الشارقة في 6 يوليو/وام/ يُعد مربى الشارقة للأحياء المائية الذي افتتح عام 2008، أول وأكبر مركز تعليمي حكومي للكائنات البحرية في دولة الإمارات، وأحد أبرز المواقع التي تُعنى بتعريف الجمهور بالبيئة البحرية في الدولة. وعبر التجول بين أروقة المربى وأحواضه الـ 21 ، يتعرف زوار المكان على أكثر من 100 نوعاً من الأحياء البحرية كأسماك المهرج، وأفراس البحر الرقيقة، والأنقليس، وسمك الشفنين البحري، وقرش الشعاب المرجانية، بالإضافة لمجموعة كبيرة من الكائنات البحرية على اختلاف أنواعها وأشكالها والتي تسبح بين البيئات الصخرية والشعاب المرجانية وأشجار القرم، إلى جانب ذلك يواصل المربى رفع مستوى الوعي حول أبرز السلوكيات والمخاطر التي تهدد البيئة البحرية، والدور الفعال للأفراد في الحفاظ عليها، مستعيناً بشاشات عرض تفاعلية موزعة في أرجاء المكان. و تتصدر حماية البيئة البحرية أولويات مربى الشارقة للأحياء المائية، حيث ينظم وبشكل دوري مجموعة من الأنشطة والفعاليات وورش العمل المباشرة والافتراضية، نفذ جزء منها خلال جائحة كوفيد 19، لنشر الوعي البيئي وترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية بين كافة أفراد المجتمع، حيث أسهم في إطلاع أكثر من 50 ألف زائر، وفدوا خلال النصف الأول من العام الجاري على جمال وثراء الحياة البحرية التابعة لسواحل إمارة الشارقة وعلى ما يميز كل منها والطرق المثلى للحفاظ عليها. واستجابةً لأولوياتها في الحفاظ على البيئة البحرية، أطلقت هيئة الشارقة للمتاحف عام 2009 النسخة الأولى من مبادرتها للمسؤولية المجتمعية "لأننا نهتم" بهدف رفع الوعي المجتمعي، وتعزيز ثقافة الحفاظ على المسطحات المائية، والتي حصد من خلالها مربى الشارقة للأحياء المائية جائزة الدرع الذهبي من المنظمة العربية "للمسؤولية المجتمعية" على مدى سنتين عن حملة تنظيف البيئة البحرية. وسعت الحملة التي طوت نسختها العاشرة في العام 2019، إلى بناء بيئة نموذجية للكائنات البحرية، بهدف زيادة فرص تكاثرها واستدامتها كمورد بيئي حيوي، متجاوزةً حدود الشواطيء لتصل إلى أعماق الموانيء والبحيرات والخيران ومشدات الأسماك في البحار، مستخرجةً أطناناً من المخلفات التي تم عرضها للجمهور في بحر الخان وبحيرة خالد وبحيرات ممزر الشارقة وجزيرة العلم وميناء الصيادين في كلباء ومرسى سوق الجبيل، لغايات تسليط الضوء على مخاطرها الجسيمة على البيئة بشكل عام وعلى الموارد البحرية والمستفيدين منها بشكل خاص. واعتبرت سعادة منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف الاحتفال باليومين العالميين للمحيطات والبيئة، مناسبةً لاستحضار جهود الهيئة في مجال الحفاظ على البيئة البحرية، لتحقيق التنمية المستدامة التي تنسجم مع رؤية الدولة والتزامها في هذا المجال محلياً وعالمياً، مشيرة إلى أن دور العنصر البشري في تلوث البيئة البحرية، الذي يصل إلى 80 %، دفع هيئة الشارقة للمتاحف إلى تكثيف جهودها الرامية لترسيخ الوعي المجتمعي حول التعامل مع البيئة البحرية، عبر الأنشطة والفعاليات التوعوية، بالإضافة إلى المبادرة والحملة الأبرز التي أطلقتها الهيئة "لأننا نهتم". وأضافت ان الحياة البحرية تعتبر مهمة من النواحي الاقتصادية، والاستراتيجية، والاجتماعية لما فيها من موارد معدنية، ونفطية، وغازية وكونها مصدراً رئيسياً للغذاء عند العديد من الشعوب، إلى جانب كونها طريقاً حيوياً للمواصلات والملاحة البحرية والتجارة لا سيما في الوطن العربي الذي يشرف على ممرات ومضائق مائية في غاية الأهمية تربط بين الشرق والغرب، مشيرةً إلى أن أهداف المربى تتماشى مع السياسات والاستراتيجيات العامة التي تضعها هيئة الشارقة للمتاحف حول الحفاظ على البيئة البحرية". و يسهم مربى الشارقة للأحياء المائية باعتباره وجهة سياحية جاذبة للزوار في رفع نسبة الوعي بشأن التلوث البحري، وتعزيز مفاهيم الحفاظ على البيئة البحرية واستدامتها، عبر جولات تعريفية وتثقيفية وترفيهية لمختلف أفراد المجتمع والسياح، علاوة على إطلاقه العديد من البرامج المتخصصة، منها المحمية البحرية التي أنشئها عام 2009، وبرنامج إعادة تأهيل واطلاق عدد من أنواع السلاحف المهددة بالانقراض والأسماك حيث تم إطلاق 2000 سمكة، و23 سلحفاء بحرية، فضلاً عن برنامج إكثار حصان البحر، الذي بدأ في عام 2012 وأثمر عن عملية إطلاق أول صغار لحصان البحر في المحمية الطبيعية في المرسى البحري التابع للمربى.
مشاركة :