرها تأثيراً وفاضت بالمشاعر قلوب الحضور تجديدا للولاء في ذكرى اليوم الوطن الوطني تحت شعار «وطن يسكن في ذاتي.. سعودي إماراتي» والذي يترجم الشعور بالروابط الأخوية الصادقة بين السعودية والإمارات. وشهد الاحتفاء افتتاح معرض «صفحات من تاريخ يوم الوطن السعودي» للمؤرخ جابر بن عبدالله الغامدي حاز اهتمام الحضور والطلاب كونه يتحدث عن مرحلة مهمة من مراحل مسيرة الوطن وتوحيد المملكة العربية السعودية علي يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- راصداً كذلك حقبة زمنية توارثها أبناؤه البررة من بعده وتواصلت صفحاتها حتى بيعة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، في مشهد وثائقي إعلامي هادف يعرض رحلة اليوم الوطني ويعرف من خلال الصحافة قصة توحد الدولة وتطورها. كما تم افتتاح معرض "علم ووطن" للمصور الفوتوغرافي الطالب هليل الشمري تنوع ما بين عرض لصور علم المملكة وجانب من احتفالات الوفاء السعودية للإمارات. وتواصلت فعاليات الاحتفاء على مسرح الندوة بحضور أكثر من ألف ضيف اكتظت بهم الندوة بالسلامين الوطنيين السعودي والإماراتي فقصيدتي شعر للطالب عبدالعزيز القحطاني، والشاعرة الإماراتية الفارسة مزنة العامري ذات السنوات العشر، تلاه عرض بانورامي لسيرة حياة الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-. وجاءت كلمة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الإمارات التي ألقاها الوزير المفوض بالسفارة السعودية المستشار عبدالرحمن بن إبراهيم الخلف لتحمل في طياتها الشكر والثناء لله عز وجل على ما وهبنا من نعم الأمن والأمان، وشرف المكان والزمان منوهاً إلى أن المملكة في هذه الحقبة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعيش نهضة تنموية كبيرة ومتوازنة في مجالات عديدة، وتواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة في عالم اليوم وفي نفس الوقت تنتهج سياسة نبراسها الحكمة والاعتدال والتسامح والوسطية مقدماً صادق شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات متعه الله بالصحة والعافية وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات وإخوانهم حكام الإمارات وإلى الشعب الإماراتي الوفي على مشاركتهم وشعورهم النبيل تجاه تجسيد عرى الإخاء والترابط وأواصر المحبة الصادقة للمملكة العربية السعودية، وهو ما يعده امتداد لمواقف كثيرة تنم عن أصالة دولة الإمارات ونبلها، حيث تشهد المملكة والإمارات علاقات متميزة متقدمة ومتناغمة في جميع المواقف والرؤى خصوصاً في هذه المرحلة التي تعيشها المنطقة وأمتنا العربية. من جانبه، قال ل"الرياض" عماد عدنان مدني القنصل السعودي في دبي: "نحتفل اليوم بهذه المناسبة مع طلبتنا السعوديين الدارسين في الجامعات الإماراتية، الذين يفوق عددهم أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة، وسررنا بتنظيمهم هذا الحفل"، مشيراً إلى أن الطلبة قدموا عروضاً وأنشطة مختلفة تليق بهذه المناسبة الوطنية السعيدة. وأضاف: «أشيد بالعلاقات السعودية الإماراتية الأخوية الشقيقة التي تشهد تميزاً متقدماً على جميع الأصعدة وفي المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. نحن نشعر هنا في بلدنا الثاني وكأننا بين أهلنا وأقراننا. أود أن أشيد بموقف الإمارات المتقدم جداً والمنسجم مع رؤى وخطوات المملكة فيما يخص دعم الشرعية الوطنية في اليمن الشقيق، واسجل أعجابي وتقديري لما قدموه الجنود البواسل من القوات الإماراتية وخاصة الشهداء الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية من اجل رفع راية بلدهم عالياً وكذلك تسجيل حضورها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في هذه المرحلة، فتحية للشهداء وأولياء أمورهم الذين نالوا هذا الشرف الرفيع لدولة وشعب الإمارات». من جهته، رفع الملحق الثقافي السعودي في الإمارات د. صالح بن محمد الدوسري التهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، بمناسبة اليوم الوطني للمملكة. وقال: "نعيش منذ إعلان توحيد المملكة علي يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- عهود أمن وأمان سطرت مشاهد تنموية غير مسبوقة وتنمية اقتصادية وحضارية مستدامة تؤكد امتداد مسؤولية حكومتنا الرشيدة نحو أبنائها"، منوهاً بما قدمه برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث لأبنائه وبناته، مشيداً بما قدمه الوطن لهم والذي ينتظر منهم الكثير. وفي كلمة للطالب منصور القاضي نيابة عن زملائه قال إن أثمن ما في الوجود هو الوطن، الذي يضحي الإنسان بحياته دفاعاً عنه، يعمل من أجله، ويتعلم من أجله، ويحقق المنجزات تلو المنجزات لأجله، مشيراً إلى أن سيرة التوحيد ورسالة الوطن تبقى على مدار السنين بفضل الله تعالى ثم بفضل إيمان وتضحيات الرجال الذين يسيرون بها لتحقيق الوحدة الوطنية، وثبات العقيدة الإسلامية منتهجة في ذلك الوقت سياسة نبراسها الحكمة والاعتدال والتسامح والوسطية مستمداً ذلك من التمسك بالثوابت الإسلامية. وعاش الحضور عرضا سينمائياً مسرحياً عنوانه «يا سعد تكفى» برعاية النادي السعودي ومن بطولة وإخراج الطالب عبدالعزيز القنيعير، يرافقه في البطولة الطالبين عبدالعزيز القحطاني، وخالد الشهراني، ومحمد البياهي، والطالب فيصل المسعودي، وآخرين، ترجموا فيها إحدى قضايا الساحة التي تحاول التمكن من أبناء الوطن بخروجهم عن الدين والوطنية، محذرة من قضاء الساعات الطويلة أمام شاشات الإنترنت والتأصير بالأفكار الهدامة، ومؤكدة أن ما يجده المواطن السعودي من خير وأمن وأمان لم يكن ليجده في مكان آخر غير وطنه، وشددت على غرس الانتماء والوقوف صفاً واحداً مع الدولة في وجه أعدائها. وشكر مدير الشؤون الثقافية بالملحقية د. محمد المسعودي رئيس اللجنة التحضيرية للفعاليات في ختام الحفل الحضور من دول الخليج والعالم العربي والدول الصديقة والطلاب الذين كانوا وراء نجاح هذا الحفل المتميز والوفاء للوطن بهذا الحس العالي والانتماء الحقيقي، مشيراً إلى أن الطلبة السعوديين في الإمارات يقدمون كل عام برنامجاً متميزاً يعكس الولاء ويجسد روح الحب والانتماء وتمثيلهم لوطنهم ليقدموا نموذجاً يليق بالمملكة وبعلاقتها الأخوية مع وطننا الثاني دولة الإمارات.